تحت عنوان “الصّامدون”، وبعد عناء عام دراسيّ لم يخلُ من المشاكل اليوميّة الصحيّة، والاقتصادية، والمعيشيّة، والتّربوية وغيرها، تخرّج تلامذة المعهد الأنطوني الحدت-بعبدا، دُفعة 2020-2021، مساء يوم الثّلاثاء 29 حزيران مزوّدين بالعدّة الّلازمة للانطلاق في مسيرة الحياة الجديدة، تحت أعين أحبّتهم وأدعية ذويهم، وبركة رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي مارون أبو جودة السّامي الاحترام.
حضر حفل التخرّج إلى جانب قدس الأب العام، مجلس المدبرّين الكرام في الرّهبانية الأنطونية، ورئيس بلديّة الحدت، سبنيه-حارة البطم السيّد جورج إدوار عون، ولفيف من الآباء الأنطونيين، إضافة إلى الهيئتئين الإدارية والتّربوية في المعهد، ولجان الأهل والأساتذة والقدامى، وأهل التّلامذة.
تميّز الحفل هذا العام بنوعيّة الكلمات التّحفيزية ومحتواها؛ استهلّها الأب المدبّر نادر نادر رئيس دير مار أنطونيوس والمعهد، بكلمة افتتاحية رحّب فيها بالحاضرين، مبديًا فرحه باللقاء المباشر مع أبناء التلّة الأنطونية، شاكرًا دعم رجل الأعمال السيّد سركيس سركيس صاحب الأيادي البيض الّذي تغيّب عن الحفل بداعي السّفر، ومثنيًا على جهود كلّ فرد فيها خلال هذا العام الاستثنائي، جهود الأهل الجبارة، وجهود الهيئة التّعليمية المتواصلة بنوعيّة التعليم عن بُعد ومشقّاته، وجهود التلامذة المبذولة في سبيل التّحصيل العلمي في أصعب الظّروف وأشدّها.
وكانت كلمة للأب المديرأندريه ضاهراستذكر فيها تاريخ التّلة الأنطونية التي شهدت وتشهد أبرز مراحل لبنان، وتوجّه إلى المتخرّجات والمتخرجين قائلًا:” بعد ساعةٍ من الآن ستفتحُ لكم أبواب هذا المعهد الذي سخَّر كلَّ طاقاته لخدمتكم، لتنطلقوا إلى العالم الأكبر. أنا على يقينٍ أنًكم تحملونَ في جعبتِكُم من هذه المدرسة ودائعَ وسبائكَ ستُساعدكم في مواجهة التحديَّات والصِّعاب. فمن خبرتي القصيرة معكم، مررنا بأوقاتٍ حلوة وأوقاتٍ صعبة، تحدَّثنا وتناقشنا، صلَّينا وتعلَّمنا، فرحنا وعزَّينا بعضَنا البعض، اتفقنا… فالتزمتُم أحيانُا وأخللتُم أحيانًا أُخرى، إنَّما كنتُ دائمًا على يقينٍ، أنَّ الإيجابيَّة في التعاطي ستحمِّلُكم مسؤوليَّةً أكبرَ، وتُقوِّي ثقتَكُم بأنفسِكُم، وتُغني خبراتكم لا العكس”.
تألّق التّلامذة الأنطونيّون، الصّامدات والصّامدون، خلال حفل تخرّجهم، فظهرت الوجوه المتفوّقة التي تعدُ بغد أفضل، وبرزت المواهب المتعدّدة التي تذكّر بلبنان المجد، ووعد هؤلاء التّلامذة بالوفاء لمعهدهم ولوطنهم لبنان، وفاء الأبناء للعائلة الأمّ، والعودة إلى كنفها كلّما حان وقت الرّجوع.