المنتدى العربي للتنمية المستدامة انطلق في بيروت

المنتدى العربي للتنمية المستدامة ينطلق في بيروت تحت عنوان “العمل من أجل الاستدامة والسلام”

لم يتبقَّ سوى 6 سنوات حتى الموعد النهائي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. لذلك، باتت مراجعة التقدّم المحرز في صياغة وتنفيذ السياسات الصحيحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية أمرًا ملحًّا، وبخاصة مع التطورات الأخيرة في المنطقة، التي ستطرح بلا شك تحديات جسيمة وستؤخّر تحقيق هذه الأهداف الطموحة. واستجابةً لهذه الحاجة الملحّة، انطلقت صباح اليوم أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2024 الذي تنظّمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع جامعة الدول العربية وهيئات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية، في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بمشاركة وفود رفيعة المستوى وممثلي الحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بالإضافة إلى برلمانيين وباحثين وأكاديميين. وتحت عنوان “العمل من أجل الاستدامة والسلام”، افتتح المنتدى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، ووزير الاقتصاد في سلطنة عُمان سعيد بن محمد بن أحمد الصقري (رئيس المنتدى لهذا العام)، ونائبة الأمین العام للأمم المتحدة أمینة محمد، والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي، والأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية هيفاء أبو غزالة، ممثلة أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط. ميقاتيفي كلمته، أشار الرئيس ميقاتي في لبنان إلى أهمية التعاون والعمل المشترك من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأكّد أنّ “التغييرات المصيرية التي تمرّ بها منطقتنا العربية هي خير دليل على ارتباط العدالة الاجتماعية بمفهوم التنمية المستدامة والمتوازنة”، كما أكّد على أهمية توفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتنمية القطاع الخاص، مما يعزز النمو المستدام والشامل للجميع ويلعب دورًا مباشرًا في توفير فرص العمل التي نحن في حاجة ماسة إليها في منطقتنا. يسلّط منتدى هذا العام الضوء على التقدّم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة المعنية بالقضاء على الفقر والجوع، والعمل المناخي، والسلام والعدل والمؤسسات القوية، والشراكات لتحقيق الأهداف. وسيناقش المشاركون أيضًا الابتكار الرقمي والحوكمة والتعاون في المنطقة العربية، تحضيرًا لـمؤتمر القمة المعني بالمستقبل، الذي سيُعقد في أيلول/سبتمبر المقبل في نيويورك، والذي سينبثق عنه اتفاق رقمي عالمي يحدّد رؤية لمستقبل رقمي مفتوح وحرّ وآمن للجميع.

