بيان صادر عن منسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا
ديسمبر 5, 2024
60 زيارة
almonyasher – تجسد هذه الزيارة المشتركة اليوم التعاون الوثيق بين حكومة لبنان والسلطات المحلية والشركاء الإنسانيين في تلبية الاحتياجات الإنسانية للأشخاص المتضررين من الأعمال العدائية على مدار الأشهر الأخيرة.
لا يسعنا إلا الشعور بالأسى لفداحة الخسائر في الأرواح، بمن في ذلك العاملون في الخطوط الأمامية وفي عمليات الإنقاذ والإغاثة، بالإضافة إلى مقدّمي الرعاية الصحية والعاملين في المجال الإنساني والمدنيين، وأخص بالذكر أفراد إدارة مخاطر الكوارث العاملين هنا في النبطية.
إن تضحياتهم تؤكد الحاجة الملحة إلى ظروف أكثر أمنًا وحماية للمدنيين وللجهات الإنسانية الفاعلة.
وفي حين يشكل وقف إطلاق النار فرصة ضرورية للتهدئة، إلا أنه لا يزال هشاً. ولدينا مخاوف جدية بشأن الانتهاكات في مناطق معينة والتوترات المستمرة على طول الحدود.
إن المشاركة الدولية المستمرة والمراقبة الصارمة ستلعبان دورًا ضرورياً في إرساء الاستقرار خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة على 60 يومًا، وضمان حماية المدنيين.
فيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية، فهي تتطوّر بشكل مستمر لتواكب الاحتياجات المتغيرة على الأرض.
تشير التقديرات الحالية إلى بدء عودة حوالي 600 ألف نازح ونازحة إلى ديارهم، بالإشارة إلى أنّ وجهة نحو الثلثين منهم هي محافظات الجنوب والنبطية.
ولا شك أنّ رحلة عودتهم إلى ديارهم ستشوبها تحديات ملحوظة.
لقد تدمرت العديد من المنازل، وتضرّرت البنية التحتية بشدة – خاصة وأن مستوى التدمير في مناطق الجنوب والنبطية كان مهولًا حيث تعرّضت عشرات الآلاف من المباني للتدمير الجزئي أو الكلي.
كما لا يزال الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه والتعليم محدودًا.
وبينما يجري العمل على تعزيز الخدمات في المناطق التي تشهد عودة ملحوظة للنازحين، فإن عمليات الإغاثة والدعم الإنساني مستمرة لأولئك الذين ما زالوا نازحين.
لا بدّ هنا من التأكيد على ضرورة توفير القدرة على الوصول الإنساني دون أي عوائق، إلى جانب ضمان التمويل المستدام ودعم المانحين.
إن الاستثمارات العاجلة في الخدمات الأساسية والبنية التحتية المدنية أمر بالغ الأهمية.
هذا وتتطلب مسيرة تعافي لبنان تكاتف جهود جميع الجهات المعنية.
لقد قدّمت الحكومة والسلطات المحلية قيادةً وجهودًا استثنائية خلال مرحلتي الطوارئ والتعافي.
إننا في الأمم المتحدة نؤكد من جديد على التزامنا المطّرد بمواكبة دعم العمليات الإنسانية والاستجابة بحسب تطور الأوضاع والاحتياجات، كما نجدد دعمنا المتواصل للحكومة على جميع المستويات.
يستحق شعب لبنان أكثر من مجرد ضمان بقائه على قيد الحياة. فهو يستحق فرصة لإعادة بناء مجتمعاته وسبل عيشه، بما يمهّد الطريق بشكل دائم للسلام والتنمية المستدامة.