صفاقس.. “حورية البحر” وحارسة التاريخ في تونس 

صفاقس.. "حورية البحر" وحارسة التاريخ في تونس (فيديو إرم)

تبدو بقبابها البيضاء وأبراجها الشاهقة وتصميمها الهندسي البديع كما لو كانت حورية أرادت الخروج من بين أمواج البحر المتوسط والاستلقاء تحت شمس البر، فطاب لها المقام، وطالت غفوتها تحت زرقة السماء.

هي مرفأ تجاري وثاني أكبر مدن البلاد في تونس  وعاصمة الجنوب، لكنها قبل ذلك حارسة التاريخ ومهد الحضارات المتعاقبة في شمال أفريقيا.

تلك هي صفاقس، مدينة الأسوار القديمة والأزقة العتيقة وقسمات الماضي، التي ترسم ملامح واحدة من أجمل المدن التي اجتمع فيها عبق القرون الأولى وسحر البحر وخصوصية الثقافات المتوالية.

نقر الفيديو للمشاهدة⇓⇓

بحكم موقعها الجغرافي الفريد، ظلت على مدى حقب عديدة بمثابة موازييك أو فسيفساء تضم ألوانًا شتى من الأجناس والألوان والأديان.

تجاور فيها اليهود والفرنسيون والإيطاليون والمالطيون والزنوج، فضلًا عن السكان المحليين، في تعايش راق ووئام وتسامح، مجسدين نموذجًا مبكرًا لقبول الآخر واحترام الخصوصيات.

تختلف الروايات حول سبب تسميتها بهذا الاسم، فهناك من يرده إلى القائد الأمازيغي “سفاكيس” الذي عاش العام 200 قبل الميلاد، وهناك من ينسبه إلى أسطورة، أو خرافة، تزعم وجود ملكة قديمة كان لها خادم اسمه “صفا” وكانت تطالبه دائمًا بـأن “يقص” أشياء كثيرة ومرهقة قائلة: “يا صفا قص”.

ويظل الرأي، الذي يحظى بشبه إجماع، هو أن اسم المدينة مكون من مقطعين يعنيان بالأمازيغية “لباسًا حديديًا ترتديه المرأة” لتصبح محصنة، أي أن الاسم يشير في جذره اللغوي العميق إلى “المدينة المحصنة”.

تأسست أواسط القرن التاسع الميلادي على أنقاض قريتين رومانيتين هما “تبرورة ” و”طينة”، وبحلول القرن العاشر اكتملت ملامحها كمدينة تعد حصنًا دفاعيًا جيدًا لصد الغزاة القادمين من البحر.

 ظلت عصية على الاحتلال الأجنبي بصبغته العسكرية المباشرة، فتحررت من حكم ملك صقلية بعد 8 سنوات فقط من سيطرته التامة عليها 1148.

وتكرر سيناريو مشابه مع الإسبان في القرن السادس عشر، كما باءت محاولة البندقية لاحتلالها العام 1785 بالفشل.

خضعت في النصف الأول من القرن العشرين لنفوذ الاستعمار الفرنسي، الذي هيمن على مساحات واسعة من بلدان المغرب العربي.

 وفي الحرب العالمية الثانية، كانت قاعدة عسكرية متقدمة لدول “المحور” إلى أن هزمتها بريطانيا.

تميزت على مدار قرون من الحكم العربي الإسلامي بالأسوار الشاهقة والأبراج الدفاعية التي تشبه المآذن، فضلًا عن 12 بابًا تاريخيًا لا تزال باقية حتى اليوم.

 ومن أبرز تلك الأبواب “باب الشرقي” و” باب الغربي” و”باب البحر” و”باب فرنسا” و”باب الجلولي” و”باب برج النار” و”باب الجديد”، لتجسد آثار المدينة مقولة: كل الطرق تؤدي إلى صفاقس.

المصدر “ارم نيوز”

عن mcg

شاهد أيضاً

  كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية يختتم زيارة إلى لبنان

  كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية يختتم زيارته لبنان UK’s Defence Senior Advisor to the …