قلوب تغني لحن العطاء؟

نقر الصورة لتكبيرها

almontasher :أحيت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وكورال أطفال دار الأيتام الإسلامية، وبمشاركة ضيف الشرف الفنان أحمد قعبور، احتفالاً فنياً ريعيّاً لقطاع التعليم والتأهيل المهني لأبناء دار الأيتام الإسلامية، تحت عنوان “قلوب تغني لحن العطاء”، في جامعة هايغازيان – الكنيسة الأرمنية الإنجيلية الأولى في بيروت، بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار هبة القواس بالتعاون مع مجلس عمدة مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية، بحضور عقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة سحر بعاصيري سلام، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته السيدة هدى، السaيدة لمى تمام سلام، السيدة نوار حسان دياب، عقيلة النائب فؤاد مخزومي السيدة مي، النائبين وضاح الصادق وابراهيم منيمنة، الوزير السابق الياس حنا والنائبة السابقة رولا الطبش، مجلس عمدة مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان دار الأيتام الإسلامية، وفعاليات سياسية واقتصادية واعلامية وثقافية وخيرية.

استهل الاحتفال بالنشيد الوطني تبعه أغاني وطنية وإنسانية واجتماعية من الموروث الثقافي الفني الوطني لكبار الفنانين اللبنانيين، مثل: زهرة المدائن، بتتلج الدني، أحلى زهرة، ميلي يا جنات بلادي، موعدنا أرضك يا بلدنا، الله معك يا بيت صامد بالجنوب، سامع صوتك يا بلادي، يسلم لنا لبنان، والتي جاءت بقيادة المايسترو أندريه الحاج.

وغنى قعبور بمرافقة كورال أطفال الدار الأغاني: أحلى مع بعض، يا رايح صوب بلادي، أناديكم.

وكان للقواس كلمة رحبت فيها بالحضور، وقالت: “هذه الموسيقى هي جزء من روحٍ قياديةٍ هادئة، تُضاف إليها ثقةٌ عميقة بالمشاريع الثقافية، وإيمانٌ راسخ بقدرة الأطفال على الارتقاء حين يُتاح لهم فضاءُ الإبداع. كلّ ذلك يجعل تعاوننا مع الدار تعاونًا أصيلًا قائمًا على الاحترام والعمل المشترك، وأودّ أن أقول أن اجتماعنا الأول حين انطلقت الفكرة كان اجتماعًا مميّزًا للغاية؛ خرجت منه أفكارٌ تبدأ من هذه الخُطوة الصغيرة وتمتدّ بعيدًا. هذا الحفل ليس إلّا بداية تعاونٍ سيذهب نحو آفاقٍ أوسع، ويُتيح للكونسرفتوار الوصول إلى مناطق من بيروت لم يصل إليها من قبل، كما يتيح لأطفال الدار تعليمًا موسيقيًا أرحب، ويعود ذلك الى الرؤية الجديدة لمدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية الاستاذ بشار قوتلي في عمل المؤسسات وإيمانه بأطفال الدار وقدراتهم التي تجلت بهذا التعاون وسعيه وجهوده في تحقيق هذا الحدث”.

أضافت: “أوجّه الشكر إلى الأستاذ فوزي أبو ذياب الذي نسّق معنا هذا الحدث بمحبة وتفانٍ، وكان همزة الوصل التي جعلت العمل إيجابيًا في كل تفاصيله. ولا بدّ من توجيه التحية إلى مجلس ادارة مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية برئاسة السيدة ندى سلام نجا، وإلى السيّدات الكريمات في المجلس، اللواتي يحضرن دائمًا خلف المشاريع بصمتٍ وعطاء، بقلوبٍ تحوّل الفكرة إلى فعل. وتتجلّى تجربة هذا المساء بحضور الفنان القدير أحمد قعبور، ذلك الصوت الذي بات جزءًا من الذاكرة اللبنانية، وجزءًا من ذاكرة دار الأيتام أيضًا. فالأغنيات التي قدّمها لم تكن مجرّد أعمالٍ فنية، بل ملامحَ مرحلةٍ كاملة، ووقعًا ترك أثره في أماكن كثيرة، بينها أصوات أطفال تربّوا على دفء حضوره. إنّ وجوده معنا اليوم ليس حدثًا عابرًا؛ بل يشبه عودةً هادئة إلى مساحة تعرفه، لدى أطفال لم يلتقوا بشخصه بعد، لكنّهم يعرفون أثره من خلال ما تركه في الدار من محبةٍ وعلاقةٍ خاصة. نرحّب بالاستاذ احمد قعبور ونحتفي بصوتٍ دافئ يعود إلى أصله. لقد رغبتُ بشدة أن يكون معنا، ولم يتردّد لحظة”.

