لم يكنْ فنُّ جبرانَ موهبةً حفّزها الطّموحُ وغذَّتْها الثّقافةُ والعملُ الدّائب فقط، وإنْ حَظِيَ بشعلتَي الِابداعِ والطّموح.
ولا كان فنُّه مجرّدَ مرآةٍ تعكسُ صُوَرًا من عصرِهِ وظلالًا من نفسيّتِه، وإن كشفَت بعضَ خفايا الكاتب وعصرِه.
بل هو فنٌّ تخطّى العصرَ، وتجاوزَ الواقع، وعَبَرَ الحدودَ الجغرافيّة والثّقافيّة، وربطَ النّاس – ولو من خلفيّاتٍ مختلفةٍ – في بَوْتِقَةٍ واحدة، هيبوتِقَةُ “الوحدةِ في التّنوّع”.
وإذا الفضاءُ الإلكترونيّ (السّيبرانيّ)- بالنّسبةِ للكثيرينَ – أهمُّ اكتشافاتِ البشريّةإذ أتاح لأكثرَ من 5.16 مليار شخصٍ الاتّصالَ
والتّواصلَ عبر شبكةِ الانترنت، فـ”الفضاءَ الجبرانيّ” سبقَ الفضاء الإلكترونيّ بكَونه – قبل قرنٍ ومن دون تكنولوجيا الاتّصالات – عبَرَ مختلف الدّياناتِ والثّقافاتِ والأعرافِ والأجناس، ونظرَ إلى ما وراءَ الِاختلافاتِ السّطحيّة، وحملَ رسالةَ التّسامحِ وقِيَمَ الحرّيّةِ والعدالة، وعملَ على قوّةِ الحبِّ والرّحمةِ في توحيدِ البشريّة.
من قمة بشري إلى قمة الخلود
من بلدةِ بشرّي المتكِّئةِ على كتفِ وادي قاديشا، بجوارِ الأرضِ المقدّسةِ حيث تتفجّرُ الأرضُ لتُنبِتَ الخضرةُ والزّهر، ويسيلُ النورُ البنفسجيُّ بين دقائقِ الأثير ِوترصِّعُ حبّاتُ المطرِ الحقولَ كلآلئَ منثورةٍ من تاجِ عشتروت، وتتعانقُ أشجارُ اللّوزِ والتّفّاحِ والبيلسان، شقَّ جبرانُ طريقَهُ رغمَ العوائقِ والمثبّطات ليصلَ إلى الولاياتِ المتّحدة الّتي ساعدت على فتقِ قريحتِهِ وإطلاقِ مشاعرِه.
عزّزَ جبرانُ ثقافَتَهُ بالمطالعةِ وباحتكاكِهِ فكريًّا مع أدباء وفلاسفة من الأوساطِ الفنّيّةِ والأدبيّة، أمثال ويليام بلايك وإمرسون. وكان بطبيعتِهِ ليّنَ الجانب. وهوذا توفيق صايغ في “أضواء جديدة على جبران” من مقدّمةِ الدّكتور ثروت عكاشة لكتابِ “النّبيّ” الّذي نقلَهُ إلى العربيّةِ واكتسبَ العبارة من بحثٍ للكاتبِ الفرنسيّجان لوسارف، يشير إلى نجاحِ جبران في الاتّصالِ بالعظماء وقدرتِهِ على كسبِ التِفاتِهِم وصداقتِهِم. وكان جبران يعتبرُ أنّ ميزتَهُ الأساسيّة كانت”المشاركة الوجدانيّة الّتي تتخطّى الفروقَ، وتسمو على الاختلافات، وتُعِينُهُ على فهمِ كلّ بيئةبالتّلاؤم معها حتّى لا يبدوَ أجنبيًّا فيها أو يشعر أنّه غريب”.
