AUB تفتتح رسميًا العام الدراسي الجديد

بمناسبة الافتتاح الرسمي للعام الدراسي الجديد في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) ، وبسبب الظروف الصحية المستمرة التي تتطلب تجنب التجمعات، خاطب رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري أفراد مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت وعائلتها وأصدقائها عبر الإنترنت من قاعة “الأسمبلي هول” التاريخية بالجامعة.

قاعة “الأسمبلي هول” – التي تشهد عادةً بداية السنوات الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت بحشود من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، فضلاً عن الموكب الأكاديمي الرسمي المؤلف من الرئيس وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء مجلس الأمناء – امتلأت هذا العام بصدى النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة “الألما ماتر” وخطاب الرئيس خوري بعنوان: هل أنا حارسٌ لأخي؟” كما حضر عمداء كل من كليات الجامعة والبعض من أعضاء قيادتها.

بدأ خوري بالسؤال: “كيف تتعلم أُسرة الجامعة الأميركية في بيروت من أُسُس الفنون الليبرالية، ومن التاريخ، ومن الأخلاقيات، العناية بأولئك الأقل حظًا منّا، ولضمان أن تُعاش حيوات أكثر بوفرة، في وقت نشعر فيه نحن بأننا مهملون وضعفاء وغاضبون؟ 

 وفي حديثه عن الوضع الحالي في لبنان، قال خوري، “في غياب التخطيط والمساءلة، انهار كل شيء، بما في ذلك المعايير والأنظمة التي ينبغي أن تكون أساس كل دولة تحافظ على سلامة ورفاهية مواطنيها. وبعد الرابع من آب، أبرزت شواهد الحدائد الملتوية على بعض، والمنازل المدمّرة، والنفوس المحطّمة، وجود هذا العيب الصادم للعالم أجمع. 

 التعليم العالي والرعاية الصحية في لبنان: هموم وآمال

 قال خوري، “يمكن القول إن أعظم ثروة للبلاد، وأكبر سبب للأمل لدينا، هو التفوق الذي حصل عليه لبنان بفضل وجود الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة القديس يوسف قبل تأسيس لبنان الحديث في العام  0291. إن الكثير ممّا هو جيد في ثقافة وتنوّع لبنان والمنطقة ينبع من هذا التعليم والعناية الصحية الاشتماليين، الممتازين، اللذين قدّمتهما هاتان الجامعتان على مدى أجيال،” وأضاف، “قطاع التعليم العالي الراسخ في الجودة جعل الدولة المستقلة حديثاً جذابة لأفراد من جميع أنحاء المنطقة وخارجها.”

 كما تحدث خوري عن تأسيس عدة جامعات في لبنان عبر تاريخه منها جامعة الحكمة والجامعة اللبنانية الأميركية وجامعة الروح القدس الكسليك والجامعة اللبنانية الحكومية وجامعة هايغازيان وجامعة بيروت العربية وجامعة البلمند والجامعة الإسلامية والجامعة الأنطونية وجامعة سيدة اللويزة. وقال، “اجتمعت الجامعات الخاصة الأحد عشر على أساس هدفنا الكلي ورسالتنا المشتركة في تعليم وخلق الفرص للأجيال القادمة.”

 وتحدث عن تعاون الجامعة الأميركية في بيروت مع الجامعات في لبنان وحول العالم قائلاً، “هدفنا الرئيس هو ليس أقل من أن نبرز كواحدة من أرقى الجامعات في العالم، ونموذجاً للتعليم العالي في جنوب الكرة الأرضية. 

 وأضاف خوري أنه من المقومات الحيوية الأخرى للبنان نظام العناية الصحية الجيد الذي بدوره تعرض للتهديد بسبب الانهيار الاقتصادي وجائحة كوفيد-91 وانفجار 4 آب الذي تسبب بدمار كبير في المستشفيات حول بيروت مع أضرار تجاوزت ال 150 مليون دولار. “58 بالمائة من العناية الصحية في لبنان توفّرها أنظمة صحية خاصة، وقد أدى الانفجار إلى تعطيل حوالي  800  سرير من أصل ألفي سرير في المستشفيات التعليمية في بيروت. وكل هذا في حين تتفاقم الجائحة. 

 كما تحدث عن الدعم الحديث للتعليم الذي يبتغي الربح قائلا أنه “يقلل من قيمة الجودة لصالح ’القدرة على دفع التكاليف‘، ويفشل في أن يأخذ في الاعتبار تقاسم القيم المشتركة، مثل فهم الثقافات المختلفة، وتطوير التفكير النقدي والمهارات التحليلية، وإجراء البحوث، وهي كلها تتطلب استثماراً في الموارد.”

 وأضاف خوري، “يؤكد النموذج الذي حققته الجامعة الأميركية في بيروت وآخرون على تعليم الأفضل والألمع بطريقة مسؤولة. وهو يقّدر ويحتسب الفرق بين موارد العائلات المتنوعة من خلال ضمان المساعدة المالية لأولئك الذين لا يستطيعون تحمّل الرسوم الدراسية. ويضمن هذا النموذج الدقيق أن ستين بالمئة من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا في الجامعة الأميركية في بيروت يتلقّون شكلاً من أشكال المساعدة المالية.”

وتابع، “في هذه اللحظة الخطيرة للغاية بالنسبة للتعليم العالي في لبنان، وبالتالي بالنسبة للهوية الوطنية اللبنانية ككل، يجب أن نكون جميعاً جزءًا من النقاش الوطني، وخاصة عند إدخال تغييرات مدروسة وعميقة وحتى جذرية لصالح التعليم الربحي. وهي تغييرات تتعارض مع أكثر من مئة عام من علم أصول التدريس والمنح الدراسية.”