وتابعت: “إن جودة أداء أطفال دار الأيتام الإسلامية في هذا الحفل هو إعلانٌ واضح بأن الفن ليس حكرًا على أحد، وأن لكل طفل الحقّ في أن يمتلك مساحة يكتشف فيها صوته وقدراته. أشكر هنا أستاذ الموسيقى في الدار الأستاذ سعد الدين الشمعة، كما أشكر الأستاذ بيار سامية من الكونسرفتوار على تدريبه وتحضيره لهم. نحن نعلم أنّ التدريب ومشاركة الأطفال لم يكن امراً سهلاً، فالغناء مع أوركسترا بهذا الحجم، الوقوف أمام الجمهور، الالتزام بالتمرين، الانضباط، والشغف، كلّها مراحل تبني في داخلهم ثقةً جديدة. ونأمل أن يكون هذا الظهور بداية مسارٍ أوسع نعمل فيه على تنمية قدراتهم الصوتية داخل الدار، لنقف معًا في مستقبل قريب على منبر أكبر وأحلامٍ أرحب”.

وقالت: “كل الشكر لأعضاء الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرقية على مشاركتهم في هذه المساحة الفنية التي منحت للأطفال تجربة لا تُنسى، ونخصّ بالشكر المايسترو أندريه الحاج الذي قاد هذه التجربة بروحٍ تربوية، فجاءت إنسانية بقدر ما هي فنية، تقوم على الإصغاء والمشاركة وفتح الأبواب نحو مستقبل أفضل. ختامًا، نحن نحمل اليوم معًا رسالةَ عطاء، ونؤمن بأنّ الإنسان قادر، مهما ضاق المكان واشتدّت الأزمة، على أن يخطو خطوة أولى في مسارٍ يساهم في بناء طفلٍ أقوى، ومجتمعٍ أرقى، ووطنٍ يعرف أنّ الثقافة ليست ترفًا بل ركنٌ من أركانه الأساسية. أشكر حضوركم ودعمكم، وأشكر أطفال الدار لأنهم أعادوا إلينا اليوم المعنى الأجمل للموسيقى”.

وكانت لمدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان كلمة عبّر فيها عن شكره لجميع الداعمين لهذا الاحتفال ولجامعة هايغازيان التي احتضنت هذه المناسبة، وللحضور على دعمه ومشاركته. وتوجّه بالشكر إلى القواس على مبادرتها واستجابتها، مؤكدًا ثقته بأن “هذه الشراكة ستكون نموذجًا للتعاون الذي تطمح إليه المؤسسة”.

وشكر الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، والفنان أحمد قعبور، “الداعم الدائم لكورال أطفال الدار، فالجميع هنا في خدمة الأبناء”. وأشار إلى أن “هذه المناسبة تشكّل خطوة أولى في بناء شراكة إنسانية وثقافية مع المعهد الوطني العالي للموسيقى، وهي مسيرة تهدف إلى تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم والاستثمار في مستقبلهم، وترسيخ دور المؤسسة كمؤسسة ثقافية تُعنى ببناء الإنسان”. وقال: “هذه الدار قامت على أيدي سيدات، وستبقى بسواعد السيدات، فالسيّدات في مجتمعنا اليوم يشكّلن قيادة حقيقية، ولا نتحدث هنا فقط عن رئيسة مجلس العمدة والسيدات الأعضاء، بل عن كل السيّدات الحاضرات بيننا اللواتي يقمن بأدوار قيادية على مختلف الصعد. أوجّه لهنّ التحية، فبرعايتهن سيكون مستقبل الأبناء بإذن الله طريقًا جميلًا واعدًا”.

وكورال أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية يضم 50 طفلة وطفلًا من عمر 9 إلى 13 سنة، وقد أُنشئ عام 1997، وقدم العديد من الحفلات والمشاركات الفنية والوطنية والإسلامية. كما ساهم في تسجيل عدد كبير من الأغاني التي أنتجتها دار الأيتام الإسلامية، والتي تجذّرت وباتت جزءًا من التراث اللبناني.

almontasher

عن mcg

شاهد أيضاً

شجرة الميلاد تنير ساحة الشهداء

almontasher < أضاءت بلدية بيروت شجرة الميلاد، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف، في حفل أقيم …