وقّع وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس والمدير العام لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) السيد ادغار جوجو على اتفاقية تعاون لمنح هبة من الجمهورية القبرصية وقيمتها مليون و ٨٣ الف يورو في مستشفى الروم مساء الثلثاء 5 تشرين الاول، مخصصة لانشاء مركز متطور لغسل الكلى مجهز بالتقنيات العلاجية الجديدة.
ورافق وزير الخارجية سفير قبرص في لبنان السيد بانايوتيس كيرياكو، ومديرة الشرق الأوسط وافريقيا في وزارة الخارجية القبرصية السيدة تيساليا سالينا شامبوس، واستقبلهم الى المدير العام مجلس أدارة المستشفى .
والقى المدير العام السيد جوجو كلمة نوه فيها بجهود الملحقة السابقة في سفارة قبرص في لبنان السيدة ايليني بابانيكولاو التي حضرّت لهذه الهبة وقال: “نوقع اليوم هبة وقيمتها مليون و ٨٣ الف يورو مخصصة لانشاء مركزٍ متطورٍ لغسل الكلى، وهذا يمكّننا من الاستمرار بإعطاء العناية اللازمة لمرضانا واستقبال اخرين بحاجة لهذه الخدمة الطبية، وهو ما يأتي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان.
هذه المؤسسة التي خدمت الانسانية نحو ١٥٠ سنة تعرضت لانفجار مدمر في ٤ آب من العام الماضي فخسرنا ممرضات ومرضى وزواراً وأصيب العديد من اطبائنا واداريينا اصابات بالغة، ولا يزال مستشفانا يحمل الى اليوم آثار الجراح النفسية والمادية الاليمة التي ألمّت به. ايماننا واصرارنا لم يتزحزحا، ومعاً مع حب اصدقائنا ومساعدتهم تمكنّا من متابعة رسالتنا بعد اسابيع من الانفجار.
واليوم استعدنا ١٤٥ سريرا مع خطة لاعادة تشغيل غرف اكثر وبسرعة اكبر، لكن اكبر مشكلة نواجهها حاليا هي تجهيز المصاعد التي دمر الانفجار معظمها مما تطلب اعادة تصنيع عدد منها في الخارج.
انفجار مرفأ بيروت قد سبقه الانفجار الاقتصادي اللبناني حيث خسرت الليرة اللبنانية ٩٠ في المئة من قيمتها، وكذلك القدرة الشرائية للمواطن اللبناني الذي خسر مدخراته. وأصبحت العناية الصحية خارج قدرة فئة كبرى من اللبنانيين، وادى الانهيار الاقتصادي الى هجرة العديد من الاطباء والممرضات والعاملين في القطاع الصحي. وانهار تعويض نهاية الخدمة لدى الموظفين، ومن ابرز اولوياتنا اعادة تكوين تعويض نهاية الخدمة.
ومن التحديات الاخرى التي واجهتنا جائحة كوفيد ١٩ الصحية، وكان مستشفانا في طليعة الحرب ضد هذه الجائحة، ليصبح مستشفانا المنكوب أكبرَ مركزٍ للتلقيح، وأعدنا تأهيل مستشفى مستقل لاستقبال مرضى الكوفيد ومعالجتهم.
ويستمر مستشفى القديس جاورجيوس في لبنان باستعادة مكانته على الرغم من كل الظروف، ونعمل على مشاريع جديدة من ضمنها تحديث قسم الطوارئ وتوسيعه وانشاء مركزٍ لعلاج الامراض الجرثومية وتوسيع قسم العناية الفائقة وطبعا مركز غسل الكلى الذي لم يتوقف عن استقبال مرضاه على الرغم من الكوارث المتتالية، وهو سيتجدد بفضل هبتكم السخية.
وقد وضعنا برنامجا هدفه المحافظة على اطبائنا ونعمل على برنامج مماثل للمرضات والممرضين.
التحديات التي نواجهها مهمة، لكننا مصرون ومؤمنون بأن كرم الواهبين، كالهبة من جمهورية قبرص، سيدفعنا الى المضي والاستمرار.
باسم مستشفى القديس جاورجيوس والمجتمع الذي يخدمه اتوجه بالشكر الى الشعب القبرصي وحكومته على هذه الهبة السخية”.
وتم عرض فيلم انتج في الذكرى السنوية الأولى على انفجار المرفأ لخص ما تم إنجازه بعد عام على الانفجار الكارثي الذي دمر نحو 85 في المئة من المستشفى واين اصبحت عملية إعادة البناء في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وجائحة كورونا.
ورد وزير الخارجية القبرصي بكلمة تحدث فيها عن سروره كونه في بيروت المدينة ذات المكانة الخاصة في قلبه، كما سائر اهل قبرص. “يسعدني انني في مستشفى هو جزء من تاريخ بيروت ويتطلع لأن يبقى رائدا في مجال العلم والعلاجات الطبية. واعي تماما الصعوبة الكبيرة التي مرّ بها لبنان وشعبه هاتين السنتين لناحية الانفجار وجائحة كورونا وخصوصا بعد مشاهدتي لهذا الفيلم، ولازلت الى الان غير مصدقا المشاهد التي رأيناها على التلفزيون عن هذا المستشفى. على الرغم من ذلك ومع كل الفوضى والخوف والدمار، بشجاعتكم وتفانيكم استطعتم ان تحافظوا على قَسم ابوقراط، وعلى الرغم من كل العقبات والتحديات تمكنتم من إعادة تنظيم صفوفكم واكمال رسالتكم في المساهم في انقاذ حياة مرضاكم وإعادة اهم ما يملك الانسان عنيت الصحة، وهذا ما دفعني الى الحضور اليوم للمساهمة معكم لمساعدة العاملين في هذا المستشفى والوقوف على ذكرى من فقدتم هنا. وفي نفس الوقت اتيت حاملا رسالة امل في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان، قبرص ملتزمة بصداقة لبنان وشعبه وقد قررت مساعدة مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي لمتابعة رسالته باعلى المعايير والتقاليد لتأمين الصحة والرعاية للشعب الشقيق. وبهذا الهدف سنوقع وثيقة تعاون تقوم على أساسها جمهورية قبرص بإعادة اعمار مركز غسل الكلى وتجهيزه، والذي سيحمل لاحقا اسم قبرص تقديرا للعلاقة الوثيقة والصداقة بين بلدينا وشعبينا. انا متأكد أيها الأصدقاء ان هذه اول خطوة في تعاون مثمر بين قبرص ومستشفى القديس جورجيوس”.