في خطوة تنذر بتعزيز حضور السعودية في سوق السياحة الفاخرة وإعادة تعريف مفهوم الضيافة الفاخرة في المملكة، شرعت مجموعة بوتيك في مشروع لتحويل بعض من القصور التاريخية في المملكة إلى فنادق بوتيك فاخرة.
تم إطلاق مجموعة بوتيك من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 20 يناير 2022، وتتمثل مهمتها في تقديم تجربة فاخرة استثنائية للضيوف تعكس قيم التراث والمملكة العربية السعودية العصرية على حد سواء.
تحويل القصور التاريخية في السعودية إلى فنادق فاخرة
استعادة التاريخ من خلال القصور التاريخية
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بوتيك مارك دي كوتشينيس في مقابلة مع أريبيان بزنس: “هدفنا هو ترميم هذه القصور التاريخية، التي كانت يوماً مساكن للملوك، وتحويلها بعناية فائقة إلى فنادق فاخرة. نحن نقوم بعملية التصميم والتطوير بعناية فائقة، لضمان استعادة القصور التاريخية لأصالتها المعمارية مع إدخال عناصر حديثة لراحة الضيوف.”
أول ثلاثة قصور مقرر تحويلها هي قصر الحمراء في جدة، وقصر الأحمر في الرياض، وقصر طويق أيضاً في الرياض. يحمل كل قصر قصة فريدة للعائلات الملكية والشخصيات التي استضافها يوماً ما، وتلتزم مجموعة بوتيك بحماية هذا التراث الثري في كل من الهياكل المادية والتجارب السعودية الأصيلة التي سيقدمونها للضيوف.
سيتحول قصر الحمراء، أحد أبرز قصور الضيافة في المملكة، إلى فندق بوتيك فاخر في وسط جدة. سيضم الفندق 91 مفتاحاً مع خدمات الخدم الشخصية، و47 جناحاً قصرياً فاخراً، و44 فيلا فاخرة، و6 أجنحة سبا، وجناح ملكي، و6 منافذ للأطعمة والمشروبات الراقية، من بين العروض الفاخرة الأخرى.
وبالمثل، سيتم تحويل قصر الأحمر، الذي يعود تاريخه إلى عمق الزمن، إلى فندق بوتيك فاخر في قلب الرياض. وسيقدم الفندق المقترح أكثر من 70 مفتاحاً مع خدمات الخدم الخاصة، و25 غرفة ضيوف فاخرة، وجناحاً ملكياً، و26 غرفة ديلوكس، و44 جناحاً فاخراً داخل القصر، وأجنحة سبا، ومنافذ F&B راقية.
كما سيتم تحويل قصر الطويق، المعلم المعماري في الرياض، إلى فندق بوتيك فاخر، يوفر أكثر من 96 مفتاحاً، و56 فيلا فاخرة، وأجنحة سبا، و40 جناحاً قصرياً فاخراً، و7 منافذ مختلفة للأطعمة والمشروبات الراقية، ومساحات للفعاليات العامة.
وأكد ماركو فرانك، كبير مسؤولي الضيافة، مجموعة بوتيك، على التزام الشركة في إضفاء التاريخ الغني والتقاليد السعودية على كل جانب من جوانب تجربة الضيف. “يضمن فريق الثقافة والتراث المتفاني لدينا أن كل جانب من جوانب تجربة الضيف مشبع بالتاريخ الغني والتقاليد السعودية.
وفي حين أننا نحتفي بالماضي المجيد للقصر، فإننا نتبنى أيضاً الابتكار والتقدم. سواء استضافة عروض الأزياء في غرف التراث لدينا أو تنسيق عروض الطهي بعناية فائقة مع وصفات معتمدة من قبل لجنة الطهي، فإننا نسعى جاهدين لتقديم تجربة فاخرة أصيلة متجذرة في التقاليد والتميز.”
كجزء من صندوق الاستثمارات العامة (PIF) والمشاريع الكبرى الأوسع نطاقاً، تدرك مجموعة بوتيك دورها في تشكيل مستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية. وقد أوكل ولي العهد للشركة إدارة وتملك هذه العقارات التاريخية، مما يسمح لهم بالحفاظ على السيطرة الكاملة على تجربة الضيوف، من التصميم إلى الخدمة.
مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والفخامة، تدرك مجموعة بوتيك أن الخدمة الشخصية والاهتمام بالتفاصيل هي التي ستترك انطباعاً دائماً لدى ضيوفهم. يبدأ نهج الشركة في رحلة الضيوف قبل وقت طويل من الوصول، مع التركيز على الخدمة الشخصية والاهتمام بالتفاصيل. منذ اللحظة التي يبدأ فيها الضيوف عملية الحجز، يتم التعامل معهم بتجربة فاخرة تمتد بسلاسة من منازلهم إلى بوابات الفندق.
ينصب التركيز الأساسي لمجموعة بوتيك على تقديم تجربة لا مثيل لها للضيوف داخل المملكة، حيث يُتوقع أن يأتي أكثر من 80٪ من الضيوف من السكان المحليين. ومع ذلك، تهدف الشركة أيضاً إلى أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات المحلية، واستضافة حفلات الزفاف والأحداث الاجتماعية والتجمعات الثقافية.
يؤكد تدفق العلامات التجارية الفاخرة إلى المملكة العربية السعودية على حاجة مجموعة بوتيك إلى تمييز نفسها من خلال خدمة استثنائية وتقدير عميق للثقافة السعودية. في حين يضمن نهجهم المصغر أن يحتفظ كل قصر بشخصيته الفريدة، فإن التزامهم بالتميز يمتد إلى كل جانب من جوانب تجربة الضيوف، من تناول الطعام إلى الخدمة.
يعكس نهج مجموعة بوتيك تجاه الأطعمة والمشروبات التزامهم بالأصالة والابتكار. في حين أن جميع المطاعم والمأكولات هي تجارب محلية تم تحضيرها داخل المجموعة، إلا أنهم يستمدون إلهامهم من التراث السعودي واتجاهات قطاع المأكولات العالمي. من صالات القهوة السعودية التقليدية إلى تجارب تناول الطعام على مستوى ميشلان، تسعى الشركة إلى تلبية الأذواق المتنوعة لضيوفها مع توفير منصة للمواهب السعودية الناشئة في فنون الطهي.
عند اختيار القصور التاريخية للتحويل، تأخذ مجموعة بوتيك في الاعتبار عدة عوامل، بما في ذلك الموقع والأهمية التاريخية وملاءمة التجديد. يجب أن يكون لكل قصر القدرة على استيعاب المرافق اللازمة مع الحفاظ على سلامته المعمارية. تجري الشركة تقييمات شاملة لضمان احترام عملية التجديد لتراث القصر مع تلبية احتياجات الضيافة الحديثة.
بالنظر إلى المستقبل، ترى مجموعة بوتيك التوسع الدولي كفرصة مثيرة، وتتصور مستقبلاً يتم فيه الاحتفاء بالضيافة السعودية في جميع أنحاء العالم. في حين أن العلامات التجارية العالمية تنجذب بشكل متزايد إلى المملكة العربية السعودية، تؤمن الشركة بوجود قيمة هائلة في عرض التراث الفريد والضيافة السعودية في الخارج.
من المقرر افتتاح القصر الأول، القصر الأحمر، في أواخر عام 2025، مع افتتاحات لاحقة مخطط لها للعام التالي. مع استمرار المملكة العربية السعودية في الاستثمار بكثافة في قطاع السياحة، تقف مجموعة بوتيك مستعدة لإعادة تعريف الضيافة الفاخرة من خلال المزج بين الثقافة والتراث السعودي مع وسائل الراحة الحديثة، مما يساهم في نمو قطاع الضيافة الفاخر للغاية وتنمية الاقتصاد المحلي. من خلال التزامها الثابت بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للمملكة وعرض أفضل ما في الضيافة السعودية للعالم.