almontasher :تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، متجاهلة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومتأثرة بإشارات سلبية بشأن تباطؤ الطلب على النفط من أكبر مستهلكي النفط في العالم.
في حين قلص من التراجعات الحاصلة، التوترات الجيوسياسة وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في «السيطرة» على قطاع غزة، تزامناً مع التلويح بتشديد العقوبات على إيران من تراجع الأسعار.
وما بين ضغط ترامب على منتجي النفط بشأن خفض الأسعار، ومحاولات تقويض صادرات النفط الروسية، إضافة إلى حالة القلق التي تسيطر على المتداولين من تصاعد حرب تجارية قد تقود إلى زيادة التضخم وتباطؤ الطلب، مروراً بإشارات سلبية من كبار المستهلكين بشأن تعافي الطلب على الخام، والعقوبات المحتملة على النفط الإيراني، وقعت الأسعار في حالة من التقلبات الملحوظة.
إشارات
أظهرت بيانات معهد البترول، أن مخزونات النفط الأميركية ارتفعت بأكثر من 5 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي مقابل توقعات بزيادة 3 ملايين برميل.
في حين ازدادت المخزونات في مركز تسليم كوشينغ -أكبر مركز تخزين في الولايات المتحدة- بنحو 110 آلاف برميل.
أوضح المعهد الأميركي في تقريره الأسبوعي، أن مخزونات البنزين صعدت بمقدار 5.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الـ31 من يناير، بينما هبط مخزون المقطرات -يشمل الديزل وزيت التدفئة- بنحو 7 ملايين برميل.
الصين
في غضون ذلك أظهرت بيانات صينية اليوم تباطؤ مؤشر مديري المشتريات الخدمي من «كايتشن» (Caixin) خلال يناير إلى 51 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 52.2 نقطة، في إشارة إلى تباطؤ الاستهلاك المحلي داخل أكبر اقتصاد مستورد للنفط.
تظهر بيانات جمركية أن واردات الصين من النفط من الولايات المتحدة في 2024 شكلت 1.7% من إجمالي وارداتها من الخام.
وفقاً لبنوك عالمية قد تؤدي التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف الطلب على النفط؛ ما يفاقم الضغوط على الأسعار.
إيران
أمر ترامب، أمس الثلاثاء، وزير الخزانة الأميركي بفرض أقصى ضغط اقتصادي على إيران، بما في ذلك العقوبات وآليات التنفيذ.
كان ترامب دفع صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر تقريباً أثناء ولايته الأولى بعد إعادة فرض العقوبات، إلا أن ارتفعت الصادرات في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
تنتج إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، نحو 3.3 مليون برميل من النفط يومياً، أي نحو 3% من الإنتاج العالمي.
أسعار
نزلت أسعار النفط اليوم الأربعاء بعد تداولات متقلبة في الجلسة السابقة مع تجاهل المستثمرين تأثير الرسوم الجمركية الصينية في واردات الطاقة الأميركية، رغم أن مساعي الرئيس دونالد ترامب المتجددة للقضاء على صادرات الخام الإيراني قدمت بعض الدعم.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.5 دولار، أو ما يعادل نحو 0.4% وصولاً إلى مستويات 76.02 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ4:10 صباحاً بتوقيت غرينتش.
في حين خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أبريل بنحو 0.3 دولار أو ما يعادل نحو 05% وصولاً إلى مستويات 72.61 دولار.
تقلبات
هبط خام غرب تكساس الوسيط، في وقت سابق من تداولات أمس، إلى أدنى مستوى له منذ الـ31 من ديسمبر، بعد أن أعلنت الصين فرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم رداً على الرسوم الأميركية.
لكن الأسعار انتعشت بعد أن عاود ترامب فرض حملة «الضغوط القصوى» على إيران لتقليص برنامجها النووي التي أقرها في ولايته الأولى، والتي خفضت صادرات الخام الإيراني إلى الصفر.
كتب محللون في «غولدمان ساكس» في مذكرة أمس أن تأثير الرسوم الجمركية الانتقامية الصينية على أسعار الطاقة سيكون محدوداً؛ نظراً لأن العرض والطلب العالميين على هذه السلع الأساسية لن يتأثرا بسبب الرسوم الجمركية الصينية.