الجامعة الأميركية في بيروت تستضيف مؤتمر مدارس من أجل المستقبل

almontasher استضافت الجامعة الأميركية في بيروت مؤتمر “مدارس من أجل المستقبل: في لبنان والخارج” وهو جزء من برنامج جنى الذي أطلقته جمعية “ليبانون آند بيوند” التي تكرّس أعمالها لتشكيل مستقبل التعليم في لبنان.

جمع الحدث الذي عُقد في معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت حشدًا متنوّعًا من المربّين وصنّاع السياسات وقادة المجتمع المدني من لبنان والشتات لإعادة تخيّل التعليم المدرسي من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية للقرن الحادي والعشرين. ترأس المؤتمر ثلاثة متحدّثين أساسيين هم: الدكتور فؤاد عبد الخالق، العميد ونائب الرئيس الأول للشؤون الأكاديمية في جامعة ماساتشوستس في آمهرست؛ والدكتور موييز خير الله، مؤسّس جمعية “ليبانون آند بيوند”، والدكتور صوما بو جودة، أستاذ رتبة ممدوحة السيد بوبست في دائرة التربية في الجامعة الأميركية في بيروت والمستشار الأول لرئيس الجامعة.

وضمّ الحدث متحدّثين ضيوف هم الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، والدكتور كمال شحادة، وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ والدكتور جوزيف عون، رئيس جامعة نورث إيسترن؛ والدكتورة ريما كرامي، وزيرة التربية والتعليم العالي.

وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري في كلمته الترحيبية المسجّلة، “أودّ أن أشكر ’ليبانون آند بيوند‘ على قيادة هذه المبادرة وعلى دعوة الجامعة الأميركية في بيروت لتكون شريكة في تخيّل ما يمكن أن يكونه مستقبل التعليم المدرسي في لبنان وما ينبغي أن يكون عليه. إن هذا جهدٌ ملّح، وأنا ممتنٌّ لكوننا جزءًا منه.”

وأضاف، “لهذا المؤتمر غايةٌ مميّزةٌ: هو دعوةٌ للتفكير معًا وتخيّل ما يمكن أن تصبح عليه المدارس لو عوملت كمنظومات حيّة بدلًا من مبانٍ ومنشآت. في اليومين القادمين سوف نستكشف كيف يمكن للمدارس بناء الجسور والاستجابة للأزمات بعناية والاستناد إلى المعرفة العالمية دون فقدان الهوية المحليّة والتواصل مع المواهب اللبنانية في الوطن ومختلف أنحاء العالم.”

وسأل الدكتور كمال شحادة، وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، “ما علاقة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بالتعليم؟” مضيفًا، “كل جانب من جوانب النشاط الإنساني يخضع للتحوّل، والتربية هي إحدى الجوانب المتأثّرة. ما نقوم به في الوزارة هو وضع السياسات والقواعد والأنظمة المناسبة لإعداد لبنان لتحدّي الذكاء الاصطناعي وعصر التكنولوجيا الرقمية.”

وقال الدكتور جوزيف عون، رئيس جامعة نورث إيسترن، أنّ ردة الفعل الأولى للتعليم العالي كانت “محاولة حظر الذكاء الاصطناعي، وهذا تصرّف خاطئ.” وتابع، “لقد برزت الفكرة بأنّك إذا استخدمت الذكاء الاصطناعي فسوف تغشّ. ولكن بدلًا من الافتراض بأن الطلاب سيغشّون، دعونا نحاول أن نعيد التفكير في طريقة تقييمنا للطلّاب. وهذا سيغيّر المعادلة. نحن نتعامل مع الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي وعلينا أن نتأقلم وأن نغيّر طريقة

تقييمنا للناس.” ثم قال، “يجب دمج الذكاء الاصطناعي مبكرًا في المنهاج، لا ككيانٍ منفصل، بل دمجه مع دراسة الكيمياء والتاريخ وغيرها.”

وقالت الدكتورة ريما كرامي، وزيرة التربية والتعليم العالي، “مجتمعنا لا ينتهي عند حدود لبنان.” وتابعت، “المغتربون ليسوا موردًا خارجيًا، بل أعتبرهم جزءًا من منظومتنا الوطنية. الشتات بالنسبة إلى اللبنانيين ليس الاستثناء بل العُرف، وهو امتدادٌ لوطننا الأمّ.”