وبالرّغم من جمالِ طبيعةِ لبنان لم يكتفِ جبرانُ بها مصدرًا لصورِهِ بل اقتحمَ منابعَ جديدةً وبعيدة، وسعى في تفكيرِهِ كما في تصويرِهِ أن يكونَ غيرَ محدودٍ في بيئةٍ أو زمان. طرَقَ الميتولوجيا وأساطيرَ الشّعوب البعيدة والقريبة، فجاءت “عرائس المروج” و”بنات البحر” و”عذارى الغاب”، وفتحَ كتابَ التّاريخ على مصراعَيْه واستعرض صورَ العظماء: هيلانة وكليوبترا، هوميروس وفيرجيل، قيس والموصليّ، وخاطبَ الآلهة اليونانيّة: أوتربي وأوراتو، ملبومين وأورفيوس، واستحضرَ إيزيس وعشتروت والعنقاء الّتي ترتفع فوق الرّماد، فحفلَتْ كتاباتُهُ بصورِ الهياكل والأسوارِ والأعمدة الرّخاميّة والمباخر والشّموع وروائح المرّ واللُّبان.
أفكاره في الدّين والسّياسة والوطنيّة
آمنَ جبران بإخاءِ البشرِ ووحدتِهِم وتساويهِم في الأصلِ والهدفِ والقيمة، فدخلت هذه الأفكارُ في جميعِ كتاباتِهالصوفيّة وغيرِ الصوفيّة. ها هو يقولُ في “العاصفة” أنّ “النّاسَ من جبلةٍ واحدةٍ ولا يختلفُ بعضُهُم عن بعضٍ إلّا في المظاهرِ الخارجيّةِ الّتي لا يُعتدّ بها”، ويقول في “صوتِ الشاعر”: “أنت أخي وكلانا ابنا روحٍ واحدٍ كلّيّ”.وحين رأى أحدَهم “باسطًا أجنحتَهُ السّوداءَ والأنانيّةُ تخنقُ في الإنسانِ كلَّ عاطفةٍ إنسانيّة” ردّدَ أنشودةَ المحبّةِ وخاطبَ قريبَهُ قائلًا: “أنت أخي وأنا أحبّكَ، لماذا إذن تخاصمني”؟
ورأى أنْ بالتَوق إلى الكمالِ والنّموِّ المستمرِّ يتساوى البشرُ رغمَ اختلافِهِم،سواءٌ كانوا في بداية سعيهِم أقزامًا يغشى عيونَهُمُ الضّباب أو في وسطِ الطّريقِ رجالًا بلغوا مقدارًا من المعرفةِ أو في نهايةِ الطّريق أزهارًا مجنّحةً ناظرةً إلى الشّمس، فعبَّرَ عن الوحدةِ الّتي تجمعُ بين البشر بصورةِ الشّجرةِ الّتي تمتدُّ جذورُها في ظلماتِ الأرضِ وترتفعُ أزهارُها نحو نورِ السّماوات. الأزهارُ هي النّفوسُ الّتي بلغَتِ الدّرجة العليا من المعرفة فيما الجذورُ لا تزالُ في الظّلمة؛ ويؤكِّدُ جبرانُ أنَّ جميعَها أقسامُ شجرةٍ واحدة، ترتبطُ بهدفٍ واحدٍ وتنتظرُ غدًا واحدًا.
واستهوَتْ جبرانَ المبادئُ الصّوفيّة بما فيها من فضائلَ اجتماعيّةٍ إنسانيّةٍ تسدُّ حاجةَ المجتمعَين الغربيّ والشّرقيّ على السّواء. ورأى في التّصوّفِ صلةً مباشرةً بين الإنسانِ والمطلق، يجعلُ الدّينَ تجربةً ذاتيّةً لا مجموعةَ قوانينَ مفروضة على البشر. فجبران، كما الصّوفيّون، يؤمنُ بوحدةِ الأديانِ: “إذا جرّدنا الأديانَ ممّا يتعلّقُ بها من الزّوائدِ المذهبيّةِ والاجتماعيّة، وجَدْنا دينًا واحدًا”. فالأديانُ، في رأيهِ، نظيرُ الأفرادِ والشّعوب، ذاتُ جوهرٍ واحد.
أمّا وطنيّتُه فتسيرُ في اتّجاهٍ إنسانيٍّ غيرِ محدودٍ ببيئةٍ أو زمان. إنَّها الوطنيّةُ الإنسانيّةُ الّتي تستنكرُ العدوانَ والطّمعَ في أيِّ مكانٍ حصل هذا العدوان: “إِعفني من مادّةِ السّياسةِ وأخبارِ السّلطة لأنّ الأرضَ كلَّها وطنيوجميعَ البشرِ مواطنيَّ” (…) “إذا ما هبَّ قومي مدفوعين بما يدعونَهُ وطنيّة وزحفوا على وطنِ قريبي وسلبوا أموالَهُ وقتلوا رجالَهُ ويتّموا أطفالَه ورمّلوا نساءَه وسقَوا أرضَهُ دماءَ بنيه… كرهتُ إذذاك بلادي”. وأين نحنُ اليوم من حكمةِ جبرانَ في حروبِ قتلٍ وتدميرٍ نشهدُها اليومَ في العالم، وهي حروبٌ عبثيّةٌ تنتهي كما قالَ جبران حين “يتصافحُ القادة وتبقى تلكَ الأمّ تنتظرُ ولدَها الشّهيد”.
الرّابطة القلميّة ونفْحُ الحياة في اللغة
كان جبران الضّوءَ الّذي صبَتْ إليه أبصارُ المهاجرين من الأدباء اللّبنانيّين في نيويورك وغيرِها من مدنِ الولاياتِالمتّحدة، فانضموا إليه وأسّسوا “الرّابطة القلميّة” فأنشأُوا بها أدبًا مهجريًّا نظَر في مشكلات الإنسان والمصير، وغاص في أسرارِ الطّبيعةِ والاندماج بها، وحقَّقَ نجاحًا وانتشارًا بالغَين، وفاق في أهمّيّته ومستواه ما أنتجه الأدباءُ في لبنان،كما جاء في كتاب “الشّعرِ العربيّ في المهجرِ الأميركي” بأنْ في الرّبعِ الأوّلِ من هذا القرن صدرَتْ في الولاياتِالمتّحدة 79 جريدةً أو مجلّةً عربيّة، وفي المكسيك 17، وفي البرازيل 95، وفي الأرجنتين 58، وفي تشيلي 8، عدا ما صدرَ في أقطارٍ أخرى من المهاجِرِاللّبنانيّة.
أعمال جبران الأدبيّة
شكّلَت أعمال جبران فضاءً للتّفاعلِ الانسانيّ على أكثر من مستوى، وبَوَّأَتْه موقعًا فريدًا كجسرٍ بين الثّقافاتِ الشّرقيّةِ والغربيّة، وبين الرّمزيّةِ والمثاليّة، وهو الّذي كان يكتبُ بالبصرِ كما لو كانَ يرسم.
“النّبيّ”
هو أحد روائعِ جبران. جذبَ جمهورًا واسعًا واكتسبَ شعبيّةً هائلة ومتابعةً كبيرة عبر الثّقافاتِ والأجيال المختلفة. ويُعتبر عملًا محوريًّا في القرنِ العشرين، ومن أكثرِ الأعمالِ مبيعًا وأكثرِها ترجمةً على الإطلاق (بلغَ عددُ الإصداراتِ المترجمة من هذا الكتاب حتّى اليوم 113 إصدارًا مختلفًا).
صدر الكتابُعام 1923 لكن جبرانَبدأ يخطط له منذ 1912، أي قبلَ صدورِهِ بـ 11 سنة وكان يسمّيه “كتابي”.
