رندا بدير الرائدة في عالم الدفع الالكتروني:

الشغف والثقة والمثابرة عناوين النجاح

على الرغم من العقبات، كان لدي إيمان قوي بأن الحلول الرقمية هي المستقبل، وكان لابد من تقديم خدمات مالية مبتكرة

المصدر: النهار

almontacher : رائدة اعمال حالية، لكن الانطلاقة لم تكن كذلك بالتأكيد، ولم تكن الفكرة رائجة، ما الذي اوصلك الى هنا؟ هل هو الطموح؟ الارادة والمثابرة؟ الظروف؟

حكايتي مع بطاقات الائتمان بدأت بمحض الصدفة، ثم تحولت إلى شغف ورغبة في العمل على.Digital Transformati

أنا امرأة بدأت مسيرتها العائلية والدراسية في سن مبكرة، لكنني تمكنت من التأقلم واستطعت أن أوفق بين أمومتي، عائلتي، ودراستي الجامعية رغم العقبات والتحديات والصعوبات.

تزوجت في سن السابعة عشرة، وكان شرطي الأساسي لإتمام الزواج هو أن أكمل تعليمي، لأنني كنت شغوفة بالعلم والمعرفة منذ الصغر. لطالما أحببت الدراسة، وكنت أراها مفتاح المستقبل لأي فتاة تطمح للوصول إلى مراكز عليا. عائلتي، إلى جانب زوجي، كانوا داعمين لي إلى أقصى الحدود، حيث كان زوجي منفتحًا ويؤمن بقيمة المرأة المتعلمة.

التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت لدرس إدارة الأعمال، ثم حصلت على ماجستير في علم الاجتماع، لكنني لم أجد فيه ما يروي شغفي، فانتقلت إلى مجال إدارة البنوك وأكملت دراستي العليا فيه.

في الوقت نفسه، كنت أؤدي دوري كأم، ورُزقت بأربع بنات في خلال دراستي، مما جعلني أواجه تحديًا كبيرًا في التوفيق بين الدراسة وتربية الأولاد. كان الأمر صعبًا، لكنه لم يكن مستحيلًا، لأنني وضعت هدفًا واضحًا أمام عيني: أن أكون .(role model) قدوة لبناتي، لأنني أؤمن أن أهم عنصر في التربية هو أن تكوني مثالًا يُحتذى به  

إيماني العميق بعملي وإصراري على تحقيق أهدافي كانا عنصرين أساسيين في نجاحي، حيث كنت أسافر كل عام   في جامعة ستانفورد، مما ساعدني على البقاء على اطلاع دائم على أحدث  Executive Programs لمتابعة

التطورات العلمية.

أما الإنجاز الأهم الذي أفتخر به، فهو تربية بناتي الأربع، حيث لم يؤثر غياب والدهن، الذي توفي في سن صغيرة، على مسيرتهن، فقد حرصت على دعمن، تشجيعهن، وبناء شخصياتهن المستقلة. شجّعتهن على تكملة الدراسة و . . .MIT الحصول على الماجيستير بأهم جامعات العالم كجامعة  

   فكانت النتيجة أربعة مهندسات كل واحدة منهن لامعة في المجال الذي اختارته.  

اليوم، أحرص على ايجاد التوازن بين عملي وواجباتي العائلية، بحيث لا يؤثر أي منهما على الآخر. فأنا أم، أخت، زوجة، صديقة، وسيدة أعمال، لكنني قبل كل شيء وبعده امرأة عربية.

باختصار ما أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم هو الطموح، الإرادة، والمثابرة، و العمل الدووب وقد حرصت على غرس هذه القيم في بناتي.

 مخترعًا في العالم بعد أن اخترعت و وهذا ما ساعد ابنتي آية على أن تحصد جائزة و يتم اختيارها بين أهم ٣٠

 المتخصصة في الروبوتات.Sphyroفي سن الـ25، ثم قامت ببيعها لشركة  Little Bits أسست شركتها الخاصة  

 

هل يمكن تعداد التجارب التي عايشتها والمسؤوليات التي تنقلت بها وأبرز محطاتها؟

أستطيع تقسيم حياتي المهنية إلى ثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: البداية في عالم البطاقات الائتمانية

بدأت مسيرتي المهنية بالصدفة أثناء مناقشة أطروحة الماجستير، التي كانت بعنوان

‘’دين الدولة العام”.

جذب هذا العنوان اهتمام عدد من كبار المصرفيين والاقتصاديين، ومن بينهم أحد كبار المدراء في مصرف لبنان، الذي كان في صدد إجراء دراسة عن قانون تنظيم بطاقات الائتمان، التي لم تكن موجودة في لبنان آنذاك. طلب مني التعاون معه، فوجدت نفسي أبحر في هذا المجال حتى أصبحت مطلعة على جميع القوانين والأنظمة المتعلقة به.

في الوقت ذاته، عرض عليّ رئيس مجلس إدارة مصرف فرنسا بنك مهمة تأسيس قسم بطاقات الائتمان في المصرف والإشراف على المشروع بكامل تفاصيله. كنت مصممة على النجاح رغم التحديات والصعوبات. وهكذا بدأت رحلتي في ادخال البطاقات الاتمانية الى السوق اللبنانية من حيث اصدارها و قبولها و العمل على انتشارها.

كما أطلقت أول بطاقة ائتمان مخصصة للإنترنت في العالم، والتي حصلت من خلالها على تكريم وجائزة من ماستركارد العالمية.

هذا الشغف ساهم في وصولي الى اكتساب عضوية في مجلس إدارة ماستركارد منذ عام 2000، وكنت أول امرأة عربية تنضم إلى مجلس إدارة الشركة آنذاك.

 

المرحلة الثانية: الابتكار في الدفع الإلكتروني و بناء بنية مستقلة داخل المصرف

انتقلت بعد ذلك إلى بنك عودة، حيث لعبت دورًا محوريًا في إدخال ابتكارات جديدة في عالم الدفع الإلكتروني. 

بعد ذلك، فقد ركزت على إصدار أنواع جديدة من بطاقات الائتمان موجهة إلى جميع فئات المجتمع بمختلف الأعمار. ومع النجاح الكبير الذي حققته، أصبحت معروفة بخبرتي العميقة في هذا المجال، فكانت كل بطاقة جديدة تدفعني

 إلى تطوير بطاقة أخرى بمواصفات أكثر تطورًا.

بعد أكثر من 12 عامًا من العمل والابتكار في مجال الخدمات المصرفية والإلكترونية، نجح المصرف في الاستحواذ على ما يقارب نصف سوق بطاقات الائتمان في لبنان و كان هذا الإنجاز ثمرة العمل الدؤوب، والذي توّج ببيع قسم البطاقات و الحلول المصرفية الى شركة مستقلة.

المرحلة الثالثة: التحديات والابتكار في العصر الرقمي في ظل أزمات متلاحقة

 انضممت إلى الاعتماد اللبناني لادارة قطاع المدفوعات الإلكترونية وتكنولوجيا البطاقات، حيث عملت على في 2018  على تطوير وتوسيع المنتجات المصرفية الرقمية. إلا أن هذه المرحلة لم تكن سهلة، فقد واجهت العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية، بدءًا من الأزمة الاقتصادية في لبنان، مرورًا بجائحة كوفيد-19، ووصولًا إلى تداعيات الحرب الأخيرة وعدم .Unbanked الاستقرار في المنطقة التي زادت النسبة.

 

على الرغم  من هذه العقبات، كان لدي إيمان قوي بأن الحلول الرقمية هي المستقبل، وكان لابد من تقديم خدمات مالية مبتكرة  ، وهو بنك رقمي مستقل Wink Neo بخاصة في بلد يعاني من قيود مصرفية ونقدية كبيرة.   ومن هنا، جاءت فكرة

(Unbanked Population) يستهدف الشريحة غير المتعاملة مع البنوك سيغير هذا المصرف الرقمي طريقة التعامل بين المصارف و الزبائن، كما و انه يشكل بنية تختية مستقلة تسمح لأي مصرف أو محفظة رقمية من الاستفادة من خدماته.

هل يمكن لأي سيدة ان تصل الى ما وصلتي اليه؟

أي سيدة تمتلك الشغف للعلم والمعرفة، الطموح، المثابرة، والإيمان بأن الفرص موجودة لمن يسعى إليها، يمكنها أن تصل إلى ما وصلت إليه. ولكن هذا الطريق ليس سهلًا، بل يتطلب الكثير من العمل، المتابعة، التضحية، وتنمية الأفق الفكري.

من غير السهل أن تكون المرأة أمًا، زوجة، ربة منزل، وناجحة في حياتها المهنية في آنٍ واحد، فالتوازن بين هذه الأدوار يتطلب التخطيط، الالتزام، والإرادة القوية.

لكن من المهم أيضًا التأكيد على أن لكل امرأة خياراتها، فهناك من تختار التركيز على الحياة العائلية، وهناك من تسعى لتحقيق ذاتها مهنيًا. ما أحاول دائمًا أن أنقله للنساء هو أهمية استباق الفراغ الذي قد ينتظرهن، فالبقاء لفترات طويلة دون عمل أو تطوير للذات قد يجعل المرأة ضحية لظروفها، سواء كانت اجتماعية أو نفسية.

لذلك، أشجع النساء على الاستقلالية، على العمل، على بناء أنفسهن، وعلى عدم التوقف عن الطموح. من الخطأ أن تبقى المرأة ٣٠ عامًا في المنزل دون أن تعمل أو تحقق إنجازات شخصية، لأن ذلك قد يؤثر على ثقتها بنفسها وعلى دورها في المجتمع. 

أنا شخصيًا لو اختصرت حياتي على النشاطات الاجتماعية فقط، لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، ولكن في الوقت ذاته، نجاحي المهني لم يمنعني من ممارسة هذه النشاطات بحيوية وإقدام فالحياة هي مزيج متكامل بين النجاح الشخصي، المهني، والعائلي، وأي امرأة تمتلك الرؤية والإصرار، قادرة على تحقيق ذلك. 

 

كيف استطعتِ أن تواكبي التطور السريع في عالم الدفع الإلكتروني وتقديم حلول مبتكرة في هذا المجال؟

رحلتي في عالم الدفع الإلكتروني بدأت من قناعتي الراسخة بأن الابتكار هو مفتاح تطوير القطاع المالي، خاصة في ظل التسارع الرقمي الهائل الذي يشهده العالم. عندما بدأت في هذا المجال، كان الدفع الإلكتروني في مراحله الأولى، لكنه مثّل بالنسبة لي فرصة استثنائية لإحداث تغيير جذري في الطريقة التي يتعامل بها الأفراد مع الأموال، سواء من حيث توفير حلول دفع ذكية، تعزيز الشمول المالي، أو تحسين تجربة المستخدمين في التعاملات المالية اليومية.

من خلال خبرتي المصرفية وشغفي العميق بالتكنولوجيا، عملت على تصميم وتطوير حلول دفع مبتكرة تواكب الاحتياجات المتغيرة للسوق وتوفر خدمات أكثر كفاءة، سرعة، وأمانًا. لكن العمل في هذا المجال لا يقتصر فقط وتعلّمًا دائمًا، فكل يوم نشهد تطورات جديدة ، تقنيات حديثة، وممارسات  على الابتكار، بل يتطلب متابعة مستمرة مبتكرة في أنظمة الدفع الرقمية.

 

ولهذا السبب، أحرص سنويًا على حضور العديد من المؤتمرات والورش العالمية، حيث أتابع آخر المستجدات، وأتفاعل مع خبراء الصناعة، وأستكشف أحدث الابتكارات والتوجهات المستقبلية. فالتكنولوجيا لا تتوقف عن التطور، ومن يعمل في هذا القطاع عليه أن يكون في الطليعة، مستعدًا دائمًا لتبنّي الحلول الأحدث والأكثر تطورًا.

بالطبع، التحديات في هذا المجال كثيرة، بدءًا من البنية التحتية، مرورًا بثقافة المستخدمين، وصولًا إلى الأطر التنظيمية والمصرفية. لكن الإصرار على إحداث تغيير إيجابي في مجال المدفوعات الرقمية كان دافعي الأكبر، وهو ما جعلني أواصل العمل على تقديم حلول مبتكرة تساهم في تطوير هذا المجال محليًا وعالميًا.

 

هل كان الرجال يثقون بتسليمك هذه المسؤوليات كامرأة؟

في بيئة مهنية حيث المراكز القيادية غالبًا ما تُمنح للرجال، تواجه المرأة في مواقع السلطة تحديات مضاعفة، خاصة في لبنان، حيث لا تزال هناك نظرة تقليدية تجاه دور المرأة في المناصب العليا. 

 عند وصول امرأة إلى مركز قيادي، غالبًا ما تُقابل بنوع من الفوقية والتشكيك، وأحيانًا بالمقاومة المباشرة، وكأن عليها إثبات جدارتها بشكل مستمر أكثر مما يُطلب من الرجل في نفس المنصب.

لذلك، أؤمن أن المرأة المديرة يجب أن تتعامل مع الفريق، وخاصة الرجال الذين تترأسهم، بالكثير من الذكاء، الدبلوماسية، واللطف، مع الحرص على إشراكهم في القرارات وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من النجاح، وليس مجرد موظفين تحت إدارتها. النجاح في هذه البيئة لا يتعلق فقط بالكفاءة المهنية، بل أيضًا بكيفية بناء علاقات عمل صحية ومتوازنة تحترم الفروقات وتكسر الحواجز القائمة على التحيزات الاجتماعية.

لا شك أنني واجهت مشاكل وصعوبات مهنية خلال مسيرتي، سواء في إثبات جدارتي، الحفاظ على مكاني، أو التعامل مع المنافسة الشديدة. عملي يضعني دائمًا في مواقع المسؤولية عن فرق عمل تتضمن رجالًا، وبعضهم قد يجد صعوبة في تقبل فكرة أن تكون امرأة هي القائدة وهذا يتطلب جهدًا مضاعفًا لرسم علاقة سليمة تقوم على الاحترام المتبادل، الكفاءة، والقدرة على قيادة الفريق بنجاح، بعيدًا عن أي أفكار مسبقة حول دور المرأة في العمل. 

لكن في النهاية، النجاح لا يرتبط بالجنس، بل بالكفاءة، القدرة على الإدارة، واتخاذ القرارات الصحيحة. ومع مرور الوقت، أثبتت أن القيادة ليست حكرًا على الرجال، بل هي لمن يمتلك الرؤية، الإرادة، والقدرة على الإنجاز.

 

هل ترين أن السيدة تنتزع الصلاحيات والمسؤوليات أم تُمنح لها بسهولة؟

الصلاحيات لا تُمنح بل تُنتزع، هذه المقولة تعكس واقعًا مهمًا، فلا أحد يقدم الفرص والمسؤوليات على طبق من فضة، خاصة في عالم الأعمال، وبشكل أخص في القطاع المالي والتكنولوجي، حيث لا تُمنح الصلاحيات بسهولة، بل تُكتسب من خلال الاجتهاد، الإصرار، والقدرة على إثبات الكفاءة. 

بالنسبة للمرأة، قد يكون عليها في بعض الأحيان بذل جهد مضاعف لإثبات نفسها في مجالات يسيطر عليها الرجال تقليديًا. فالتحدي لا يكمن فقط في تحقيق الإنجازات، بل في إثبات الاستحقاق المستمر لهذه الصلاحيات والمسؤوليات، خاصة عندما تواجه المرأة نظرات الشك والتقليل من قدراتها لمجرد كونها امرأة.

لكنني أؤمن أن النضال، المثابرة، وإثبات الذات هي العوامل التي تُحدث الفرق. فالنجاح لا يأتي بالانتظار، بل بالسعي المستمر وراء الأهداف، وتقديم النتائج التي تُبرهن على القدرة والجدارة وتجربتي الشخصية هي أكبر دليل على ذلك.

 

هل واجهتِ صعوبات فقط لكونك امرأة، أم أن كونك امرأة فتح لك الأبواب في بعض الأحيان؟

لا شك أنني واجهت تحديات وصعوبات مهنية خلال مسيرتي، خاصة في مجتمع لا يزال ذكوريًا في بعض المجالات، حيث يُنظر أحيانًا إلى المرأة في المناصب القيادية بعين الشك، وكأن عليها إثبات كفاءتها باستمرار أكثر من الرجل.

بحكم طبيعة عملي، كنت دائمًا في مواقع مسؤولية تشمل إدارة فرق عمل مختلطة، تضم رجالًا ونساءً، وهذا قد يؤدي أحيانًا إلى مخاوف أو ارتباكات، ليس بسبب عدم الكفاءة، ولكن بسبب التحديات الاجتماعية التي تفرضها البيئة المهنية على المرأة في منصب قيادي. وهذا ما جعلني أبذل جهدًا مضاعفًا لبناء علاقة سليمة ومتوازنة مع الزملاء، وتثبيت موقعي وكفاءتي، وإثبات قدرتي على تحمل المسؤولية الكاملة.

إضافة إلى التحديات الاجتماعية، تواجه المرأة في عالم الأعمال صراعًا غير معلن في بيئة العمل، حيث تشعر وكأنها دائمًا في معركة غير مبررة مع زملائها، حتى دون سبب واضح. أحيانًا، يكون هناك نوع من المقاومة أو التشكيك في قدراتها فقط لكونها امرأة في موقع قيادي.

هذه الديناميكية تجعل بيئة العمل أكثر تعقيدًا، حيث تجد المرأة نفسها مضطرة إلى بذل جهد مضاعف لإثبات نفسها والتأكيد على كفاءتها، حتى لو كانت مؤهلة تمامًا للمنصب.

لكن في نفس الوقت، كوني امرأة منحني ميزة تنافسية في مجالات معينة، خصوصًا في فهم الأسواق وسلوك المستهلكين، وخاصة النساء. هذه القدرة ساعدتني على تصميم وإطلاق منتجات مالية موجهة خصيصًا للمرأة، مما عزز موقعي في قطاع مصرفي يسيطر عليه الرجال.

بالتالي، كان كوني امرأة سلاحًا ذا حدين: واجهت التحديات بسبب الصورة النمطية، لكنني استثمرت في نقاط قوتي كامرأة لأحدث فرقًا في السوق وأتميز في  مجالي. وهذا برأيي هو المفتاح: تحويل التحديات إلى فرص، والاستفادة من كل العوامل التي يمكن أن تجعلنا أكثر نجاحًا وتأثيرًا.

 

هل ترين أن الأبواب مفتوحة حاليًا لمشاريع جديدة وريادة الأعمال في لبنان في ظل ظروفه المعقدة؟

على الرغم من حدة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، والتغير الجذري في دور المصارف التي أصبحت اليوم مقدمي خدمات أكثر من كونها جهات تمويلية تقليدية، لم أسمح لهذه التحديات بأن تحبط عزيمتي أو أن تدفعني للاستسلام للأمر الواقع. بل على العكس، رأيت في هذه الظروف فرصة لإعادة التفكير، والبحث عن أفكار مبتكرة تساهم في الصمود أمام الأزمات، وتساعد على تهيئة القطاع المصرفي لمرحلة ما بعد الأزمة.

وجود البنوك جوهري في الاقتصاد الحديث، فهي الرابط الأساسي بين الدولة والاقتصاد، ولكن القطاع المصرفي

اليوم يختلف تمامًا عما كان عليه قبل ١٠ سنوات، ومن المؤكد أنه سيشهد تغييرات كبيرة خلال العقد المقبل.

التوجه العالمي نحو الرقمنة المالية أصبح واقعًا، والجائحة سرعت هذا التحول، مما جعل الحكومات تفكر في إطلاق بنوك رقمية موازية للبنوك المركزية، وهو أمر قد يؤثر بشكل كبير على المصارف التقليدية إذا لم تستطع مواكبة التحولات التكنولوجية بسرعة وكفاءة.

 تتقدم بخطوات سريعة، والشركات التقنية العملاقة أصبحت تنافس البنوك (FinTech)  اليوم، التكنولوجيا المالية

التقليدية، مما يجعل المصارف أمام تحدٍّ كبير للحفاظ على دورها، تمامًا كما حدث في قطاع التجزئة، حيث تهاوت العديد من الشركات العملاقة خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم مواكبتها للثورة الرقمية. لذا، على المصارف أن تسابق الزمن، وأن تتبنى أحدث الحلول الرقمية قبل أن تفقد سيطرتها على القطاع المالي لصالح شركات التكنولوجيا المالية.

Wink Neo الابتكار في وجه الأزمات، وهي واحدة من أهم وأحدث الابتكارات التي أطلقناها. كمنصة رقمية  Wink Neo من هنا، جاءت فكرة النموذج الأوروبي الناجح الذي أصبح المنصة المصرفية المفضلة لجيل  Revolut  متطورة مستوحاة من تجربة الشباب الطموح الباحث عن الابتكار المالي.

ليس مجرد محفظة رقمية، بل هو نظام مالي متكامل مصمم لتمكين الأفراد والشركات من خلال   Wink Neo معاملات مالية رقمية سلسة، سريعة، وآمنة. توفر المنصة مجموعة واسعة من الخدمات المتطورة، من بينها ، إصدار البطاقات الافتراضية والبلاستيكية، التحويلات المالية الفورية و خلول دفع  التسجيل الرقمي الفوري مبتكرة تعتمد على أحدث التقنيات.  

من خلال هذه المبادرة، أسعى إلى المساهمة في تعزيز الشمول المالي في لبنان، وفتح آفاق جديدة للأفراد والشركات، عبر تقديم حلول مالية رقمية حديثة تلائم التحديات الاقتصادية الحالية وتواكب التحولات العالمية.

ريادة الأعمال في لبنان: تحدٍ وفرصة

في ظل الأزمات، قد تبدو ريادة الأعمال في لبنان مغامرة محفوفة بالتحديات، ولكنني أؤمن بأن الفرص تولد من قلب الأزمات، وأن الابتكار هو المفتاح الحقيقي للتقدم في مثل هذه الأوقات. فكلما واجهنا تحديات أكبر، كلما زادت الحاجة إلى حلول جديدة أكثر ذكاءً ومرونة.

 

ماذا تقولين لسيدات لبنان أخيرًا؟

أقول لكل سيدة لبنانية: لا تدعي أي تحدٍّ يقف في طريق طموحك.  العالم يتغير بسرعة، والفرص لا تُنتظر، بل تُصنع. كوني واثقة بقدراتك، واسعي دائمًا نحو الابتكار والتطوير، ولا تخافي من اقتحام المجالات الجديدة، حتى .. لو بدت صعبة أو غير مألوفة.

النجاح لا يُقاس بالعوائق التي نواجهها، بل بالقدرة على تجاوزها و لبنان يحتاج إلى طاقاتكن وإبداعكن، فلا تترددن في أخذ زمام المبادرة، والتقدم بكل قوة وثبات..

 لموظفيكِ وأولادكِ. قوديهم نحو المستقبل، لأن أهم  (Role Model)  كوني دائمًا في الطليعة، وكوني قدوة إنجاز تستطيعين تحقيقه هو المساهمة في تخريج جيل طموح، مبدع، منفتح على الابتكار والتقدم.

ثقي بنفسكِ، واصنعي مستقبلكِ بنفسكِ

عن mcg

شاهد أيضاً

طلال ابو غزالة :مناظرة ترامب وزيلينسكي تثبت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني

  طلال أبوغزاله   almontasher >ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مؤخرا بتداول ما جرى بين الرئيس …