وداعاً مع اطلالة الأضحى بقلم : محمد لمع

الحاج نزار شقير : وداعاً مع اطلالة الأضحى
بقلم : محمد لمع
نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان

مع اطلالة عيد الأضحى المبارك غادرنا الحاج نزار شقير فغاب وغابت معه العصامية والنجاحات والعطاءات واعمال الخير والإنسانية … كالنسر من عليائه هوى وهو الذي يوماً ما هوى … حاج نزار لقد حفرت في تاريخ بيروت بصمت وبلا تبحح أخاديد من الكرامة والعطاءات والإنسانية والعصامية كلها تلاقت في رجل اسمه نزار شقير … المصاب جلل ولكننا لن نقول سوى: انا لله وإنا اليه راجعون هو الذي اعطى وهو الذي أخذ …حزين كان عيد الأضحى هذا العام وزاده حزناً الأمانة الغالية التي تركها الحاج نزار ولكن هذه الأمانة متروكة والحمد لله في ايد أمينة وقادرة على متابعة المسيرة … كم انت ظالم ايها القدر تخطف أحلامنا حلماً وراء حلم وأحباءنا الواحد تلو الآخر ويأتي غياب الحاج نزار وكأنه يدق ناقوس الحزن والخوف على وطن كان جنة الدنيا ونجم الكون … حاج نزار عرفتك منذ حوالي خمسين عاماً فلم اعرف سوى النبل والتواضع والوفاء والعطاء بصمت وبدون ضجيج ومن كانوا مثلك اصبحوا اليوم قلة قليلة، يكفي انك طوال حياتك كنت بعيداً عن الطائفية والتفرقة وبقيت رمزاً للإعتدال ، لقد غادرتنا بعد ان كتبت اخر سطر في رواية هذه الحياة وتركتنا نقرأ ما في الرواية ما مرّ ويمر على لبنان من قهر وذل وتغييب لدور الدولة والوطن ، رحلت بعد فترة عذاب مع المرض فتركت في نفوسنا غصة الموت وفي ارواحنا شعلة لا ينطفيء نورها ولا نارها…
حاج نزار ستبقى في قلوبنا وان غاب الجسد ، يتبقى ذكراك حية عبر الكبير معالي محمد وشقيقيه أسامة وهادي وشقيقتيه غادة وهالة ورفيقة دربك الطويل في السراء والضراء السيدة سهام وعبر محبيك وما اكثرهم …
الى جنان الخلد يا من اعطيت العصامية والنجاح معنى ومبنى ويا حبيباً أوجعنا غيابه ، نم قرير العين في عليائك الى جانب من أحببتهم واحبوك …