هو لوحات شعريّة عن “المصطفى” الذي عاشَ12 سنة بين سكّانِ أورفاليس، وقبل عودتِهِ إلى جزيرة مولده اجتمعَ حوله السكان من جميعِ الأعمارِ والمكانةِ والجنس باحثين عن إجاباتٍ لنضالاتِهِم وأهدافٍ لمساعيهم.
وضع جبران هذا الكتابَ لجميع الأجيال في 26 فصلًا 26 حول أمور شاملة عن جوانبَ من الحياةِ لا يملّ النّاس من بحثِها وتداولِها مهما اختلفَت عصورُهم وبيئاتُهم، أهمُّها: الحبّ، الزّواج، الأولاد، العطاء، المأكل والملبس، العمل، القوانين، الحرّيّة، الجريمة والعقاب، الفرح والحزن، العقل والهوى، اللّذة والألم،التّعليم،الصّداقة، الجمال،الدّين والموت. وفي هذه الفصول جمع جبرانُ خلاصةَ تفكيرِهِ الصّوفيّ والاجتماعيّوأودعها بما يرضي حالمين لا يستطيعون ركوبَ أجنحةِ الأثير ليعاينوا وحدانيّةَ الحياةِ وتَعَانُقَ الأضداد، وضمَّنها ما يفيدُ واقعيّين يجدون في كلٍّ من فصولِه حِكَمًا وتوجيهاتٍ عمليّةً تشدّدُ عزائمَهم وتمنحُهُم هدايةً وطمأنينة. وهي مما يتردَّدَ صداها بسهولةٍ في قلبِ كلِّإنسان بعيدًا عن أيّ محدِّد ثقافيّ أو اجتماعيّ أو أيِّ قيدٍ تعليميّ أو ماليّ. فعن الأولاد، يقول:”أولادُكم ليسوا لكم .. أولادُكم أبناءُ الحياةِ المشتاقةِ إلى نفسِها، بِكُم يأتون إلى العالم ولكن ليسَ منكم.. ومع أنَّهم يعيشون معَكَم، فهم ليسوا مُلْكًا لكم”. ولسنا بحاجةٍ إلى أن نكون من دينٍ معيّنٍ أو أن تكونَ لدينا خلفيّةٌ معيّنةٌ للِاعتراِف بما هو موجودٌ في هذه السّطور. وهكذا استطاعَ جبرانُ أن يكسِرَ حواجزَ اللّغةِ والثّقافةِ ويحذفَ أيَّ تمييز، رابطًا جميع النّاس في أقاصي الأرضِ من خلالِ كتاباتِهِ ودروسِها العميقة.
يسوعُ ابنُ الانسان
في هذا الكتاب يعرضُ جبرانُ شخصيّةَ المسيحِ بطريقةٍ مبتكرة، متحدثًا عنه بلسانِمَن عرفوه وينقلُ لنا انطباعاتِهِم عنه. منهم عبرانيّون ومنهم رومانيّون، كهنةٌ وعلمانيّون، جنودٌ وشعراءُ وفلاسفة، نساءٌ ورجال، وحتّى من أصدقاءِ المسيحِ وأعدائِهِ على حدٍّ سواء. هكذا جمعَ وجهاتِ نظرٍ مختلفةً ممن عاشوا في زمنِ يسوع لإنشاءِ صورةٍ كاملةٍ له تتماشى وأسلوبِ الكتابةِ الخاصّ به.
أهمية هذا الكتابِ أنَّ لديه قدرةَ المساهمةِ في التّكاملِ الثّقافيّبكشفِهِوجهاتِ نظرٍ متنوّعة عن يسوع، بالجمع بين شخصيّاتِ من خلفيّاتٍ مختلفةٍ وتقديمِ تفسيراتٍ بديلة، فيفتحُ الكتابُ الحوارَ ويشجّعُ على فهمٍ أوسعٍ لحياةِ يسوع وتعاليمه. إنّه يتحدّى الافتراضاتِ ويحثُّ القُرّاء على دراسةِ مفاهيمِهِم المسبقةِ بشكلٍ نقديّ، وتعزيزِ المشاركةِ بين الثّقافاتِ وتقديرٍ أكبرٍ للتّعابير المجتمعيّةِ المختلفة.
