أعلن سفير لبنان لدى الأونيسكو مصطفى أديب أن جلسة استثنائية ستُعقَد في 18 تشرين الثاني في اليونيسكو لطلب الحماية المعزّزة للمواقع التاريخية اللبنانية.
وكشف أديب أنه وجه منذ أكثر من شهر أكثر من 3 كتب للمدير العام لليونسكو، بالإضافة إلى كتاب لطلب الحماية المعززة لهذه المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي، وأيضاً المواقع غير المدرجة، وكل ما هو مدرج على لائحة الجرد العام، موضحاً أنه بالتعاون مع وزير الثقافة يتابع يومياً هذا الأمر.
وكان المجلس التنفيذي لليونسكو اعتمد في دورته الـ 220 بتاريخ 21/10/2024، بإجماع أعضائه ومن دون تعديلات، مشروع قرار تقدّمت به بعثة لبنان تحت عنوان “تقييم الوضع الراهن في لبنان في ما يخص مهمة اليونسكو”. ونصّ القرار، الذي دعمته 66 دولة، على آلية محدّدة من ثلاث مراحل ستتبعها اليونسكو: أولاً تقييم الوضع وتحديد حاجات لبنان؛ ثانياً رسم أمانة اليونسكو خطة عمل؛ ثالثاً إنشاء صندوق طوارئ يؤمن تنفيذ خطة العمل وتموّله الدول الأعضاء. وحدّد القرار ثلاث أولويات هي القطاع التربوي والعلمي؛ التراث ولا سيما المواقع اللبنانية المدرجة على لائحة التراث العالمي مثل بعلبك وعنجر وصور؛ الإعلام وسلامة الصحافيين.
وزير الثقافة
وبعد الاعلان، وجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، رسالة إلى المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو أودري أزولاي أشار فيها إلى أنه تلقّى “كوزيرِ للثقافة في الجمهورية اللبنانية، كما سائر اللبنانيين، بارتياحٍ كبير، الموقف الذي صدر عن منظّمتكم بالأمس، بناءً على مطالباتنا المتكرّرة، لناحية دعوة إسرائيل إلى الالتزام في عدم المسّ بالمعالم الأثرية في لبنان، باعتبارها إرثًا للإنسانية جمعاء، فلم يكن ليستقيم أن تتعرّض هذه المعالم للعدوانية الإسرائيلية والأونيسكو صامتةٌ لا تحرّك ساكناً”.
وأضاف: “إننا إذ نُثمّن هذا الموقف، ونشكر منظمّتكم عليه كاستجابة منكم لطلبنا -وإنْ تأخّرت هذه الاستجابة بعض الشيء-، نهيبُ بالأونيسكو أن تستمر في بذل مساعٍ حثيثة لدى الدول الفاعلة كي تتخذ جميع التدابيرَ الزاجرة لهذا العدوان، ومن أجل دفعه إلى احترام الحدّ الأدنى من أحكام القانون الدولي المتعلّق بحماية الثروة الثقافية الإنسانية، نظرًا لما يُعرف عن الكيان الإسرائيلي من استهتارٍ بكلّ القيم والقوانين ولا عجب في ذلك طالما أنه ممعنُ في رفض الانضواء الى منظمّة الأونيسكو”.
وتابع: “لا يسعنا سوى الاعتراض بمحبّة على ورود عبارة All Parties “جميع الأطراف…” في موقفكم، التي يُستفادُ منها أنّكم، لا قدّر الله، تساوون بين الضحيّة والمجرم؛ مع أنّكم تعرفون كما يعرف العالم كلّه، أنّ اسرائيل، وتفلّتاً من المواثيق الدوليّة، ترفض الإنضواء تحت لواء الأونيسكو، في حين أن لبنان تحديداً هو من المؤسّسين لهذه المنظّمة العاملين على الدوام الى احترام مواثيقها، هذا فضلاً عن انّكم تعرفون ويعرف العالم كلّه أنّ اللبنانيين والفلسطينيين واليمنيين، لا يتعرّضون للمواقع الأثرية في فلسطين المحتلّة بأيّ اعتداء، بل هم حريصون عليها حرصَهم على منازلهم وارواحهم، لإيمانهم بأنّها ملكهم، وسوف تعود حيازتُها إليهم عندما يزول هذا الاحتلال وترحلُ أسرابه السوداء عن بلادهم الحبيبة، وهو يومٌ يرجون أن يكون قريبًا”.