بقلم الدكتورة سميرة فيّاض
أمهلني قليلاً يا هوى
هذا حبيبي ها هو ًمن بعشقهِ ذبتُ صبابة
وخمرهُ اضنى في القلب النّوي
أمهلني قليلًا يا هوى
فهاكَ سّحرٌ يغنّي
لي شوق البوادي
وأنينُ الفؤادِ شِفاؤهُ
لحنُ ربابةٍ دوى
أمهلني قليلًا يا هوى
أمهلني كي لا يتأرجحَ العمر
حيثُ الرمادُ يؤجّجُ الجمر ُورمقاتُ الولهِ تسابق
جموحَ المهر
وتوقظُ ما تبقى من
ذكرياتِ الجوى
أمهلني قليلًا يا هوى
اُنثُرني قصيدةٌ يُنشِدها الدّهر
يقرأها الموجُ
ويزجرُ نبضُها عند كلِّ جهرٍ
صارخًا في أبواق الوجود
خاشعًا عند صلاةِ اليقين
سابحًا في سجيةِ السّجود
أمهلني قليلًا يا هوى َألمحُكَ… فتبتسمُ على ناصيتك
لافتاتُ الشّوق
ها هي معابدُ الآلهةِ تجسّدُ
قربَ المحبوبِ في آلاءِ التّوق
أمهلني حتى تسكبُ
الحقيقةُ ترياقَ الألم
وترشحُ تحت أقدام ِ الحنين
مباخر الزّيوت
وتمحو من القلب ذاكَ النّدم
وتنقذُ ما تبقّى
من شباكِ العنكبوت
أمهلني قليلًا يا هوى
أمهلني قليلاً يا شّوقُ
فلاعجُ الغرامِ قد أرهقهُ التّوقُ
أسرهُ ما كانَ بقيودٍ ولا سقم
إنّما برغدٍ أدمنَ فيه
حلاوةَ طعمِ الألم
أمهلني قليلًا يا زمن
فأنا العاشقُ
أحبو على مدارج حبِّك
متلعثمًا يمتحنني القولُ
في كلِّ لوحةٍ من ملاحم الكلم
أمهلني ردحًا من العمر
يا من بعشقهِ ذابت أنغامي
في لحنٍ أثملَ أناشيدَ العطر
أمهلني قليلًا يا هوى
أمهلني لأحيا لحظاتِ الودّ
فقد حانَ اللّقاء قبل أن أستعدّ
بالله عليك قليلًا من الصّبر:ألستَ أنتَ من قال
وبشّر الصّابرين
بعد كلِّ عسرٍ يسر؟
آهٍ… أمهلني فالعبيرُ
قطّرَ من أحداقه
ندى قلبي
و ها هو
على الخدّين يستجيرُ
أمهلني قليلًا يا هوى
لا…ما حسِبتُ في حبّك الأرق
ولا رجاءُ العشقِ
عند حلولِ الغسق
أولم يمطرُ الوجدُ
شموعًا تبكي عند بحركَ
ضحايا الغرق؟
بلى … ما كانَ في الحُسبان
شوقُ الزّهرِ للعطر
ولا رجاءُ عابدٍ في توقانِ العمر
أمهلني قليلًا يا هوى
هذا حبيبي ها هو
أزدْ في العشق صبابةً
فالنّبعُ من فيضهِ ما ارتوى
أمهلني… أمهلني قليلًا يا هوى