“أن بي أن”
على إيقاع التطورات العسكرية في الجنوب والسياسية في الداخل متابعةٌ مستمرة في عين التينة. المتابعة اليوم بدأها الرئيس نبيه بري مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في اجتماع أعقبه آخر مع كتلة الإعتدال الوطني. وإذا كان رئيس المجلس قد عرض وميقاتي آخر المستجدات السياسية والميدانية فإن اجتماع الرئيس بري مع كتلة الإعتدال تمحور حول مبادرتها الخاصة بالإستحقاق الرئاسي.
وفد الكتلة خرج من الإجتماع مؤكداً أن المبادرة لم تُنسف بل أخذت دفعاً قوياً وقال إن ثمة آلية إيجابية رسمناها مع الرئيس بري وسوف نوضحها من خلال تواصلنا مع الكتل التي زرناها وسوف نزورها مجدداً. وحرص الوفد على التأكيد أن ثمة تفاهماً بشأن طريقة الدعوة إلى الحوار أو التشاور وترؤسه.
رئيس المجلس كان قد شدد عبر صحيفة الجمهورية على أن المسار الطبيعي لحل الأزمة الرئاسية هو الجلوس إلى طاولة حوار أو نقاش أو تشاور لصياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية داعياً كل المكونات إلى سلوك هذا المعبر الإلزامي بعيداً من المزايدات والمناكفات.
في اليوميات الجنوبية اعتداءات إسرائيلية بالطيران الحربي والمسيّر والمدفعية طالت عدداً من البلدات وأدت لتدمير منازل في مجدل زون والضهيرة وكفرا. الإعتداءات لم تحيّد الجيش اللبناني واليونيفيل الذين تعرضت قوةٌ تابعة لهما لإطلاق نار في خراج عيتا الشعب.
على أن الجبهة اللبنانية جنوباً معلقة على حبال ما ستؤول إليه الأوضاع في غزة. ورغم بداية الشهر السادس من الحرب تبدو إسرائيل عالقة ومتعثرة في الجنوب كما في الشمال على حد ما كتبت بعض الصحف العبرية اليوم فهل تعمل جدياً على وقف عدوانها؟ أم تستمر في الغرق بمستنقع غزة؟!.
بحسب الرئيس الأميركي فإن التوصل إلى وقفٍ مؤقت لإطلاق النار بحلول شهر رمضان يبدو أمراً صعباً وبحسب وزير خارجيته فإن الكرة في هذا الشأن هي في ملعب حماس وليست في ملعب إسرائيل. وإلى أن تخرج الهدنة المتوخاة من عثراتها يتقدم إلى صدارة المشهد كرنفال الجسر البحري الذي ابتدعه الأميركيون. في الظاهر يقدِّمُ هذا المشروع على أنه مشروع إنساني يهدف إلى إيصال المساعدات لفلسطينيي غزة إلاّ أنه في الواقع مشروع قديم جديد يغطي المشكلة الحقيقية الناجمة عن العدوان ويثير تساؤلات حول مخططاتٍ للتهجير ومقدماتٍ للسيطرة على ثروات النفط والغاز.
الريبة من تشييد رصيف بحري على ساحل غزة عكستها منظمة أطباء بلا حدود عندما أكدت أن في الأمر انعطافة صارخة للتغطية على العملية الإسرائيلية غير المتناسبة ضد القطاع. ووصلت الشكوك إلى واشنطن نفسِها حيث سألت النائبة الديمقراطية براميلا غايبال عن المغزى من إنزال المساعدات جواً على القطاع فيما تعدُّ الولايات المتحدة أكبر ممول لإسرائيل عسكرياً.
“المنار”
باع المطالبين بدعم الفلسطينيين مساعدات بالبحر، وامن للصهاينة خطا للامداد العسكري لإكمال الحرب.. هي حقيقة ميناء جو بايدن البحري لايصال المساعدات الى الغزيين كما قرأها الصهاينة خبراء ومستوطنين. فالمساعدات الانسانية الاميركية ليست من اجل مساعدة الفلسطينيين انما لتمرير صفقات السلاح لتل ابيب في الكونغرس بحسب المحللة العسكرية الصهيونية كرميلا منشيه، التي رأت وزملاؤها ان الخلاف الاميركي العبري قائم على كيفية ادارة المعركة وليس على اساسها واهدافها.فيما اهداف الادارة الاميركية القائمة على اساس الدعم المطلق للكيان العبري لم تعد تخفى على احد، لا سيما المنظمات الاممية. فمقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري خاطب الاميركيين بأن احدا من الفلسطينيين او المنظمات المعنية بالمساعدات الانسانية لم يطلب رصيفا بحريا لادخال المساعدات، واصفا الحديث عن ادخال المساعدات عبر البحر او عبر الجو بالأمر السخيف والمسرحية الساخرة التي تقدمها الادارة الاميركية لجمهورها الانتخابي، لتغطية دعمها العسكري غير المتناهي لتل ابيب.
وفي تل ابيب متاريس سياسية تزداد حدة خلافاتها، وتتكاثر الازمات المحيطة بها، مع تيقن الجميع بالمراوحة العسكرية على ارض القطاع، وضياع الخطط في ظل ارباك عسكري وسياسي كبيرين، على ان اكبر الهواجس لدى هؤلاء حال الضفة والقدس في شهر رمضان، مع رسالة عملية حومش – قرب جنين بالامس، والتي اظهرت تطورا خطيرا بالعمل الفدائي الفلسطيني داخل الضفة كما قرأها القادة والمحللون الصهاينة.