الصقريوفي مداخلة افتراضية، سلّط رئيس المنتدى الضوء على الحرب في غزّة وتداعياتها على المنطقة وعلى مشهد التنمية فيها، وقال: “لقد أصبح عالمنا اليوم مهددًا بخطر فقدان عقد من التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى خطر اتساع الفجوة بين البلدان، مما يحتّم علينا توحيد جهودنا للدفع بمستويات الحياة الإنسانية نحو ظروف أفضل، تسهم في تحقيق الأهداف الأممية في جميع محاورها. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت خلال الأعوام الماضية للحد من الفقر في البلدان العربية، إلا أن التقدم لا يزال دون الطموح، لا سيما مع الأزمات المتعددة التي تتعرض لها المنطقة. وتحدّ هذه الأزمات أيضًا من توفر الغذاء والقدرة على الوصول إليه، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي خاصة في أوساط النازحين واللاجئين. وفيما حذّرت محمّد من أنّ الصراعات المستمرة والمتكررة تؤثر مباشرة على 182 مليون شخص في تسعة بلدان من هذه المنطقة، نوّهت بعلامات الأمل القائمة على رغم ذلك. وقالت: “علينا زيادة الجهود لوضع سياسات واستثمارات يمكنها تحقيق تغيير تحويليّ. هناك العديد من الدول العربية التي شرعت بتسريع الجهود لتحقيق تغيير جذري، إن لجهة الطاقة النظيفة أو النظم الغذائية أو الرقمنة أو إصلاح الحماية الاجتماعية والتنويع الاقتصادي”. ويوفر المنتدى للحكومات والقطاع الخاص والمعنيين بالتنمية منبرًا لمناقشة التدخلات الناجحة على مستوى السياسات والتمويل وتسخير التكنولوجيا من أجل تحفيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز قدرة البلدان على الصمود في أوقات الأزمات المتعدِّدة. في كلمتها، شدّدت دشتي على “أنّنا اليوم نقف متّحدين، ليس فقط للعمل على تحقيق التنمية المستدامة والنمو، بل أيضًا لرسم مستقبل لا تُدْفَن فيه تطلّعاتُ أيّ طفل تحت أنقاض الصراعات، ولا يكون فيه الناس المهمَلين والبالغ عددهم 187 مليونًا في المنطقة العربية مجرّد رقم، بل رُكنًا أساسيًا من أركان مسيرتنا نحو الرخاء والسلام والاستدامة. وأضافت: “إنّ أهداف التنمية المستدامة هي وعودٌ لأطفال غزة، وللملايين أمثالهم، بأنّ حياتهم لن تبقى رهينة للظروف التي ولدوا فيها، بل إنّنا سنجعلها أفضل من خلال الفرص التي نخلقها لهم”. ويشهد مجال الابتكار في المنطقة تقدمًا خجولًا، ففي عام 2023، حلّت ثلاثة بلدان عربية فقط ضمن أعلى 50 مرتبة بحسب مؤشر الابتكار العالمي. ورغم أن العديد من الدول تعمل على توفير بيئة مؤاتية للابتكار، إلّا أنّ التحدّي الرئيسي لا يزال توفير التمويل اللازم وضمان تبني مبادئ الاستدامة. بدورها، قالت أبو غزالة إنّ “الدول العربية عازمة على المضي قدمًا لاستكمال مسيرة التنمية ويأتي هذا المنتدى ليركز على عدد من المحاور الهامة التي تمثل أولوية في المرحلة الحالية، فإصلاح المؤسسات العامة لبناء السلام وإقامة مجتمعات شاملة والقضاء على الفقر بمختلف أبعاده وتعزيز الشراكات لتنفيذ خطة 2030، فضلًا عن مواجهة تغيّر المناخ وتأثيره على الأمن الغذائي، بالإضافة إلى تأثير الصراعات عليه، كلّها موضوعات تمسّ حياة المواطن العربي، وتتطلّب جهودًا مضاعفة في هذه المجالات”. والمنتدى العربي للتنمية المستدامة هو الآليّة الإقليميّة الرئيسيّة المعنيّة بمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويصدر عن المنتدى العربي تقرير يتضمن أهم الرسائل المنبثقة من الحوار الإقليمي حول الفرص والتحدّيات المتعلّقة بتنفيذ خطة عام 2030، والتي ستُرفع إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المزمع عقده في نيويورك في شهر تموز/يوليو المقبل. 