وفي حين أنَّ التّأثيرَ المحدّد قد يختلف، فإنّ “يسوعَ ابن الإنسان” لديه القدرة على تفعيلِ الاندماجِ الثّقافيّ من خلالِ تعزيز التّعاطفِ والاحترامِ والتّقدير المشتركِ لوجهاتِ النّظرِ المتنوّعة حول شخصيّةٍ ذاتِ أهمّيّةِ عالميّة.وبمصطلح “ابن الإنسان” حاول جبران “أَنسنة” يسوع
وإبرازَهُ رمزًا إنسانيًّا عامًّا للبشريّة كلِّها لا لطائفةٍ أو دين أو مذهبٍ بعينه. وحاولَ التّأكيد أنْ مهما اختلفتِ الانطباعات ووجهات النّظر لا بدَّ منَ التّركيزِ على رسالةِ المسيح الإنسانيّة الفذّة عوض الانصرافِ إلى مجادلاتٍ عقائديّة عقيمة تُلهي النّاس عن مضمونِ تلك الرّسالة وتأثيرِها في حياةِ البشر.
حديقة النّبيّ
صدر هذا الكتاب عام 1933، مجموعَ مقالاتٍنصوص تستكشفُ جوانبَ مختلفة من الحياةِ الروحانيّة. واصلَفيه جبرانُ سردَ المصطفى الّذي شاركَهُ حكمتَهُ ورؤيتَهُ في “النّبيّ”، فيعود ليُضفي تعاليمَهُ حول مواضيعَ مثلَ الحبِّ والصّداقةِ والجمال والحُزن والحرّيّة والدّين.وتُقدِّمُ هذه الأمثلةُ لمحةً عن الحكمةِ والأفكار الّتي ينقلُها جبرانُ في “النّبيّ”، ويتعمّقُ كلُّ فصلٍ في الرّؤى والتّعاليمِ العميقة للحياةِ والوجودِ البشريّ، ويقدِّمُ الإرشاد والإلهام للقرّاء، ويشجِّعُهُم على التّفكير في مختلفِ جوانبِ الحياةِ ووجودِها.
الأرواح المتمرّدة
صدر سنة 1908، وفيه 4 قصص عّبرَفيها جبران عن رغبتِهِ في سدِّ الفجوات الثّقافيّة وتعزيزِ الوحدة من خلالِ الفرديّة، مركزًا على التّنوّعِ الثّقافيّ، ورفضِ التّوافق والخضوعِ لضيقِ الأفق أو التّحيّز، واستكشافِ الرّوحانيّة والتّصوّف، والتّأكيد على الحبِّ والرّحمة.إنها رؤْيتُهُ لعالمٍ يحتضنُ فيه الأفرادُ تفرُّدهم بينما يتواصلون مع الآخرين على مستوًى أعمق.
الموسيقى
هي النبذة الأولى من كتبه العربية. صدر سنة 1905 وفيه ببلاغتِهِ الشّعريّة وأسلوبِهِ الغنيّ بالصّورِ والاستعاراتِ ولغتِهِ المفعمة بالأحاسيس والذّكريات ملامح عن ألحان النّهاوند والصّبا وأنغام النّاي والقيثارةِ والأناشيدِ الرّهاويّة والعتابا البعلبكيّة،ما يمكّنَ القرّاء منَ التّواصلِ مع جوهرِ أفكارِهِ خارجَ أيِّ سياقٍ ثقافيٍّ أو مجتمعيّ محدّد، والارتباطِ بكلماتِهِ وتفسيرِها بطرقٍ مختلفةٍ وفريدة، الأمرُ الّذي يعزّزُ الشّعور بالعالميّة