وأضافت كرامي، “لدينا لبنان واحد يعيش في العديد من البيوت حول العالم. هذه الرؤية هي جسر عبورنا بين الذاكرة والعمل، بين الشتات والوطن الأم. دعوتنا هي أن نجعل هذا الجسر متينًا بما يكفي ليتمكّن أبناؤنا من عبوره إلى مستقبل يليق بهم.”

وتطرّق المشاركون إلى سؤال محوريّ هو: “كيف يمكننا، كمربّين ذوي خبرة ورؤية، تشكيل مستقبل التعليم في لبنان بشكل جماعي، والحرص على نموّ كل طالب، بغض النظر عن خلفيّته وموقعه الجغرافي، في عصر يتميّز بالتحوّل الرقمي السريع، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي؟”

وشارك الرؤساء المشاركون للمؤتمر وهم الدكتور فؤاد عبد الخالق والدكتور موييز خير الله والدكتور صوما بو جودة في جلسة نقاشية. “لطالما كان التعليم جسر لبنان عبر الانقسامات،” كما أعرب مؤسّس منظمة “ليبانون آند بيوند” الدكتور موييز خير الله، مضيفًا، “مع برنامج جنى نسعى إلى رعاية بذور التحوّل – أي تمكين المدارس والمعلّمين والطلاّب من أجل تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا وإنصافًا.”

ثم أردف قائلاً، “إنّ طموحنا لمستقبل التعليم في لبنان عظيمٌ. فلسنا غافلين عن التحديّات التي تواجه لبنان وقطاعه التربوي. كما أننا لا نتوهّم بشأن قدرتنا على إصلاح الخطأ وإحداث تغيير هادف، لكنّنا نؤمن إيمانًا راسخًا بقوة الأفكار والخيال. ونؤمن بقوّة بأن كلّ ما هو مهمّ يُخلق مرتين: في العقل أولًا، ثمّ في عالم الواقع.” واختتم قائلًا، “معًا، يمكننا التخيّل ثم خلق مدارس المستقبل من أجل لبنان والخارج.”

وأشار الدكتور فؤاد عبد الخالق، عميد ونائب الرئيس الأول للشؤون الأكاديمية في جامعة ماساتشوستس في آمهرست، إلى أن “مؤتمر المدارس من أجل المستقبل: في لبنان والخارج يأتي في وقتٍ حرج ويَعِدُ بتسهيل المحادثات الجوهرية بين مجموعة واسعة من المعنيين حول الطرق التي يمكن للتعليم ما قبل الجامعي من خلالها أن يشكّل مستقبلًا مزدهرًا لجميع اللبنانيين، في الداخل وفي جميع أنحاء العالم.”

وتابع، “أتطلّع إلى المشاركة في المحادثات والعمل والتي تمثّل الخطوة الأولى نحو تشكيل رؤية وخطة طويلتي الأمد للتعليم التحوّلي والممكّن لجميع اللبنانيين.”

وقال الدكتور صوما بو جودة، أستاذ رتبة ممدوحة السيد بوبست في دائرة التربية في الجامعة الأميركية في بيروت، “أؤمن بأن برنامج جنى سيحدث تغييرًا مهمًا في لبنان.” مضيفًا، “إن هدفنا هو تنظيم مؤتمر للنقاش والتعلّم يشجّع تبادل الأفكار والمعرفة والتجارب ويركّز بقوّة على التعلّم التعاوني. ونأمل أن يشكّل هذا المؤتمر بداية لمسيرة تستمر بعد هذا الحدث.”

على مدى يومين من الجلسات والورش التعاونية، ساهم المشاركون في وضع رؤية مشتركة للمدارس اللبنانية في المستقبل واقترحوا مشاريع نموذجية ووضعوا أُطرًا للتعاون المستمرّ لما بعد المؤتمر

عن mcg

شاهد أيضاً

كركي: إطلاق خدمة الحصول على براءة ذمّة عن بعد

almontasher : صدر عن مكتب المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مايلي : في بلدٍ …