ارتفاع الحرارة والجفاف والفيضانات، عوامل ناتجة عن تغير المناخ وتؤثر بشدة على إنتاج القهوة. فمن الممكن أن تُدمر نصف الأراضي الزراعية في غضون 30 عاما، ما يهدد الملايين من المزارعين بعواقب وخيمة.
كل شخص يشرب قهوته على طريقته الخاصة، سوداء أو بالحليب والسكر. وفكرة الاستغناء عنها غير واردة بتاتا بالنسبة لعشاقها. وفقا لمنظمة القهوة الدولية تم إنتاج ما يقرب من 170 مليون كيس في جميع أنحاء العالم عامي 2019 و2020، ورغم ذلك فإن مستقبل المشروب الأسود قاتم.
فمن الممكن أن يصبح فنجان القهوة من الرفاهيات قريبا. 60 في المئة من أنواع البن البرية مهددة بالانقراض بسبب التغير المناخي، حسب دراسة أجرتها مجلة “Science Advances” الأمريكية، بما في ذلك قهوة نوع “أرابيكا” التي تمثل أكثر من نصف الإنتاج العالمي.
حوالي 10 ملايين مزارع يحترفون زراعة البن في إفريقيا، وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة حوالي مليوني هكتار. وتتصدر إثيوبيا وأوغندا قائمة المصدرين بأكثر من 70 في المئة من إجمالي الصادرات الإفريقية.
وعموما فإن منطقة شرق إفريقيا هي إحدى مناطق العالم الأكثر ملاءمة لزراعة البن، ففي المرتفعات تكون درجات الحرارة معتدلة وتهطل الأمطار بشكل كاف والتربة خصبة.
في اوغندا وبعد تراجع إنتاجها بسبب التغير المناخي، هل تصبح القهوة مشروب الأغنياء فقط؟
لكن هذه العوامل المناسبة والضرورية لزراعة القهوة يهددها الآن التغير المناخ. المزارعون في هذه المناطق يلاحظون أن محاصيل القهوة تراجعت بقوة مقارنة بالمحاصيل قبل 10 أو20 عاما. ويرون أن ارتفاع الحرارة والجفاف والفيضانات وإزالة الغابات والأمراض والآفات هي المسؤولة عن ذلك.
هل يمكننا احتساء القهوة خلال 30 عاما القادمة؟
فريدل هوتس-آدمس، من المعهد الألماني “زود-فيند” المهتم بقضايا الاقتصاد العالمي، يرى أنه من الضروري إنتاج أنواع أكثر مقاومة للمناخ والتركيز على إيجاد حلول للمزارعين.
المختصون الزراعيون ينصحون بزراعة البن بشكل أفضل واختبار التربة وتوفير نباتات بن جديدة أكثر مقاومة للتغير المناخي. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاعتماد على الزراعة المختلطة، على سبيل المثال، عن طريق زراعة الموز والمكسرات كمصادر جديدة للعيش بالنسبة للمزارعين.
وغلى الرغم من ذلك يرى هوتس-آدمس أنه بدون دعم الحكومات والشركات لا يمكن توفير القهوة. فالاستثمارات ضرورية لأن الأمر قد يستغرق سنوات وإنفاق آلاف الدولارات على نباتات البن الجديدة حتى تؤتي ثمارها