العميد منير عقيقي
وجهة نظر:
هل من امل بقيام دولة في لبنان مجددا؟
في كل يوم يزداد اقتناعي بأن الدولة اللبنانية، بكل مقوّماتها، لن تقوم لها قيامة، واتمنى أن اكون مخطئاً بهذا التشخيص.
كثيرة هي اسباب هذا التشاؤم، ويمكن تلخيصها بما يلي:
1- تعلمنا من التاريخ، ان قيام الدول والحضارات وديمومتهما وتطورهما واستمرارهما كلها عوامل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوجود قيادات حكيمة، عادلة، تعمل للصالح العام ولمصلحة شعبها، تحمي الارض، تنطق بالحق وتحكم بالعدل.
2- تعلمنا من التاريخ ايضاً أن سبب هلاك هذه الدول والحضارات، هو إنتفاء القادة واستبدالهم بـ”حكّام” أشباه رجال، يعيثون في الارض فساداً واستغلالا للسلطة، يعاونهم امثالهم، فيتحوّل الحق الى باطل، والجَهَلة الى مسؤولين، واصحاب العقول الى مستشارين في خدمة اصحاب المال “الوسخ” والنفوذ السلطوي، فيسود الظلم ويُغيّب القانون وتنتفي الحقيقة، وتستشري الأعمال المنافية للاخلاق والقيم، وتُسخّر كل مقومات الدولة ومؤسساتها للمصالح الخاصة وتعطل ارادات الشعوب، فتدخل عندها الدول عصر الانحطاط وينهار كل شيئ.
*تعليق:
هل يكفي هذا التوصيف لواقعنا لنتأكد من أن ما وصلنا اليه أصبح في نهاياته، وهو بالطبع كان من صنع ايدينا؟
*سؤال اخير:
هل هناك امل بقيام الدولة مجددا؟