فتوح لـ”الديار” : يُعقد في لبنان بسبب إشارات إيجابيّة… وبارقة أمل للمصارف اللبنانيّة
almontascher:في 27 تشرين الثاني الحالي، يعقد المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2025، بعنوان “الاستثمار في الاعمار ودور المصارف”، ويعتبر من اهم المؤتمرات التي تقام في لبنان، نظرا إلى نوعية الحضور الذس سيتجاوز الـ 500 شخص من القيادات المصرفية العربية، وتأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان هذا المؤتمر هو بارقة امل للبنانيين، ورسالة ثقة متجددة من العالم العربي بلبنان ودوره .
فتوح
امين عام “اتحاد المصارف العربية” الدكتور وسام فتوح، شرح لـ”الديار” أهمية هذا المؤتمر.
*لماذا تعقدون مؤتمركم هذه السنة في بيروت بعد طول انقطاع؟ وما مدى أهمية ذلك؟
– يداوم اتحاد المصارف العربية على عقد مؤتمره السنوي منذ ثلاثين عاما تقريبا، وهو ثابت في مركزه في بيروت، تبعا لقرار مجلس الإدارة، بعد اقتراح الأمانة العامة بأن يكون الاجتماع السنوي لاتحاد المصارف العربية في لبنان إذ إن المقر الرئيس هو في لبنان، وقد تأسس في العام 1974. لكن للأسف بعد الأزمة المالية التي حدثت في لبنان في العام 2019، ثم أزمة كورونا، توقف انعقاد المؤتمر عمليا منذ ست سنوات، وفعليا منذ ثلاث سنوات اذا استثنينا سنوات الجائحة. لقد انتقل المؤتمر إلى دول عربية أخرى حيث استضافته دولة قطر والمملكة العربية السعودية ومؤخرا مصر. لكن بفعل اقتراح الأمانة العامة لمجلس الإدارة، اتخذ القرار بعودة المؤتمر السنوي إلى لبنان. علما ان اتحاد المصارف العربية يقوم بنشاطات أخرى في عدة دول عربية واجنبية، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع البنك الفدرالي والخزانة الأميركية وجهات رقابية أخرى. لقد تم اتخاذ القرار بإعادة المؤتمر إلى لبنان بعد غياب اربع سنوات، وسيعقد في شهر تشرين الثاني كما هي العادة .
المؤتمر يطرح كيفيّةالاستثمار في الاعمار
*لماذا هذا القرار اليوم؟
– لأنه توجد إشارات إيجابية في لبنان، فهناك عمل حكومي جاد، ولدى رئيس الحكومة جدية وإصرار على موضوع الإصلاح الاقتصادي والمصرفي أولا، وفي مواضيع أخرى تتعلق بالاستقرار السياسي والأمني لهذا. ومن هذا المنطلق تشجّع اتحاد المصارف العربية لدعوة المصارف الاعضاء اي 300 مصرف وهم أعضاء في الاتحاد، وقد تقرر ليس فقط انعقاد المؤتمر إنما أيضا عقد جمعية عمومية للاتحاد وللمرة الأولى بعد غياب منذ العام 2018.
إذن سيشكل المؤتمر عودة اجتماعات أجهزة الاتحاد الذي سيترافق مع هذا المؤتمر المهم. وإن عنوان المؤتمر جميل جدا وهو الإستثمار في الاعمار.
ان هذه التسمية من الممكن أن تكون للدول النامية او الدول التي تحتاج فعلا إلى إعادة اعمار، اي اننا عندما نستثمر باعمار قطر او الإمارات او السعودية او مصر، التي تعيش فورة بالمشاريع الكبرى على الساحل الشمالي ورأس الخيمة، فهذا يعتبر اعمارا. ايضا ما يحدث في دبي هو اعمار وكذلك في السعودية.
إن المؤتمر يطرح كيفية الاستثمار في الاعمار، وليس إعادة الاعمار، وهذه هي النقطة الأساسية في محور مؤتمرنا، بالإضافة إلى دور المصارف في هذا المجال، إلى جانب الاستثمار في جميع القطاعات الاقتصادية، سواء بمشاريع سياحية او مصانع او فنادق، او أمور تتعلق بفتح الاعتمادات والتجارة الخارجية، التي تؤدي فيها المصارف دورا اساسيا. لقد حاولنا إبراز أهمية الاستثمار في اعمار الدول، إلى جانب أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودورها في خلق فرص عمل.
