النفط يهبط؟

almontasher : ارم الاقتصادية : تحوم أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين، مطلع تداولات الأسبوع قرب أدنى مستوياتها في شهر، بفعل بوادر تلوح في الأفق بشأن احتمالات التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا برعاية الولايات المتحدة.

من شأن توقف الحرب الدائرة منذ ما يزيد على 3 أعوام ونصف العام، أن تفتح باباً واسعاً لتدفقات النفط الروسي بسهولة وانتظام؛ ما يعمق من أزمة تخمة المعروض التي تعاني منها السوق منذ بداية العام.

كانت العقوبات الأحدث على روسيا التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة في عام 2024، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الموافق 21 نوفمبر.

كيف جاء أداء سعر برميل النفط اليوم؟

◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير 0.2 دولار، ما يعادل 0.3%، لتصل إلى مستويات 61.7 دولار للبرميل، بحلول الساعة 3:50 صباحاً بتوقيت غرينتش.

◄ هبط سعر تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم ديسمبر عند مستويات 57.8 دولار للبرميل، بانخفاض 0.3% دولار للبرميل، ما يعادل 0.18 دولار في البرميل.

◄ نزلت العقود الآجلة لخام برنت 0.82 دولار بما يعادل 1.3% عند نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ما يقرب من دولار، أو 1.6%

◄ هبطت عقود خامي برنت القياسي وغرب تكساس الأميركي، ما يزيد على 3% خلال الأسبوع الماضي، بعد أن سجلا أدنى مستوياتهما منذ 21 أكتوبر.

تأثير سلبي على السوق

كتب المحلل لدى «آي جي» توني سيكامور في مذكرة: «كانت عمليات البيع ناجمة بشكل رئيس عن دفع الرئيس ترامب القوي لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، والذي تعتبره الأسواق مسارا سريعا لفتح إمدادات روسية كبيرة».

أضاف سيكامور: «التحركات نحو التوصل إلى اتفاق سلام تفوق كثيرا التعطيل على المدى القريب من العقوبات الأميركية على شركتي «روسنفت» و«لوك أويل» التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي».

لفت محلل السلع لدى «آي جي» إلى أن العقوبات الأميركية على روسيا، أدت إلى تجميد ما يقرب من 48 مليون برميل من النفط الخام الروسي في البحر.

أين وصلت مفاوضات السلام؟

قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا إنهما «أحرزتا تقدما خلال محادثاتهما بشأن خطة سلام تتطلب تنازل كييف عن أراض والتراجع عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي».

حدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب موعداً نهائياً يوم الخميس المقبل، على الرغم من أن القادة الأوروبيين يضغطون من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل.

ورغم ذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف «تخاطر بفقدان إما كرامتها وحريتها أو دعم واشنطن، بسبب خطة واشنطن للسلام التي تلبي مطالب روسيا الرئيسة».

في الوقت ذاته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن المقترحات الأميركية للسلام في أوكرانيا ربما تشكل أساساً لحل الصراع، لكن في حال رفضت كييف الخطة، فإن القوات الروسية ستحقق مزيداً من التقدم.

ليس أمراً سهلاً

يرى العضو المنتدب في «دويتشه بنك» جيم ريد أنه مع ورود أنباء المحادثات في الوقت الذي بدأ فيه سريان العقوبات الأميركية على أكبر شركتي نفط روسيتين، شهدت أسواق النفط بعض الضغط في ظل المخاطر التي تهدد إمدادات النفط الروسية.

في الوقت ذاته كتب العضو المنتدب في «دويتشه بنك»: «مع ذلك، قد يكون التوصل إلى اتفاق سلام أمرا بعيد المنال، نظرا لتعنت كلا الطرفين ومحاولات أوروبا الحصول على اتفاق أفضل».

في غضون ذلك صاغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا نص مقترح أوروبي جاء ردا على مسودة خطة السلام الأميركية لأوكرانيا الذي يستند إلى الخطة الأميركية، مع اقتراح تعديلات وحذف بعض البنود.

كما قال المحللون لدى بنك «إيه إن زد» في مذكرة للعملاء: «التوصل إلى اتفاق ليس مؤكدا على الإطلاق، مشيرين إلى أن كييف رفضت مرارا مطالب لروسيا باعتبارها غير مقبولة».

السيناريو الأسوأ

كتب خبراء «بنك أوف أميركا» في مذكرة: «يشير قرار (أوبك+) بتعليق الزيادات في الربع الأول من 2026، إلى أن التحالف يدرك تخمة المعروض، ويشير على الأرجح إلى أنه لا يريد أن يدفع أسعار النفط للتراجع بشدة (أي إلى ما دون 50 دولارا)»

في حين كتب «جيه بي مورغان» في مذكرة: «خبراؤنا الاستراتيجيون في مجال النفط يتمسكون بوجهة نظرهم بأنه على الرغم من زيادة احتمالات الاضطراب، فإن الإجراءات الأميركية، إلى جانب الإجراءات التكميلية التي اتخذتها المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لن تمنع منتجي النفط الروس من العمل».

بينما يرى خبراء «آر بي سي كابيتال» بحسب مذكرة إن روسيا لا تزال عاملا رئيسا في تقلبات العرض في أعقاب فرض الولايات المتحدة عقوبات على «روسنفت» و«لوك أويل»، بالإضافة إلى الهجمات المستمرة على البنية التحتية للطاقة الروسية ومفاوضات السلام.

بينما أشار محللو «غولدمان ساكس» في مذكرة إلى أن المستثمرين يراقبون الاضطرابات المحتملة في روسيا بسبب تجدد الهجمات على البنية التحتية للطاقة والعقوبات الأميركية، أو التوصل لاتفاق سلام