محمد لمع يرثي الراحل الرئيس الدكتور سمير عالية

ما بالهم رفاقي  وأحبتي  يتدافعون للمو واحداًتلو الاَخر ..

وما بالك أيها الموت  الغاشم تختطفهم من بيننا  دون إذن ولا استئذان  حتى بات لا يمر يوم أو أسبوع  دون وداع أخ أو حبيب…      اليوم جاء دور  الصديق والأخ  رفيق الطفولة والدراسة  الرئيس الدكتور سمير عالية  الذي عاش مثل الناسك المتعبد  لله وللقانون والحق والعدل …محراب العدالة كان وحده رفيق دربه …الحق يعلو ولا يعلى عليه  اتخذه شعاراً له وعمل بموجبه …لم يكن يحب الأضواء حتى كان من الصعوبة أن تجد صورة له …ثروته كانت أكبر من الماديات  وجمع الأموال  ، كانت عدالة ونزاهة  وإنسانية  وتواضعاً  وعلو أخلاق وعلماً ينفع من بعده  وإيماناً بالله  ووقوفاً إلى جانب الحق …بكفاءته وصل إلى أعلى المراكز …لم يطلب واسطة  ولا مساعدة ولا احتسب نفسه على أحد  ..ترافقنا على مقاعد الدراسة في الستينات من القرن الماضي  وبعدها هو اختار طريق القضاء وأنا اخترت طريق الصحافة والأعمال الحرة …ترجل عن حصانه بصمت كما عاش بصمت .. وأنا هنا لست لأرثيه وهو الذي كان لا يحب مطولات الكلام  بل سأكتفي بكلمات معدودة  قالها جبران خليل جبران  وكأنه كان يرثيه : ” ما  زلت أؤمن ان الإنسان  لا يموت دفعة واحدة  وإنما يموت بطريقة الأجزاء  كلما رحل صديق مات جزء  وكلما غادرنا حبيب مات جزء ، وكلما قثل حلم من أحلامنا  مات جزء  فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة فيحملها ويرحل “الدكتور سمير عالية  عشت القاضي العادل  وغادرتنا  وأنت القاضي العادل ..وداعا يا زميل الدراسة ، يا من يفخر بك الموت  وتخسرك الحياة …من كان مثلك يغيب جسده أما ذكراه فتبقى خالدةفي قلوب محبيه خلود الكون …  أحر التعازي لعائلتك ولكل من عرفك …