يوجد أيضا نقطة مهمة جدا بشأن ما تمحورت النقاشات حوله في صندوق النقد في شهر تشرين الاول الماضي، حيث ركز رئيس البنك الدولي ورئيسة صندوق النقد في كلمتيهما بافتتاح اجتماعات الصندوق على موضوع دور القطاع الخاص، الذي يعتبر المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ إن دور القطاع الخاص هو الدور المحوري للاعمار والتنمية، وخلق فرص عمل.
لقد تمت الاشارة في كل الندوات التي عقدت، على أن صندوق النقد والبنك الدولي يضعان البنية التحتية للتشريعات، وبطبيعة الحال يتم الاتصال بالحكومة والمشرعين والهيئات الرقابية في كل دولة، وتتم تهيئة البنية التحتية لكي تكون مستعدة لاستثمارات من قبل القطاع الخاص. لذا أن أجندة المؤتمر تركز بشكل اساسي على هذا الموضوع، وكيف يكون القطاع الخاص مكملا ومتعاونا مع القطاع العام، للوصول إلى الاستثمار او التنمية.
ضمن أهداف الاتحاد مشاريع استثمارية قد تكون في لبنان
فاذا نظرنا إلى أجندة المؤتمر نرى وجود جلسة تتعلق بالدور الاستراتيجي للمصارف العربية، في تمويل القطاعات الاقتصادية المختلفة اي مشاريع تتعلق بالسياحة، الصناعة، والزراعة، وغيرها من قطاعات اقتصادية او خدمات، بالإضافة إلى أهمية الشِرْكة بين القطاعين العام والخاص. يوجد أيضا جلسة عمل تتكلم على التوجه المتزايد نحو إبراز دور القطاع الخاص في عملية التنمية، هذا إلى جانب اليومين الذين سيعقد فيهما المؤتمر.
كما سيعقد المؤتمر على هامش المؤتمر اجتماع لمجلس إلادارة، الذي يضم 21 دولة، بالإضافة إلى اجتماع للجمعية العمومية بعد غياب لاعمالها منذ حوالى سبع سنوات عن بيروت. وستكون أعمال الجمعية العمومية محصورة بالمصارف الاعضاء، وستتخذ قرارات مهمة بما يخص المشاريع الاستثمارية التي يقوم بها الاتحاد.
ونحن هنا نصرح بذلك للمرة الأولى، سيوجد ضمن أهداف الاتحاد مشاريع استثمارية، قد تكون في لبنان مثل انشاء مركز مؤتمرات او مركز تدريب مصرفي إقليمي، وسوف يعرض هذا الأمر على مجلس الإدارة في الجمعية العمومية لاتخاذ القرار المناسب. فاذا تمت الموافقة سنسير به، والتمويل سيكون من المصارف. هذا الاقتراح تقدمت به الأمانة العامة إلى مجلس الإدارة.
انعقاد المؤتمر يدلعلى الثقة بلبنان
*ما الذي يميز هذا المؤتمر عن المؤتمرات الأخرى التي سبقته؟
– اذا أردنا مقارنته بمؤتمرات أخرى، فهو المؤتمر الرسمي الصادر عن اتحاد المصارف العربية، والذي يجمع كل المصارف الاعضاء. أما اجتماع اتحاد المصارف العربية فهو اجتماع خاص بالمصارف العربية، ضمن قوانين الاتحاد، وهو مكمل للمؤتمرات الأخرى ولا ينافسها. إن انعقاد المؤتمر يدل على استقرار البلد والثقة بلبنان، والرغبة بأن تعود بيروت عاصمة للمؤتمرات المصرفية الدولية. أن هذه نقطة مهمة جدا، والاهم اننا نشعر بأن الدول العربية لا سيما الخليجية تحب فعلا لبنان، وهي تريد أن ترى لبنان أولا.
* هل ستكون مشاركة الدول على مستوى رفيع؟ وهل ستكون مشاركة كثيفة؟
– سيشارك في المؤتمر على سبيل المثال وفد إماراتي ضخم رفيع المستوى، وانا اعتبر هذه المشاركة علامة فارقة في هذا المؤتمر، ودليل على ايمان وثقة الأخوة العرب بلبنان، وهي بارقة أمل للبنانيين كما قال رئيس الجمهورية، وعامل مساعد أيضا لدفع عجلة الإصلاح الإقتصادي. لقد تمت دعوة امين عام الجامعة العربية، ونحن بانتظار رده .
Al Montasher News