أقسم اليوم 308 محامية ومحامٍ متدرجين اليمين القانونية أمام محكمة الاستئناف برئاسة القاضي حبيب رزق الله في قاعة “الخطى الضائعة” في قصر العدل في بيروت.
رزق الله
وألقى القاضي رزق الله كلمة بالمحامين الجدد شدّد فيها على أهمية القسم.
خلف
ثم تحدّث نقيب المحامين ملحم خلف وقال: “إلى كلّ من يسأل أين نقابة المحامين في بيروت، فليعلم الجميع، وخصوصاً المستفهم والسائل بمكرٍ وخُبث، قبل الطيّب السريرة والقلب والعقل، المجرم قبل البريء، القاتل قبل القتيل، أنّنا باقون هنا في الصفّ الأول، في حصن الدفاع الأخير عن الحرية والحق والعدل والقانون، ولو تساقط الكلّ على الطريق، وبقينا وحدنا في هذه المعركة الوجودية”.
وكرّر: “هنا باقون، فإمّا نموت في السّاح بشرف وكرامة، وإما تنتصر الحقيقة، ونحيا جميعنا بها، وتحت سقفها، وينتصر بها لبنان”.
أضاف: “بيننا وبين الطغاة والاستبداديين والفاسدين والسارقين ومغتصبي القانون والقتلة والمجرمين وباعة الوطن، معركةٌ واحدةٌ وحيدةٌ ونهائيةٌ، لا رجوع عنها. من يريد أن يقاتل نقابة المحامين في معركة الخير والوجود هذه، فنحن سلاحنا معروف! وساحة القتال معروفة!”
وتوجه خلف إلى المحامين الجدد: “أقسمتم يمين الولاء لمهنة المحاماة ولاحترام مبادئها وقِيَمِها، قوانينها وأنظمتها. وفي هذه اللحظة التاريخيّة نفسها، ادرِكُوا أنّكم تَنذرون حياتكم لحَمْلِ رسالة المحاماة؛ ادركُوا مجموعة القِيَم التي تُجسدونها لتنشروها في مجتمعكم وداخل الوطن؛ تجّددون بها ملامح من سبقوكم على دروب مهنة الفرسان والأبطال، والشجعان؛
ادركوا أيُّ مسؤوليّةٍ جُلّى تتحمّلون. أنتم قادمون إلى أمّ النقابات في لبنان؛
قادمون إلى نقابة مختزنة ما يزيد على قرنٍ من النضال دفاعاً عن الحقِّ والحريّة؛ قادمون الى نقابة هي تاريخُ فكرٍ لا يحصره أُفق؛ و سجلٌ حافلٌ بالإستبسال في نُصرة الإنسان”.
وسأل نقيب المحامين: “هل بوجود منظومة فاقدة الشرعية والمشروعية، ومتحكمة تأخذ جميع اللبنانيين كرهائن لتستمر في السلطة؟”. وتابع: “أبوجود منظمومة عطّلت عمل القضاء وعرقلت الولوج للعدالة وحوّلت أروقة قصور العدل والمحاكم الى مذبحة لإستقلالية القضاء والى مهزلة الإنحراف في تطبيق القوانين والإستنكاف عن إحقاق الحقوق؟! وتعطيلها القضاء هذا أدّى الى عودة لغة الإنتقام وإستيفاء الحقّ بالذات وشريعة الغاب وعدالة القبائل!؟”.
وتناول انفجار المرفأ قائلاً: “كيف ننهض بالوطن لهؤلاء الشابات والشباب؟!
كيف نُعطيهم الأمل بغدٍ أفضل؟! أبهؤلاء الحكّام؟! أبوجود منظومة فاقدة الشرعية والمشروعية، منظومة متحكمة تأخذ جميع اللبنانيين كرهائن لتستمر في السلطة؟! أبوجود منظمومة عطّلت عمل القضاء وعرقلت الولوج للعدالة وحوّلت أروقة قصور العدل والمحاكم الى مذبحة لإستقلالية القضاء والى مهزلة الإنحراف في تطبيق القوانين والإستنكاف عن إحقاق الحقوق؟! وتعطيلها القضاء هذا أدّى الى عودة لغة الإنتقام وإستيفاء الحقّ بالذات وشريعة الغاب وعدالة القبائل!؟”.
أضاف: “فَجّروا العاصمة بيروت واجساد الأبرياء بأكبر جريمة في تاريخ الوطن، ولم يرف لهم جفن! يضربون، كلّ يومٍ، مبدأ فصل السلطات بعرض الحائط! ما هذا الإنفصام؟! يُنادون، من جهة، باستقلالية القضاء، وبضرورة السير بالتحقيقات في قضية المرفأ حتى النهاية وبضرورة سوق كلّ المُرتكبين أمام العدالة؛ ومن جهة أُخرى، ماذا يفعلون؟! يتقاذفون المسؤوليات! يُحاولون تضليل التحقيقات! يَطمُسون الحقائق! يتلطون خلف حصاناتٍ واهية! يُراهنون مخادعين على الوقت! يُحاولون بشتى الطرق الملتوية الإفلات من المحاسبة والعقاب! يطلبون ردّ محقّق عدلي أول لأنّه تجرأ أنْ يُلاحق البعض منهم! للأسف، ينجحون بذلك! يطلبون ردّ محقّق عدلي ثانٍ لأنّه تجرأ أنْ يُلاحق بعضهم الآخر! ليتهم يقفون عند هذا الحدّ من الوقاحة! كمْ هم ساقطون، كمْ هم جاهلون، عندما يُهددون بقتل الجسد! أيعتقدون فعلاً أنّه بالتصفية الجسدية سيغتالون العدالة؟!”.
وتابع خلف: “اسمعوني جيداً، إنْ قتلتم الجسد، لن تنالوا من إرادة الناس!
ولن تنتزعوا إصرارنا على العدالة! إنْ قتلتم الجسد، لن يصمت صراخنا في ضميركم! و سننتصر عليكم ولو بعد حين! انظُروا الى وجوه هؤلاء الضحايا الأبرياء! نعم، إنّكم تقتلونهم مرّتين!”.
واعتبر خلف أنّ “قسم يمين المحامي يُرتّب علينا موجب النضال حتى النهاية تحقيقاً للعدالة لهؤلاء! واليوم، نقف لنُجدّد القسم معكم،