عاليا الصبّوري: أيقونة المرأة الزحلية واللبنانية الناجحة…
سبتمبر 15, 2025
258 زيارة
بقلم د.ريتا عطالله
almontasher : في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات وتُختبر فيه القدرات، تبرز أسماء قليلة تشكّل مصدر إلهام ومرآة حقيقية للمرأة الطموحة.
ومن بين هذه الأسماء، تتألّق عاليا الصبّوري، المرأة التي حوّلت تجربتها الشخصية والمهنية إلى مسارٍ مليء بالإنجازات، راسخةً حضورها في القطاع المصرفي على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
منذ بداياتها في دولة الكويت عام 1997، خاضت الصبّوري غمار عالمٍ لطالما عُرف بأنه مساحة يسيطر عليها الرجال، لتكسر القاعدة وتُثبِت أنّ الكفاءة لا جنس لها. فكانت أول امرأة تتبوأ منصب مديرة مصرف في زحلة عام 2001، ثم أول مديرة إقليميّة لمنطقة البقاع عام 2016، لتفتح الطريق أمام أجيال من النساء في القطاع المالي والاقتصادي.
واليوم، وفي مطلع عام 2025، تُسجّل محطة جديدة مشرّفة في مسيرتها، بتعيينها رئيسة لتطوير الأعمال التجارية في مصرف BLC، لتتولى مسؤولية قيادة رؤية جديدة في دعم المؤسسات التجارية والصناعية والزراعية، وتعزيز مكانة المرأة في العجلة الاقتصادية.
واللافت أنّ المديرة عاليا الصبّوري، في موقعها الجديد كرئيسة لتطوير الأعمال، ظلّت مؤمنةً بأهمية القطاع المصرفي رغم الأزمة المالية التي ألمّت بالبلاد والعباد في العام 2019. فقد كان إيمانها راسخًا بقدرة هذا القطاع على الصمود، وعلى إمكانية استعادة مكانته كقائد إقليمي تميّز به لبنان عن سائر بلدان الشرق الأوسط ، وعليه يبني اللبنانيون آمالهم في استعادة دوره لتوفير الخدمات التي يستحقونها.
إنّ عاليا الصبّوري ليست مجرد مصرفية ناجحة؛ بل هي قصة إرادةٍ صلبة، حوّلت فقدان والدها في سنّ مبكرة إلى دافع لتثبيت حضورها وتحقيق ذاتها. سعت بصمتٍ، عملت بتفانٍ، وارتقت بجهدها وإيمانها لتنال أعظم تكريم: محبّة الناس وثقتهم.
لم يكن المنصب يومًا هدفها، بل الوسيلة لخدمة مجتمعها، ومساندة كلّ من طرق بابها، مؤمنةً أنّ المسؤولية الاجتماعية والضمير المهني هما أساس أيّ نجاح. وكانت السباقة في تشجيع المرأة على دخول سوق العمل الاقتصادي، لا سيما في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث أثبتت النساء كفاءتهن وجدارتَهن بفضل دعمها وتوجيهها.
عاليا الصبّوري اليوم تجسّد صورة المرأة اللبنانية والزحلية التي تملك القدرة على التحدي، المثابرة، وصناعة النجاح. هي نموذج يُحتذى لكلّ امرأة تسعى إلى بلوغ المناصب العليا، لتؤكّد أنّ الأمل والإصرار هما مفاتيح التفوّق، وأنّ الحلم حين يُزرع بإيمان لا بدّ أن يُزهر.