 ما الذي يمكن أن تفعله الجامعة الأميركية في بيروت؟

 سأل خوري، “ما الذي يمكن أن تفعله الجامعة الأميركية في بيروت لتوفير الأمل، ورعاية وتخريج البحاثة والعلماء، وهم نماذج للفضيلة يمكن أن يساعدوا في التغلب على اليأس وخيبة الأمل والظلام؟ في آخر المطاف، فقد اضطررنا للتو إلى اتخاذ أكثر القرارات إيلاماً في تاريخنا من أجل إنقاذ المؤسسة، وذلك بتقليص القوى العاملة لدينا، والتخلي عن أفراد محبوبين من أسرتنا في الجامعة الأميركية في بيروت، خلال هذه الدوّامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والصحية؟ 

 وقال، ” أعتقد أن الإجابة هي أنه لا يزال بإمكاننا أن نكون مثالاً يحتذى به في نواحٍ عديدة، في قيادتنا لتحالف كوفيد-19 الذي ترعاه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والذي يضم أطرافاً صحية خاصة وتعليمية وأكاديمية في لبنان؛ وفي الاستجابة البطولية لأطبائنا وممرضينا لرعاية الجرحى في  4 آب وما بعده؛ في قيادة مجهود الحصول على الأدوية والإمدادات وتوصيلها إلى حيث يجب، من أصدقائنا وأفرادنا في الشتات في عمل مباشر من شخص لآخر ما يستمر في توفير الأمل.”

 أضاف، “بإمكاننا القيادة خلال أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد العالمي الكبير، وذلك من خلال الاستمرار في وضع طلابنا في وظائف جيدة وفي أرفع برامج الدراسات العليا والمهنية في الغرب والشرق. يمكننا القيادة عندما يكرس أكثر من 800 من أعضاء هيئتنا التعليمية أنفسهم للتعلم وتحسين قدراتهم التعليمية عبر الإنترنت أثناء جائحة كوفيد19يمكننا القيادة من خلال خلق فرص للشباب وكبار السن للحصول على تعليم عالمي المستوى وبأسعار معقولة من أجل أن يحلموا بحياة أفضل هنا في لبنان والعالم العربي، حياة لا تقوم على إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري، بل ترتكز على الحفاظ على بيئتنا وطاقاتها للأجيال القادمة. 

وتابع، “يمكننا القيادة عندما نساعد في جمع الأموال للمؤسسات المحتاجة والمستحقة الأخرى التي نتشارك معها في مواجهة التحدّي الهائل. يمكننا القيادة من خلال خلق فرص تعليمية وصندوق طبي اجتماعي لموظفينا المغادرين لضمان العناية لهم ولأسرهم وضمان التعليم لأطفالهم. يمكننا أن نقود من خلال إنشاء مبادرة للإغاثة وإعادة الإعمار في الجامعة الأميركية في بيروت لدعم العديد من الكيانات التعليمية والصحية والثقافية التي تعتبر حيوية لمستقبل لبنان. يمكننا القيادة عندما يخرج مركزنا الرائع للالتزام المدني وخدمة المجتمع إلى شوارع بيروت للمساعدة في إزالة الأنقاض والمساعدة في إعادة بناء المنازل والحياة، ليس فقط اليوم وغداً، ولكن من خلال الالتزام الطويل الأمد بالمجتمعات التي يخدمها.”

 ثم قال، “يمكننا القيادة عندما تجتمع مجموعة من أعضاء هيئة التعليم المستقلين (تحت راية خضّة بيروت) لوضع خطط ملموسة وقابلة للتحقيق وقائمة على الأدلة لدعم المراكز الصحية المحلية والصحة البيئية والتعليم والصناعة. يمكننا القيادة عندما ينشئ مهندسونا خطاً ساخناً مجانياً لفحص المباني بحثاً عن أضرارها الهيكلية ويقوم معماريونا بإنشاء مركز دولي ونظام معلومات جغرافية لربط المساعدات الدولية بجهود إعادة بناء المساكن المجاورة للجامعة. يمكننا أن نقود من خلال هذه وغيرها من مشاريع البحث العملي والتعلم التجريبي التي تركّز على المجتمع والتي لا تُعدّ ولا تحصى والتي توفر الغذاء والمأوى والدعم الطبي وأنواع أخرى من الدعم والأمل لسكان يعانون، وهم في أمس الحاجة. 

 وأضاف، “أخيرًا، يمكننا أن نقود، حتى في أسوأ الأوقات، عندما نرفض التهجّم على إخوتنا وأخواتنا والتحدّث بالسوء عنهم، إذا أغضبونا، وأذونا، وشوّهوا سمعة أفضل نوايانا. بدلا من ذلك يمكننا أن ندرك أنهم يتألمون ويحتاجون إلى دعمنا.”

 وختم، “نحن نقود من خلال التميّز في السعي لتحقيق الصالح العام، سواء في عاصمتنا بيروت، أو في لبنان والمنطقة، أو في جنوب الكرة الأرضية، بيتنا الأكبر. هذه هي الطريقة التي نضمن بها، نحن في الجامعة الأميركية في بيروت، في نهاية المطاف، أن نكون حقّاً حراساً لإخواننا وأخواتنا. 

عن mcg

شاهد أيضاً

رصيف صحافة اليوم السبت 27 تموز 2024

رصيف صحافة اليوم السبت 28 تموز 2024   / في الجمهورية : هوكشتاين: هدوء الجنوب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *