منحت جامعة طرابلس شهادة الدكتوراه الفخرية للامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير في إدارة الأعمال الإغاثية.. جاء ذلك في سياق احتفال جامعة طربلس في ختام عامها الجامعي الثاني والأربعين بتخريج دفعة جديدة من خريجي كليات الشريعة والآداب والتربية وإدارة الأعمال وتكريم كوكبة من أهل العلم برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلاً بوزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضىى،حضورالرئيس سعد الحريري ممثلاً بناصر عدرة ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ممثلاً بأمين فتوى طرابلس الشيخ بلال البارودي وأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي ورئيس جامعة طرابلس الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي ومفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلاً بعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الدكتورأحمدالأمين وعضوَي مجلس أمناء الجامعة الوزيرالاسبق عمرمسقاوي والأستاذ صلاح الدين ميقاتي وممثلين عن نواب ووزراء ورجال دين وشخصيات ثقافية ودبلوماسيةوقد سلمه الشهادة الوزير المرتضى ورئيس الجامعة
نبذة عن الخير
دارة الخير بخير إدارة
ولد محمد الخير في عمق طرابلس في حي النوري منطقة صف البلاط، وترعرع بين جنبات مساجدها ومدارسها وتلقى علومه في مدرسة اليازجي وثانوية الحدادين والملعب. وقد تأثرت شخصيته في قيم مدينة العلم والعلماء وطبعت بطيبة أهلها وأخلاقيات وقيم ذاك الزمان.
انتقل للدراسة في بيروت ونال اجازة في الرياضيات من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في الحدث بكل ما تحمل هذه الدراسة من تنظيم للتفكير وأبعاد في المنطق العلمي والإداري. ليلتحق بالمدرسة التي تصنع القادة وتؤسس رجال الوطن “المدرسة الحربية”، ليتخرج منها ضابطا، ونال أيضا اجازة في التاريخ مستمدا منه العبر بقراءة واعية لمجرياته ولسير الممالك والملوك ولحركة التاريخ ومساقات الحضارات في القيادة والادارة.
منذ بداياته في السلك العسكري كان في المواجهة لصد الهجوم والدفاع عن الجنوب اللبناني في الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢ على الحدود وفي منطقة القنطرة أظهر خلالها مع رفاقه بسالة في قتال العدو الاسرائيلي، وكذلك خاض الكثير من المعارك دفاعا عن وحدة لبنان ونجا بإعجوبة أكثر من مرة من كمائن عدة بسبب مواقفه الوطنية.
ترقى في المؤسسة العسكرية التي تنقل فيها بين المهمات من قائد سرية إلى قائد كتيبة وقائد موقع وقيادة مدرسة التزلج ومديرا عاما للقوامة التي لمع فيها نجمه في الاقتصاد والادارة واستطاع تحقيق وفر كبير للجيش اللبناني في العديد من التدابير.
إلى أن تم ترقيته في العام ٢٠١٣ إلى رتبة لواء وتكليفه أمينا عاما للمجلس الأعلى للدفاع والمجلس العسكري
وفي أصعب الظروف التي مر ويمر بها الوطن اللبناني أوكَلت إليه رئاسة مجلس الوزراء مهمة الأمانة العامة للهيئة العليا للإغاثة ورئاسة اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات
وكما يقول الشاعر عبد القادر اللبان:
إنٌَ الرجـال وإنْ قـلـٌتْ ، مَعَادنـها ذَهَبـاً
عنـد الشدائد تطلبها في الحال تلقـاهـا
تحـمـل إليـكَ الخـيـرَ أينمـا رحـلـت
وتـذودَ عنكَ صِعاباً كنـتَ تخشاهـا
منذ تولي اللواء محمد الخير هذه المهمات ورغم الملمات أطلق ورشة تطوير وتنظيم العمل في الهيئة وتفعيل طرق الإستجابة للأزمات والتخفيف من آثار الكوارث.
فكان عمله في كل مهماته نمذجة للقيادة في الإدارة ومثالا للهندسة الإدارية لعلم إدارة الأزمات والكوارث. وكان ذلك كله واضحا جليا في أثناء عمله في أزمة منطقة عرسال والرهائن وكذلك أثناء الانفجارات والاشتباكات وجولات العنف التي شهدها لبنان وبالذات طرابلس ومنطقة التبانة في هذه الفترة والتي تعرض في خلال لإصابتين لم تثنيه عن متابعتها، وآخرها إنفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا والكثير من الكوارث الطبيعية التي عمل فيها مع مؤسسات الدولة الصحية والاجتماعية والأمنية للحد من آثار هذه الكوارث والتخفيف عن المواطنين من هولها وإعادة إعمار ما تهدم وتأهيل المناطق المتضررة.
استطاع في فترة وجيزة إعادة الثقة للهيئة العليا للإغاثة ونسج أواصر العلاقات مع المؤسسات الدولية والجهات المانحة وتأمين مجموعة من المنح وتمويل إعادة الإعمار في أكثر من كارثة طبيعية وأزمة وطنية ومنطقة على امتداد الوطن اللبناني.
اللواء محمد الخير من نشأته الملتزمة بالاعتدال الديني والقيمي ومناقبيته العسكرية وشفافيته الادارية وخبرته القيادية استطاع أن يكون وجه الخير في كل ما تولاه من مناصب، واستطاع تجويد إدارة العمل الإغاثي وتنظيم الاستجابة للكوارث والأزمات بما تيسر من التقدير وما تقدر من التيسير رغم ضآلة الموارد والموازنات المرصودة.
وها هو اليوم من خلال دوره في إغاثة أهل الجنوب والتخفيف من آثار العدوان الاسرائيلي يقول عود على بدء واجهنا اسرائيل عسكريا واليوم نواجهها بدعم صمود شعبنا
*فكان دائما وسيبقى لواءا للخير*