في القراءات حول الهدنة، لا مؤشرات بخرق يقرب المسافة بين الطروحات المتباعدة، فيما الواقع الميداني يزداد خنقا للصهاينة، واهالي اسراهم في تحركات متصاعدة، من المتوقع ان يزيد من حدتها اعلان المقاومة الفلسطينية مقتل سبعة اسرى صهاينة جدد بنيران جيشهم. جيش تلاحقه النيران كل ساعة عند الحدود مع لبنان، وتحرق الكثير من خياراته وهيبة قواته المختفية حتى من وراء الجدر، فيما اللبنانيون عند صمودهم وثبات موقفهم، يشيعون شهداءهم عند الحافة الامامية كما في بليدا اليوم، ويسمعون الصهاينة الموقف الحاسم بالثبات على خيار المقاومة ونصرة فلسطين حتى النصر.
“أم تي في”
في الشكل ، مبادرة تكتل الاعتدال تسير في الاتجاه الصحيح ، لكنها في الحقيقة تترنح . السبب الاساسي لترنحها موقفُ الثنائي منها . فحزب الله لم يقدّم جوابَه المنتظر رغم مضي ستة ايام كاملة على اجتماعه باعضاء من التكتل ، ما يُثبت وجودَ قطبة مخفية ما. بالتوازي ، اكد اجتماع اليوم بين التكتل والرئيس بري ان هناك الية ً تـُدرس، وهو ما لا يتوافق تماما مع ما اعلنه النائب غسان حاصباني من ان المبادرة التي حملها نوابُ التكتل الى معراب موثـقـة ، وترتكز على ان يتداعى النواب الى الاجتماع لا ان يكون هناك اطارٌ منظم للحوار . فهل الالية التي يريدها بري تتعارض مع ما تم الاتفاق عليه ؟ وبالتالي هل يتكامل الدور بين حزب الله وبري ، بحيث يتأخر جوابُ حزب الله ، فيما يفخـِـخ بري المبادرة من الداخل ؟ في السياق كان لافتاً اعلانُ وزير الاعلام زياد مكاري ان مبادرة َ التكتل فشلت قبل ان تبدأ . في الجنوب الغليان على حاله كذلك القصف المدفعي والصاروخي . والبارز ما اوردته وكالة رويترز من ان مسؤولا كبيراً في الخزانة الاميركية حضّ لبنان على وقف تمويل حماس . في غزة ، القصف الاسرائيلي مستمر وقد سقط اليوم عشرات الضحايا . ومع تعثر مفاوضات الهدنة اعلن الصليب الاحمر الدولي ان الحرب في القطاع حطـّمت كلَ معاني الانسانية.
“أل بي سي”
مقابل كل الحروب والسياسة وكل ما تحمله من بشاعة، نوّر لبنان اليوم في مباريات ملكة جمال العالم، وحملت ياسمينا زيتون كل ما نختزنه من جمال وثقافة وحب للحياة لتتحدى به جميلات العالم، فتوجت وصيفة لملكة جمال العالم التشيكية وملكة على جميلات آسيا وأوقيانيا وأدخلت الفرحة الى قلوبنا جميعا.
فرحة منستاهلها, مع كل ما نعانيه من حروب وبشاعة, بلغت حد الكارثة في قطاع غزة… قطاع ينتظر مصير وقف النار, بعدما أعلنت اسرائيل انها لن تتنازل أمام اي شروط وضعتها حماس لوقف النار الكامل في غزة مقابل اطلاق اسراها, وستنتظر في الساعات المقبلة, امكان تراجع الحركة عن شروطها, ليتبين هل سيدخل فلسطينيو القطاع هدنة قبل رمضان أم لا؟
وعلى وقع الخشية من التصعيد الاقليمي, حض جيسي بايكر, نائب مساعد وزير الخزانة الاميركي, السلطات السياسية والنقدية في لبنان على العمل على منع تحويل الاموال الى حماس عبر لبنان. بيكر طالب باتخاذ اجراءات صارمة ضد ما اسماها القطاع الكبير من الخدمات المالية غير المشروعة, الذي يضاف الى ما يعرف بالكاش ايكونومي, وهما يؤمنان حلولا لكل الخارجين عن النظام المالي العالمي.
وفي هذا الإطار, علمت وكالة الاسوشييتد برس أن بيكر اجرى محادثات مطولة وصفت بالايجابية مع حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري, سمع خلالها المسؤول الأميركي التزام النظام المالي والمصرفي اللبناني بالقوانين الدولية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والخزانة الأميركية وفقا لتعاميم مصرف لبنان, أما المؤسسات المالية غير المرخصة فهي غير خاضعة لرقابة المركزي بموجب القوانين.
وفيما تناولت المحادثات ضرورة توسعة العمل بين النظام المصرفي اللبناني والمصارف المراسلة حول العالم, يبقى السؤال الآن: من يمكن ان يضبط الخدمات المالية غير المشروعة, والصرافة غير الشرعية وعمليات تحويل الأموال المشبوهة؟ وأين الدولة من كل ذلك, وكذلك القضاء؟
في الانتظار, البداية طبعا من الجمال والفرح…. وياسمينا “بنت الجنوب” وبنتنا كلنا, يللي كبرت قلبنا وفرحتنا…