التقرير الأسبوعي لبنك عوده: حال من الترقّب يخيّم على الأسواق المالية اللبنانية بانتظار التشكيلة الحكومية

الأسواق

في سوق النقد: تراجع معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 70% في الأسبوع السابق إلى 15%-20% هذا الأسبوع، في إشارة إلى عودة توافر السيولة بالليرة اللبنانية بشكل نسبي داخل سوق النقد، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 9 كانون الثاني 2025 أن الودائع المصرفية المقيمة تقلصت بشكل لافت بمقدار 10280 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص بشكل أساسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 11031 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 123.3 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما زادت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 751 مليار ليرة وسط نمو في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 1596 مليار ليرة وتراجع في الودائع تحت الطلب بقيمة 846 مليار ليرة. أما الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) فقد سجّلت تقلصاً خجولاً قيمته 88 مليار ليرة وسط ارتفاع ملحوظ في حجم النقد المتداول بقيمة 10839 مليار ليرة وتراجع في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 646 مليار ليرة.

في سوق القطع: تلازماً مع استمرار المساعي لتذليل العقبات التي تواجه التشكيل الحكومي، بقي سعر صرف الليرة مقابل الدولار يتحرك هامشياً في محيط 89600-89700 في السوق الموازية. ويأتي ذلك بينما سجّلت احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي نمواً إيجابياً صافياً مقداره 1772 مليون دولار منذ تاريخ استلام القيادة الجديدة في حاكمية مصرف لبنان في 1 آب 2023 حتى منتصف كانون الثاني 2025 لتبلغ زهاء 10345 مليون دولار. إلا أنّه من الممكن أن تخضع احتياطيات مصرف لبنان لبعض الضغوط خلال العام 2025 نتيجة الحاجة لتمويل عملية إعادة الإعمار. من هنا، تظهر الحاجة لإطلاق عجلة الإصلاحات وتأمين الدعم المالي من الدول المانحة والذي من شأنه أن يسهم في تعزيز هذه الاحتياطيات.

في سوق الأسهم: واصلت بورصة بيروت مسلكها التراجعي هذا الأسبوع، كما يستدل من خلال انخفاض مؤشر الأسعار بنسبة 0.8% وسط عمليات جني للمكاسب على أسهم “سوليدير ب” والتي سجّلت تراجعاً في أسعارها نسبته 3.3% لتبلغ 115.00 دولار. في المقابل، زادت أسعار أسهم “سوليدير أ” بنسبة 2.1% إلى 114.50 دولار. وقفزت أسعار أسهم “بنك بيبلوس العادية” بنسبة 9.4% إلى 1.28 دولار، تلتها أسهم “بنك عوده العادية” بنسبة +7.1% إلى 3.00 دولار، وإيصالات إيداع “بنك عوده” +2.0% إلى 2.55 دولار. وظلت أسعار إيصالات إيداع “بنك لبنان والمهجر” مستقرة عند 5.40 دولار. وفي ما يتعلق بالأسهم الصناعية، فقد ظلت أسعار أسهم الإسمنت الأبيض اسمي مستقرة عند 40.00 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية بنسبة 50.7% أسبوعياً، من 10.9 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 5.4 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أن أسهم “سوليدير” استحوذت على نحو 93.6% من النشاط.

سوق سندات اليوروبوندز: ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية مستقرة عند أحد أعلى مستوياتها منذ أيلول 2020، حيث أقفلت عند 16.50-17.30 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 16.55-17.25 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. ويأتي ذلك في ظل أجواء الإيجابية والتفاؤل التي عمّت الأسواق عقب إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وتسمية الرئيس المكلف وتضافر الجهود من أجل تشكيل حكومة ذات مصداقية وفعالة تضع البلاد على سكة الإصلاح وتذلل العقبات أمام إتمام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي وإعادة هيكلة الدين. في هذا السياق، أشار المصرف العالمي “بنك أوف أميركا” في آخر تقرير له حول لبنان إلى أنّ وقف إطلاق النار وسقوط النظام في سوريا والانتخابات الرئاسية في لبنان والتي تلقفتها الأسواق على نحو مؤاتٍ، جمعيها تقف وراء القفزة اللافتة في الأسعار من 6 سنت للدولار الواحد إلى 16 سنت للدولار الواحد، ورجّح أنّ 20 سنت للدولار الواحد هو أعلى مستوى يمكن أن تبلغه أسعار سندات الدين الحكومية قبل أن يبدأ حاملو السندات ببيع أوراقهم.