نقر الصورة لتكبيرها
almontasher : موهبة لبنانية تصل الى العالمية، حيث منحت الهند جائزة الانسانية العالمية للفنان غاندي بو ذياب، مؤسس متحف كهف الفنون في بلدة الجاهلية الشوفية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الثقافة العالمي، الذي أقيم في ولاية كارناتاكا في الهند.
ونال بو ذياب شهادة بجائزته العالمية، وكُتب عليها ما يلي:
“لا أدرك أين يقع العقل تحديداً؟ وأين يقع القلب؟
لكن في كِلا الحالتين الذاكرة أكثر حضوراً عند الوجع.
ففي طبيعة الحال اعتبر بأن الألم جلد العقل ولحم القلب.
مَن مِنا لا يعرف بأن الألم يخلق الإبداع الجمال والمرض؟
من مِنا لا يدرك قيمة الجرح، السر، اللغز والغموض؟
الحياة نفسها مرات تخرج عن سورها وإطارها وتضيق على ذاتها، الوقت لن يعيد تشكيل الزمن بأوجه مختلفة كي يرضى الموت.
وهكذا هو الإنسان يكون أغلب الأحيان في حالة غيبوبة عن ذاته وهذا ما يشعل الصراع الكبير بين عقله وقلبه.
فكل ما هو حيّ هو سر نفسه ونقيض ذاته وسؤال نفسه، فلا تجادل ما ترى ولا ترى وما تعرف ولا تعرف، تأمل بصمت وكأنك تشاهد جدل الماء مع الماء وجدل الطين مع الطين وجدل الهواء مع الهواء،لا شيء يتمكن من تفسير ذاته غير نفسه”.
وبعد تسلّمه الجائزة، كان لبو ذياب كلمة بإسم لبنان شكر فيها المنظمين على تكريمه، وجاء في كلمته:
الفن في عالمنا الحاضر هو أوكسيجينٌ منعشٌ لرِئة الطبيعة، ولعصب الوجود، ولشريان الحياة
نحن ما زلنا في صراع مع الوقت، لأنه لا يكفي إنجاز عملٍ فنّي إبداعي صغير ولو كان افتراضي، كي نَفُرّ من الظُلمةِ إلى النور.. ومن الموتِ إلى الحياة.
ونحن كفنانين، مُلزمون باستيلاد جمالياتنا من بين أصابعنا، لأن رافعة الإنسان وارتقائه وتطوره ناتجٌ من بين يديه، وعلى الشاعر اوًالمبدع ايضاً، ان يكونَ مِصفاةَ ذاته وتنقيتها من ضغوطاتها وهمومها وسلبياتها، وتقديمها إلى مجتمعه وناسه ووطنه بحِلّةٍ فنيّة ثقافيةٍ مختلفة يكون هدفها بناء المجتمع والحب والوطن والسلام والإنسان.
والى المعلم شِري مادوسودان ساي أقول:
“عا قد ما شَتّت صلا بْعينيك
وغرقِت وسَبْحِت هالدني بين دَيك
بْوَرد الحلم زيّنت هالمعبَد
طيور الشِعِر .. لِمْ رَفّت حوالَيك
كْمَشت الحِبِر .. هَجْمِت قَوافي علَيك
ترَكت الوقت عم يسجد ويعبَد .
ومن بعد ما الأفلاك قِربِت. لَيك
وحَطّ الزمن عال كتاف رابيعَك
لبسَك تلج .. تا النور من عينيك
خلاَّ النجم من رِفعتو يطيعك
والغيم يوم الغطّ عا إيدَيك
سال الطُهُر من بينن صابيعَك”.
وبعد كلمته قدّم بو ذياب لوحة من أعماله تعكس التراث والأصالة اللبنانية.
يشار الى أن المهرجان يمتد على مدى مئة يوم، يُكرّم فيه أهم الروّاد الإنسانيين المبدعين على عطاءاتهم وخدماتهم المجتمعية والإبداعية.