تعزيزُ الشَّراكةِ نحو الإصلاح التَّربويِّ في المِنطقة العربيّة مِن مَنظورٍ مجذّر”
عقد الفريق الموجّه لمشروع تمام في الجامعة الأميركية في بيروت مؤخّراً ملتقاه الثاني عشر تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن في عمّان، الأردن من التاسع الى الحادي عشر من شهر شباط الجاري. شكّل هذا الملتقى محطة محورية في السعي نحو تحقيق تحول تعليمي وإصلاح تربوي في العالم العربي. استقطب أكثر من 250 مشاركاً من مجموعة واسعة من الممارسين وقادة المدارس والباحثين وأعضاء شبكة تمام. وشكّل منصة للاحتفال بإنجازات المشروع، دعماً للرؤية التشاركية لإصلاح المدارس وتعزيزاً لإرساء شبكة أقوى من التعاون والتشبيك بين الممارسين التربويين في المنطقة.
ويُذكر أن “تمام” هي اختصار للأحرف الأولى من الكلمات الآتية، التطوير المستند إلى المدرسة. هدفه تحويل المدرسة إلى مؤسّسة متجدّدة ذاتيّاً، وتمتلك خزينًا من القدرات القياديّة للتغيير لإعادة تفعيل دورها في تحقيق التنمية المجتمعيّة، وبناء جيل قياديّ فاعل في مجتمعه.
تخلل الملتقى سلسلة من الجلسات والنقاشات المُثرية. وتضمّن حفل إطلاق المُلتقى جلسة افتتاحية تخللتها كلمات لراعية المؤتمر صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن؛ ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردني الدكتور عزمي محافظة؛ ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري؛ وعميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة الدكتور فارس دحداح؛ ورئيسة الهيئة الاستشارية لتمام الدكتورة سالي التركي.
الأُستاذة المشاركة الدكتورة ريما كرامي، المديرة والباحثة الرئيسية في مشروع تمام ورئيسة دائرة التربية في الجامعة، ألقت كلمة افتتاح فعاليّات ملتقى تمام. وأعقب ذلك معرض ملصقات لعرض المبادرات التجديدية لأكثر من 30 مدرسة من ثماني دول عربية وأكثر من 11 مؤسسة زميلة لتمام. وأظهر المعرض النتائج الملموسة لمساعي مشروع تمام في التطوير المدرسي.
وشمل حفل الافتتاح أيضاً تكريم الأستاذ خالد علي التركي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة خالد علي التركي وأبنائه ومدارس الظهران، والمموّل الرئيسي لتمام على مدار سبعة عشر عاماً.
الكلمات الرئيسية والجلسات النقاشيّة تناولت جوانب مختلفة من عملية التطوير المستند إلى المدرسة. وتراوحت الموضوعات بين استكشاف الأبعاد اللغوية والثقافية للمتعلمين العرب، وتمكين الطلاب كقادة ومحدثي التغيير، وأهمية الشراكات بين المؤسسات التعليمية والعائلات للوصول إلى مدارس مجتمعيّة متجدّدة.
ركّز الملتقى أيضاً على أهميّة بناء شراكات مع الممارسين والباحثين وكذلك ضرورة التشبيك بين الممارسين أنفسهم مبيناً كيف يعمل مختبر تمام البحثي الذي يجمع بين الممارسين والباحثين من خلال منهجيّة البحث الإجرائي التعاوني. هذا التآزر يهدف إلى إيجاد حلول عملية تدفع نحو تحقيق الإصلاح التربوي المنشود.
وطوال الملتقى، أكدت المناقشات على أهمية تعزيز القدرات القيادية في شبكة تمام المهنية وتوسيع الخزين القيادي بهدف نشر وتوسيع أثر التطوير المستند إلى المدرسة. وأكّدت التفاعلات مع التربويين في مواقع القرار على توضيح مفهوم المناصرة لقضايا التطوير التربوي مضيئين على إمكانيّة وكيفيّة انخراط الممارسين والباحثين فيها وذلك لتوسيع دورهم كأعضاء في شبكة تمام المهنيّة ليكونوا مؤثرين على عملية صناعة السياسات التربويّة ومواصلة دورهم الحيوي في قيادة التطوير المستند إلى المدرسة في المنطقة العربية.
تمام في سطور
انطلق مشروع تمام في العام 2007 بناء على مذكرّة تفاهم بين مؤسّسة الفكر العربي والجامعة الأميركيّة في بيروت. تحوّل تمام مِن مشروع بحثي تجريبي إلى حركة تربويّة تطويريّة اتّسعت لتشمل 9 دول عربيّة، ولتخدم أكثر من 1000 ممارِساً تربويّاً في 72 مؤسّسة تربويّة، كما وتضمّ باحثين تربويّين من 6 جامعات مختلفة، و42 مُدرّبًا، بالإضافة إلى ممثّلي وزارات التربية؛ حيث تتعاون كلّ هذه الجهات لتحقيق تغيير تربوي منشود في وطننا العربي. وقد اختير تمام كأحد الفائزين بجائزة اليونسكو- حمدان بن راشد آل مكتوم لمكافأة الممارسات والجهود المتميّزة لتحسين أداء المعلّمين في يوم المُعلّم العالميّ في 5 تشرين الأوّل 2022.