كيف تتجنب خطر الحر الشديد وضربة الشمس؟

يشهد العالم حاليًا موجة حر شديدة سجلت خلالها العديد من الدول درجات حرارة قياسية، ومن المتوقع أن تشتد هذه الموجة خلال اليومين المقبلين، مع بلوغ درجات الحرارة ذروتها يوم الأربعاء.

وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن موجة الحر ستشتد بحلول منتصف هذا الأسبوع، ومن المرجح أن تستمر حتى الشهر المقبل في بعض أجزاء أوروبا.

وامتد تأثير الموجة الحارة لأجزاء كبيرة من العالم، حيث تشهد بلاد شمال إفريقيا درجات حرارة عالية، وسجلت الصين أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق يوم الأحد وهي 52.2 درجة مئوية في شينجيانغ.

كما يشهد عشرات الملايين من الناس في جنوب غرب الولايات المتحدة أيضا حرارة شديدة، حيث أكد الخبراء طول موجة الحر وكذلك شدتها.

 

وتم تسجيل درجات حرارة عالية في مناطق شمال الكرة الأرضية، حيث حذر مسؤولون من مخاطر البقاء في الظروف الحارة.

خطر الحرارة

ووفقًا لبيان صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تشكل موجات الحر خلال ذروة الصيف خطراً كبيراً على صحة الإنسان وقد تكون قاتلة. ويتفاقم هذا الخطر بسبب تغير المناخ وعوامل أخرى مثل شيخوخة السكان، والتوسع الحضري، وتغير الهياكل الاجتماعية، ومستويات الاستعداد.

وأوضح البيان أنه التأثير الكامل للحر الشديد على الناس لا يُعرف إلا بعد أسابيع قليلة من خلال تحليل أرقام الوفيات.

وخلص العلماء إلى أن وضع خطط طوارئ فعالة لمواجهة الحرارة، جنبًا إلى جنب مع متابعة التنبؤات الجوية الدقيقة الصادرة قبل موجة الحر هذه، تقلل من التأثيرات، وتصبح أكثر أهمية في ضوء المخاطر المتزايدة.

ووفقًا لتقرير آخر نشره موقع “بي بي سي” فإن الإنسان خلال الطقس الحار يمكن أن يعاني بسهولة من أعراض ارتفاع حرارة الجسم. فوصول درجات الحرارة في مدينتك إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، تجعل من الصعب إبقاء جسمك في درجة حرارته الطبيعية البالغة 37 درجة مئوية.

لذلك ينبغي على الشخص أن يحافظ على هدوئه وبطء حركته كي يحتفظ برطوبة جسده، وحتى لا يصاب بالإنهاك الحراري.

وأوضح التقرير أن الإنهاك الحراري لا يشكل خطورة على الشخص في الغالب، حيث يمكنه ترطيب نفسه من خلال شرب السوائل واستخدام وسائل التبريد.

لكن ما يمثل خطرًا في ظل هذه الظروف هو إمكانية الإصابة بضربة شمس، والتي تمثل حالة طبية طارئة تحتاج إلى إسعاف طبي.

الإنهاك الحراري

ويحدث الإنهاك الحراري عندما يصبح جسدك ساخنا للغاية، ويحاول جاهدا أن ينظم حرارتك وأن يتكيف مع درجة حرارة المكان المحيط بك.

وهذا الأمر قد يصيب أي إنسان، حتى الأصحاء، خاص إذا كانوا يمارسون تمارين شاقة في ظل درجات حرارة مرتفعة، أو كانوا يشربون الكحول في الشمس طوال اليوم. وقد يصاب به الشخص بسرعة خلال دقائق، أو تدريجيًا على مدار ساعات.

ويشير العلماء إلى أن الأعراض التي يشعر بها الشخص هي جرس إنذار مهم يطلقه جسده لتنبيهه إلى ضرورة الترطيب السريع، وأهم هذه الأعراض التعرق المفرط، وكذلك الشعور بالحرارة المرتفعة بشكل غير مريح.

بينما تشمل الأعراض الأخرى: (الصداع، الدوار والاضطراب، فقدان الشهية والشعور بالغثيان، تقلصات في الذراعين والساقين والمعدة، سرعة التنفس أو النبض، درجة حرارة الجسم تكون 38 درجة مئوية أو أعلى، الشعور بالعطش الشديد)

ويشدد الخبراء على ضرورة متابعة الأعراض التي تظهر على الأطفال الصغار، لأنهم قد لا يتمكنون من التعبير عما يشعرون به، وقد تظهر الأعراض عليهم في هيئة الإجهاد والنعاس.

ضربة الشمس

قد يتحول الإنهاك الحراري إلى ضربة شمس، وهي حالة طارئة تحتاج لإسعاف طبي، لأن هذا يعني أن جسدك لم يعد قادرًا على التحكم في الحرارة، وأن درجة حرارته الطبيعية بدأت ترتفع بشكل كبير، وعندها يحتاج الشخص إلى مساعدة طبية عاجلة.

وهناك بعض الأعراض التي ينبغي عليك متابعتها والتعامل معها بسرعة حتى لا يتطور الأمر، ومن بينها الشعور بتوعك بعد 30 دقيقة من الراحة في مكان بارد وشرب الكثير من الماء، وعدم التعرق حتى مع الشعور بالحر الشديد.

ومن الأعراض الأخرى (ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أعلى، التنفس السريع أو ضيق التنفس، الشعور بالتشويش، حدوث نوبة (صرع)، فقدان الوعي، عدم الاستجابة).

ومن المعرف أن كبار السن والرضع، وكذلك من يعانون من أمراض مزمنة، هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بضربة الشمس. كما أن زيادة الوزن أو السمنة قد تؤدي أيضًا إلى صعوبة عملية تبريد الجسم.

ما الذي يجب القيام به؟

إذا كان هناك شخص في محيطك يعاني من الإنهاك الحراري ساعده على أن ينال قسطا من الراحة في مكان بارد، مثل غرفة فيها مكيف هواء أو في مكان مظلل.

اجعله يخلع أي ملابس غير ضرورية لكشف أكبر قدر ممكن من البشرة، وقم بترطيب بشرته، واستخدم كل ما هو متاح لديك من إسفنجة أو قطعة قماش مبللة باردة، أو رش الماء عليه، واستخدم الكمادات الباردة حول الرقبة والإبطين، أو لفه بملاءة باردة مبللة.

استخدم مروحة للتهوية وركزها على جسده وهو رطب، سيساعد ذلك الماء على التبخر، وبالتالي يؤدي إلى تبريد بشرته.

احرص على أن يشرب الماء والمشروبات الرياضية أو الخاصة بمعالجة الجفاف، وابق معه حتى تتحسن حالته.

ستساعد هذه الخطوات المصاب بالإنهاك الحراري على تبريد جسده، والشعور بالتحسن في غضون 30 دقيقة، وفي حالة حدوث التحسن أو وجود أي شك في خطورة حالته، اطلب المساعدة الطبية فورًا.

عن mcg

شاهد أيضاً

  كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية يختتم زيارة إلى لبنان

  كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية يختتم زيارته لبنان UK’s Defence Senior Advisor to the …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *