سليم حيدر والنظام(1)

في 15 تموز 2024 أقيمت ندوة بعنوان “سليم حيدر الدولة والنظام”في المكتبة الوطنية – وزارة الثقافة – قصر الصنائع.

وافتتح  الندوة: مستشار وزير الثقافة  الأستاذ روني ألفا.

 كلمة الأستاذ روني الفا 

 صورةٌ تبروزُها الذكريات تعود بي إلى بداية صناعة الأفلام  الصامتة لا تنفكُّ تُلازِمُني عن  أطبّاءٍ في أحدى المشاهِد يحملونَ بعنايةٍ مستوعبًا زجاجيًّا فيه قلبٌ بشريٌّ مغطَّسٌ بمكَعّباتِ الثلج مستأصَلٌ من صدرِ مريضٍ يُحتَضَر إلى آخرَ يُجاهِدُ للخفَقان دونَما تبريرٍ من ذاكِرَتي لِجدوى التماعِ الصورةِ في نمليَّةِ وُجداني. 

 

بقيتُ أسيرَ متاهةِ المعنى إلى حينَ رأيتُ حيّان بأمِّ العين يحملُ قلبَ والده سليم إلى قلب لبنان الذي يُجاهدُ للخَفَقان وتيقنت كيف أن قلب رجلٍ واحد يمكن أن يحيي قلب وطن. 

 

السيدات والسادة 

 

أن تحصلوا على بطاقةِ دخولٍ إلى عالمِ سليم حَيدَر يوازي حصولُكُم على تأشيرَةِ شَنغَن.. ما أن تأذنَ لكم جماركُ لغتهِ بخروجِ حقائبِ القراءة الخاصةِ بِكُم من حرمِ مطارِه الفخم حتى تلاقيكُم بناتُ أفكارِه وتأخذُكُم إلى رحلةٍ من العمر. 

 

في هذا العالم تدخلون إلى مدائن المسرح والشعر والفلسفة والسياسة والدبلوماسية ويُدخلُكُم سليم حيدر في آخر النهار إلى مدينة الملاهي الخاصة به تَستقلّونَ فيها مقصوراتٍ تنقلُكم إلى عالم الثقافة بعيدًا عن عالم التفاهة الذي تنبَّئ الفيلسوف الكندي آلانْ دونو بحلوله علينا، عالمُ التفاهةِ أو نظامُ التفاهةِ الذي وصَفَه دونو قائلًا انه  قد بسط سلطانه على كافة أرجاء العالم. فالتافهون قد أمسكوا بمفاصل السلطة، ووضعوا أيديهم على مواقع القرار، وصار لهم القولُ الفصلُ والكلمةُ الأخيرةُ في كلِّ ما يتعلَّقُ بالحياة العامة. 

 

يُخرِجُنا سليم حيدر من نظامِ التفاهةِ إلى نظامِ النقاهةِ حيث يداوينا بالشِّعرِ الذي يسأل من هناك بعيدًا من هنا؟ 

 

 وحيث يعالجُنا من سياسة الخُنفِشار بفكر دُولوزْ وَسْبينوزا ومونتسكيو ويَسحَرُنا بالمسرحِ بسيناريوهات تغازل غوته وَبريخت في مساءلة المطلق والمصير، 

 

ويجذِبُنا بالدبلوماسية الراقية التي سقط معظمُها منذ عقود في الابتذال ويعيدُ ألقَ وهيبةَ النيابةِ التي تَسَلَّعَتْ وتشَلَّعَتْ بذريعة العصرنة والجَعدَنَةِ وحقوق العائلات بلا ذكور وحقوق الإنجاب بلا إناث. 

 

لكلِّ هذه الأسباب سيداتي سادتي وَلأسبابٍ أخرى لا يتَّسعُ الوقتُ لتعدادِها أدعوكم إلى حملِ قلب سليم حيدر بعناية ونقله إلى لبنان فقفَصُهُ الصدريُّ مفتوح وينتظرُ بفارغ الصبر أن يضمَّ قلبَ سليم حيدَر..والسلام. 

 

روني ألفا 

 

ملاحظة: يمكن مشاهدة وقائع الندوة على موقع يوتيوب Utube على العنوان التالي: 

                                                         الدكتور سليم حيدر: “سليم حيدر الدولة والنظام” 

 

عن mcg

شاهد أيضاً

وزيرة خارجية الكونغو تستقبل القنصل يحفوفي

نقر الصورة لتكبيرها استقبلت وزيرة الخارجية الكونغولية Thérèse Kayikwamba Wagner القنصل الفخري لجمهورية الكونغو الديمقراطية …