قال نقيب ألاطباء في بيروت شرف أبو شرف أنّ المعلومات الأولية لوفاة الطفلة #جوري السيد البالغة من العمر عشرة أشهر تُشير إلى أنّها “كانت تعاني من التهاب في الأذنين، فوصفت لها طبيبتها المعالجة مضاداً حيوياً وبانادول، لكن حالة الطفلة ساءت يوم السبت فاتصلت الوالدة بالطبيبة مجدّداً وطلبت منها المجيء إلى طوارئ المستشفى المركزي في بلدة مزبود بإقليم الخروب، حيث عاينتها وكانت تعاني من حرارة مرتفعة جداً مع رجفة”.
ولفت أبو شرف إلى أنّ “طبيبتها اعتبرت أنّها تعاني من الصدمة الإنتانية، فأعطتها العلاج اللازم، وتواصلت مع طبيب الأطفال المختصّ في مستشفى حمود بصيدا، حيث يضمّ قسماً للعناية الفائقة بالأطفال، وتمّ تأمين سرير للطفلة، وبعدها تمّ الاتّصال بالصليب الأحمر لنقلها إلى مستشفى حمود في صيدا غير أنّ الأهل لم يريدوا الانتظار فنقلوها على مسؤوليّتهم في سيّارتهم الخاصّة”.
وأضاف: “في هذا الوقت، كانت الطبيبة أعطت الطفلة الأدوية اللازمة والتخدير، وتمنّت على الأهل عدم نقلها في سيارتهم، لكنّهم أصروا على ذلك فرافقتهم، وسرعان ما ساءت حالة الطفلة فانخفض نبضها واضطرت الطبيبة إلى أنّ تعود بها إلى طوارئ المستشفى وتقوم بعملية إنعاش لها، لكن للأسف أتت من دون نتيجة”.
من جهة ثانية، تناول أبو شرف “الشائعات التي يتمّ التداول بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها ما يشير إلى عدم توافر الدواء اللازم ممّا أدّى إلى وفاة الطفلة، وهذا الأمر غير صحيح”.
وتمنّى على “الوسائل الإعلامية عدم استباق التحقيق العلمي وتوخّي الحذر وعدم نشر معلومات غير دقيقة، قبل التحقّق من أهل العلم والاختصاص”، مشدّداً على أنّ “وضعنا لم يعد يحتمل المزيد من البلبلة والضياع “.
ولفت الى إنّ المشكلة الكبيرة التي نعاني منها عموماً، والتي سلّطنا الضوء عليها مراراً، تكمن في عدم وجود مراكز عناية فائقة للأطفال في المستشفيات الجامعية وأسرة كافية، فضلاً عن ضآلة الأطباء الذين يقومون بهذا العمل “.
وحذّر من “الخطر الذي يلحق بمثل هذه الحالات، عدا عن ملاحقات الأطباء القضائية والإعلامية، وخصوصاً ما نسميه المطاردات القانونية في المخافر وعلى وسائل التواصل الاجتماعي”.
وشدّد ابو شرف على ضرورة تأمين ما سبق كي لا نبقى نعيش في ظلّ هاجس هذا الخطر الموجود، لافتاً إلى أنّ نقابة الأطباء ستقوم بالتعاون مع وزارة الصحة العامّة بالتحقيق في هذا الموضوع لدرس جوانبه كافة.
وشدّد أبو شرف على أنّه “في ظلّ الظروف الصعبة التي نعمل فيها، من الضروري توافر وسائل نقل مختصة جاهزة لنقل الأطفال في مثل هذه الحالات، فضلاً عن التعاون جميعاً من أجل حماية صحة المريض، علماً أنّ كثيرين من الأطباء المتخصصين في العناية الفائقة للأطفال اعتكفوا عن العمل في الآونة الأخيرة وهاجروا، لا سيّما بعد صدور الحكم القضائي في قضية أحد الأطفال الذي قضى بتغريم الأطباء والمستشفيات المعنية بمبالغ طائلة، إضافة إلى الدفع مدى الحياة، من دون الأخذ في الاعتبار الحالات الصعبة والوضع الاقتصادي والمعيشي المذري الذي يعاني منه الجميع”.
في الختام، أكّد أبو شرف أنّ “صحة المريض هي الخط الأحمر الذي ينبغي أنّ نعيه جميعاً ونتعاون لتأمين كلّ ما يلزم للحفاظ على صحّته والطاقم الطبي والاستشفائي تداركاً للكوارث”.