on “Delivering for sustainability and peace” kicks off in Beirut

 With only six years left until 2030, tracking and reviewing progress in adopting the right policies for achieving the 2030 Agenda and its Sustainable Development Goals (SDGs) is a crucial endeavour. It is more so in the Arab region where the recent developments are undoubtedly posing great challenges and delaying the attainment of these ambitious Goals. In response to this pressing need, the United Nations Economic and Social Commission for Western Asia (ESCWA), the League of Arab States (LAS), and United Nations agencies working in the Arab region today kicked off the 2024 Arab Forum for Sustainable Development (AFSD-2024), at the UN house in Beirut, gathering high-level delegations and representatives of Arab Governments, regional and international organizations, civil society and private sector, as well as parliamentarians, researchers and academics. The Forum, themed “Delivering for sustainability and peace”, was inaugurated by Caretaker Prime Minister of Lebanon Najib Mikati, Minister of Economy of Oman (Chair of this year’s Forum) Said bin Mohammed bin Ahmed Al Saqri, UN Deputy Secretary-General Amina J. Mohammed, ESCWA Executive Secretary of ESCWA Rola Dashti, and LAS Assistant Secretary-General Haifa Abu Ghazeleh, representing Secretary-General Ahmed Aboul Gheit. In his opening remarks, Mikati stressed the need for cooperation and joint efforts to achieve the SDGs. “The decisive changes that our region is going through testify to the close link between social justice and balanced and sustainable development,” he said. “We should strive to provide financing for small and medium enterprises and boost the private sector, which in turn would enhance sustainable and inclusive development and contribute to the provision of much-needed job opportunities,” he continued. This year’s Forum will review progress made towards five SDGs: ending poverty and hunger; climate action; peace, justice and strong institutions; and partnerships for the Goals. Participants will also discuss digital innovation, governance and cooperation in the Arab region, in preparation for the Summit of the Future to be held next September in New York, which is expected to issue a global digital compact. In a virtual intervention, the Chair of this year’s Forum underlined the dire repercussions of the war on Gaza on development in the whole Arab region. “Our world is likely to lose a decade of progress towards the 2030 Agenda, and the gap between countries is undoubtedly widening. It is high time that we unify our efforts towards improving the quality of people’s lives to realize all SDG pillars,” he said. Despite efforts exerted over the past years to reduce poverty in Arab countries, progress remains stalled due to the region’s multifaceted challenges. Recurring conflicts have a devastating impact on food availability and access for a significant portion of the population. As a result, food insecurity is exacerbated, especially among displaced persons and refugees. “Persistent and recurrent conflicts and fragility are directly impacting 182 million people in 9 countries in this region. It’s against this backdrop that there are signs of hope,” Mohammed underscored. “We need to ramp up action around policies and investments that can drive transformative change. Many Arab countries are already accelerating efforts around key transformations, from clean energy, food systems, and digitalization to social protection reforms and economic diversification,” she added. AFSD-2024 provides a platform for Governments, the private sector, and other development stakeholders to discuss successful solutions at the policy, financing and technology levels to mobilize action on regional SDG priorities, and increase resilience in times of multiple crises “We stand united today, not only to work on achieving sustainable development and growth, but also to commit to shaping a future in which children’s aspirations are not buried under the rubble of conflicts, and in which the 187 million people left behind in the Arab region are not a mere number, but rather an essential pillar of our journey towards prosperity, peace and sustainability,” Dashti affirmed. “The SDGs are a promise to the children of Gaza, and to millions like them, that their lives will not be determined by the circumstances in which they were born, and that we will create the opportunities they need to grow,” she stressed. Innovation has seen fluctuating progress in the region: in 2023, only 3 Arab countries were among the top 50 on the Global Innovation Index. Although several Arab States have been striving to provide an enabling environment for innovation, financing and sustainability remain obstacles to overcome. For her part, Abu Ghazeleh said that Arab countries were committed to proceed with the development process, and that the Forum would shed light on several priority issues for the region at this stage. “Reforming public institutions for peacebuilding, fostering inclusive societies, eliminating poverty in all its forms, strengthening partnerships, addressing climate change and its impact on food security, as well as mitigating the effects of conflicts on these issues, are all crucial matters that impact the lives of Arab citizens, and they all require intensified efforts for improvement,” she added. The AFSD is the primary regional mechanism for the annual follow-up and review of progress towards the 2030 Agenda on Sustainable Development. Its findings and recommendations, conveying key messages from the Arab region and its countries, will be submitted to the High-Level Political Forum (HLPF) on Sustainable Development to be held in July 2024.For more information and to watch live the remaining sessions, click here.For opening remarks and the media kit, click here.

عن mcg

شاهد أيضاً

مرتضى استقبل مزهر وندى غندور

\ almontasher=  استقبل وزير الثقافة في حكومة  تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى في مكتبه …