ستاندرد آند بورز أبقت على نظرة سلبية لاقتصاد لبنان

الوكالة تتوقع: لبنان قد يتخلف عن سداد الديون

نقر الصورة لتكبيرها

قالت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز في تقرر حديث: “إن الحرب بين إسرائيل وحماس ستبقي على المخاطر الأمنية بلبنان وستؤثر على نشاطه الاقتصادي”.

وأبقت ستاندرد آند بورز على التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية للبنان عند SD/SD والتصنيف الائتماني بالعملة المحلية عند CC/C مع نظرة مستقبلية سلبية على المدى البعيد.

يشار إلى أن تصنيف SD من وكالة ستاندرد آند بورز، يعني أن لبنان قد يتخلف اختياريًا عن بعض الالتزامات.وتصنيف SDD تخص الالتزامات الدولية، أي أنه يختار وينتقي الديون التي لا يستطيع سدادها.

التوقعات الحالية لا تفترض حدوث أي تحسن كبير في صنع السياسات في المستقبل القريب

ستاندرد اند بورز غلوبال

صورة متواضعة

وأوضحت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال أن التوقعات الحالية لا تفترض حدوث أي تحسن كبير في صنع السياسات في المستقبل القريب.

وقالت ستاندرد آند بورز غلوبال: “تحصيل إيرادات بسعر الصرف على منصة صيرفة سيخفف بصورة متواضعة الاختناقات المالية”.

وانهارت الليرة اللبنانية أمام الدولار لتفقد أكثر من 90% من قيمتها على وقع الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد منذ 2019،.

وفي تقرير سابق للبنك الدولي، وصف أزمة لبنان بأنها واحدة من أشد عشر أزمات في تاريخ الأمم، وربما أشد ثلاث أزمات في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

صدمة إضافية

ووفقاً لأحدث تقرير للمرصد الاقتصادي للبنان الصادر عن البنك الدولي فإن آثار وانعكاسات الصراع الدائر المتمركز في غزة تُمثّل صدمة إضافية كبيرة لنموذج النمو الاقتصادي اللبناني غير المستقر.

وما لم يجرِ تنفيذ خطة شاملة لحل الأزمة، فلن تكون هناك استثمارات طويلة الأجل ومجدية، وسيعاني لبنان مزيدًا من التآكل في رأسماله المادي والبشري والاجتماعي والطبيعي.

وقبل نشوب الصراع الحالي، كان من المتوقع أن يحقق الاقتصاد -لأول مرة منذ عام 2018- نمواً بنسبة 0.2% في عام 2023.

تحصيل الإيرادات بسعر الصرف على منصة صيرفة سيخفف بصورة متواضعة الاختناقات المالية

إس أند بي غلوبال

عودة للركود

وبدا أن الاقتصاد اللبناني قد بلغ قاعاً مؤقتاً بعد سنوات من الانكماش الحاد، وأتى هذا النمو الهامشي مدفوعًا في الغالب بعوامل شديدة التقلّب: نمو الاستهلاك الناجم عن موسم سياحي صيفي قوي.

إضافة إلى تدفق كبير للتحويلات المالية، وزيادة دولرة الرواتب، وكذلك علاماتٍ على استقرار (مؤقت) في نشاط القطاع الخاص.

وفي ظل الصراع الحالي وغياب الاستقرار الاقتصادي على النطاق الأوسع، من المتوقع أن يعود الاقتصاد اللبناني إلى حالة الركود.

ووفقًا للتقرير، لا تزال اختلالات الاقتصاد الكلي قائمة، حيث لا يزال الحساب الجاري يعاني عجزًا كبيرًا يصل إلى 12.8% من إجمالي الناتج المحلي.

تسارع التضخم

ومن المتوقع أن يتسارع معدل التضخم -الذي فاق الـ100% منذ عام 2021- إلى 231.3% في عام 2023، مدفوعًا بانخفاض سعر الصرف (خلال النصف الأول من عام 2023) والدولرة السريعة للمعاملات الاقتصادية.

علاوة على ذلك، تصدّر لبنان قائمة البلدان الأكثر تأثراً بالتضخم الاسمي لأسعار المواد الغذائية في الربع الأول من عام 2023 (بنسبة 350% على أساس سنوي في أبريل/نيسان 2023)، ما أدى إلى تفاقم هشاشة الظروف المعيشية للفئات الأشد فقرًا والأكثر احتياجاً من السكان.

ولا يزال الدين السيادي الذي بلغ 179.2% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2022 غير مستدام وسط انخفاضٍ حاد في قيمة العملة وانكماشٍ اقتصادي، وفي ظل غياب إعادة هيكلة شاملة للديون.

تثبيت تصنيف لبنان عند SD/SD والتصنيف الائتماني بالعملة المحلية عند CC/C مع نظرة مستقبلية سلبية

                                                                      إس آند بي غلوبال

غارقًا في الأزمات

وتعليقًا على ذلك، قال جان كريستوف كاريه، المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي: “في ظل التقدم المحدود نحو خطة شاملة لحل الأزمة، لا يزال لبنان غارقًا في أزمة اجتماعية واقتصادية ومالية كبرى، تفاقمت بسبب الجمود المؤسسي والسياسي”.

وبالرغم من أن السياحة ساهمت إيجابا في النمو الاقتصادي خلال الفترة الماضية، لا يمكن لقطاع السياحة وحده أن يكون بديلاً عن محركات النمو الأكثر شمولاً واستدامةً وتنوعًا.

وأوضح المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط أن النمو الأكثر شمولًا يمكن لبنان من تحمل الصدمات بنحو أفضل والمساعدة في إعادة اقتصاده إلى مسار التعافي القوي”.

إصلاحات المركزي

وقال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي: “شرع مصرف لبنان في إصلاحات محدودة ولكنها مشجعة، وسط استقرار نسبي في سعر الصرف”.

مع ذلك، لا يزال يتعين إدخال تغييرات جوهرية على الرقابة المصرفية وإدارة السياسات النقدية وسياسات سعر الصرف من جانب المصرف المركزي، وفقًا لـجان كريستوف كاريه.

ولا يزال استمرار غياب تسوية منصفة للقطاع المصرفي تشتمل على توزيع مسبق للخسائر، وعمليات الإنقاذ وإعادة الهيكلة، يُقوّض آفاق التعافي في لبنان.

شريان حياة

وقد شكّل التدفق الكبير للتحويلات النقدية -التي تمثل شريان الحياة للبنان منذ وقت طويل- شبكةَ أمانٍ اجتماعي بحكم الأمر الواقع وساهم في تحقيق زيادة طفيفة في الاستهلاك المحلي.

غير أن التحويلات وحدها لا تكفي لتلبية احتياجات لبنان من التمويل الخارجي.

وفي غياب مصادر تمويل أخرى، فقد يتطلب العجز المزدوج في الحساب الجاري وحساب المالية العامة المزيد من عمليات السحب من احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية.

عن mcg

شاهد أيضاً

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

almontasher >استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من …