ورشة عمل لإطلاق مشروع تعزيز مرونة قطاعي المياه والغذاء في لبنان
أكتوبر 16, 2025
126 زيارة
almontasher – أطلقت وزارة الزراعة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في لبنان، مشروعًا يمتد على ثلاث سنوات بعنوان ““تعزيز مرونة قطاعي المياه والغذاء في لبنان “، بتمويل من الحكومة السويسرية ، مع استمرار جهود الفاو في حشد المزيد من التمويل المشترك لتنفيذ المشروع بالكامل.
يهدف المشروع إلى تحقيق تنمية وتعافٍ طويلَي الأمد من خلال ترسيخ أسس نظام مائي وغذائي أكثر استدامة وشمولية ومرونة. ويسعى المشروع إلى دعم تعافي لبنان عبر تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتقوية سلاسل القيمة الزراعية والغذائية، وتعزيز العمل الجماعي الذي يرسّخ المساءلة بين مقدمي الخدمات العامة والمجتمعات التي يخدمونها. كما يهدف إلى تعزيز فرص العمل اللائق للعمال الزراعيين الموسميين، والمساهمة في منع النزاعات على الموارد المائية المحدودة، ودعم التطوير المؤسسي لتحسين تقديم الخدمات وتعزيز الحوكمة.
وجرى إطلاق المشروع خلال حفل حضره معالي وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، والسيدة سوزي الحويك ممثلة معالي وزير الطاقة والمياه المهندس جوزف الصدي، وممثلة منظمة الفاو في لبنان السيدة نورة أورابح حداد، ونائب رئيس البعثة في سفارة سويسرا لدى لبنان وسوريا السيد فنسان باسكية.
كما حضر ممثلون عن المؤسسات الحكومية والشركاء الإنمائيين والجهات الوطنية المعنية، حيث تم عرض أهداف المشروع وهيكليته والأنشطة المخطط تنفيذها. وشكّلت الورشة منصة لتعزيز التنسيق وبناء الملكية المشتركة وتطوير استراتيجيات التنفيذ الفعّال.
في كلمته، أكد معالي وزير الزراعة الدكتور نزار هاني اعتزازه بالشراكة بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والحكومة السويسرية، لإطلاق هذا المشروع المهم الذي يهدف إلى تعزيز مرونة قطاعي المياه والغذاء في لبنان ، مضيفاً: ” إن هذا المشروع يعكس مقاربة الترابط بين الزراعة والمياه والطاقة – الـ Nexus Approach، التي أصبحت اليوم ضرورة وليس خياراً، لتحقيق إدارة متكاملة ومستدامة لمواردنا الطبيعية. فالزراعة ليست فقط مصدراً للغذاء، بل هي أيضاً مستهلك ومولّد رئيسي للمياه والطاقة، ما يستوجب سياسات منسّقة تضمن التوازن بين الإنتاج الزراعي وحماية الموارد.”
وأضاف:” نسعى من خلال هذا المشروع إلى تعزيز الزراعة الإيجابية تجاه الطبيعة – Nature Positive Agriculture، أي الزراعة التي تُعيد للتربة خصوبتها، وللأنظمة البيئية توازنها، وللمزارعين قدرتهم على الصمود في وجه التغيّر المناخي والأزمات الاقتصادية.” في الختام، شكر معالي وزير الزراعة الشركاء الدوليين على دعمهم المتواصل، وأمل أن تكون هذه الورشة نقطة انطلاق لتعاون عملي يعزز الأمن الغذائي والمائي في لبنان، ضمن رؤية وطنية للتنمية المستدامة.
وفي كلمة السيدة سوزي الحويك ممثلة معالي وزير الطاقة والمياه، المهندس جوزيف الصدي قالت: “إنّ تعزيز التنسيق بين وزارة الطاقة والمياه ووزارة الزراعة أمرٌ أساسي لضمان إدارة مياه الري، بشكل فعّال ومستدام ، علماً ان الزراعة هي أكبر مستهلك للمياه في البلاد. إنّ التخطيط المشترك واتخاذ القرارات المبنية على البيانات يشكّلان عنصرين أساسيين لمواءمة الطلب الزراعي مع الموارد المائية المتاحة وضمان الأمنين المائي والغذائي على المدى الطويل.”
وقالت ممثلة منظمة الفاو في لبنان، السيدة نورة أورابح حداد: ” يأتي هذا المشروع في وقت مهم بالنسبة للبنان، حيث تواجه المجتمعات تحديات متزايدة في تأمين الحصول على المياه والغذاء. ومن خلال العمل يدًا بيد مع شركائنا الوطنيين، وبدعم سخي من سويسرا، نسعى إلى إيجاد حلول مستدامة تُحسّن حياة الناس اليوم وتحافظ على الموارد للأجيال القادمة.”
وقال السيد فنسان باسكية، نائب رئيس البعثة في سفارة سويسرا لدى لبنان” :أحد الركائز الأساسية لهذا المشروع هو تعزيز المؤسسات العامة في لبنان لتحسين تقديم الخدمات، وبالتالي بناء علاقة ثقة ومساءلة بين حكومة لبنان والمواطنين.”
وأضافت: “يعكس هذا المشروع الالتزام المشترك بين لبنان والفاو وسويسرا بدعم التنمية المستدامة وتعزيز الصمود، لضمان حصول المجتمعات في جميع أنحاء البلاد على أنظمة غذائية ومائية آمنة ومستدامة.”
واختُتمت الورشة بعروض تقديمية حول المشروع تلتها جلسات نقاش حول المياه والابتكار والعمل الجماعي، تم التأكيد خلالها على أهمية اتباع نهج مبتكر ومنسق لمعالجة التحديات الملحة التي تواجه قطاعي المياه والغذاء في لبنان.