انطلقت مهرجانات بعلبك الدولية العريقة اللبنانية عام 1956 بدعم من الرئيس كميل شمعون، واستقبلت مدى رحلتها الطويلة، نخبة من ألمع الفرق العالمية مثل أوركسترا نيويورك وأوركسترا برلين ..وغنت فيها كوكب الشرق أم كلثوم، واحتضنت أعمال الرحابنة وروميو لحود، وأطلقت نخبة من ألمع نجوم الغناء اللبناني الذين تجاوزت شهرتهم الآفاق مثل وديع الصافي، صباح، فيروز ونصري شمس الدين
وهذا العام يستعد القائمون على مهرجانات بعلبك الدولية برئاسة السيدة نايلة دةو فريج لإعادة إطلاقها من جديد، للاستمرار في “نشر الثقافة ورفض الانهيار والموت”.وستعود الحياة هذه السنة إلى بعلبك التي اشتاق أهلها إلى المهرجانات ويعود الجمهور للمرة الأولى منذ 3 سنوات إلى مهرجانات بعلبك الدولية في خلال الصيف الجاري، بعد غيابها الحقيقي في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كورونا والأزمات المتلاحقة الأخرى، حيث اكتفى المنظمون بنسخ افتراضية.
دوفريج
وقالت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة دو فريج ان مهرجانات بعلبك الدولية هي من أقدم المهرجانات في الشرق الأوسط، وهي جزء من تاريخ وجذور لبنان” وإن الحدث هذا العام و الذي يشمل 4 حفلات بدءا من الثامن من تموز لمقابل ويمتد إلى السابع عشر منه، ياتي في وقت يشهد به لبنان أزمات متتالية، مما يمثل تحديا و”شكلا من أشكال المقاومة الثقافية” حسب تعبيرها.
“نرفض الموت”
واكدت الاستمرار على الرغم من كل الظروف وقالت نرفض الموت، وسيكون افتتاح المهرجان في 8 تموز بحفلة هي تحية للموسيقى والأغنيات اللبنانية التراثية تحييها الفنانة اللبنانية سمية بعلبكي، فيما يتولى إدارة الأوركسترا المايسترو لبنان بعلبكي”.
البرنامج
وأضافت دو فريج: “استكمالا لالتزام المهرجان بدعم المواهب الشابة، تطل علينا في 10تموز فرقة أدونيس التي تعنى بموسيقى البوب-روك، وهي فرقة فنية لبنانية ستقدم في المهرجانات أغنيتين جديدتين خلال سهرة على الواقف (دون مقاعد)، وقد نفدت البطاقات الخاصة بالأمسيات خلال فترة وجيزة”.
وقالت: “الليلة الثالثة ستكون لفن الفلامنكو بالتعاون مع السفارة الإسبانية من خلال أمسية من موسيقى الفلامنكو والجاز في تموز ، مع عازف الغيتار والمؤلف الإسباني خوسيه كيفيدو بوليتا في حفلة عنوانها (كواتيكو تريو)، يرافقه فيها غناءً رافاييل دياوتريرا وعلى الإيقاع كارلوس مورينو، أمام معبد باخوس في القلعة الرومانية الشهيرة”.
اما “السهرة الرابعة فتقول دو فريج ستكون في السابع عشر من تموز ويحييها عازف البيانو سيمون غريشي (من أصل لبناني)، الذي كان وراء مبادرة إقامة حفل لدعم مهرجانات بعلبك في معهد العالم العربي بباريس في شهركانون الاول الماضي، وهذه السهرة أعدت خصيصا لمهرجانات بعلبك، بتوقيع عازف البيانو غريشي والراقصة رنا غورغاني (من أصل إيراني) المقيمين في فرنسا، والمؤلف الموسيقي الإيطالي جاكوبو بابوني شيلينجي”.
وقالت: “ننتظر الإعلام والجمهور لنقول جميعنا للعالم من مدينة الشمس بعلبك: بلدنا لا يموت”.
وشددت على ضرورة عدم تخلي لبنان عن “دوره كركن فني وثقافي وعن التزامه الثابت تجاه جيل الشباب”.وذكّرت بأن مهرجانات بعلبك الدولية “حرصت في خلال السنوات الماضية على أن تحافظ على دورها كمنارة ثقافية، وتكيفت مع القيود التي فرضتها جائحة كورونا ومع الواقع الاقتصادي المستجد في البلاد”، من خلال الاكتفاء ببث حفلتي دورتي 2020 و2021 على محطات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت إن “الحياة ستعود هذه السنة إلى بعلبك التي اشتاق أهلها إلى المهرجانات”، معتبرة أن الحدث العريق الذي أقيم للمرة الأولى عام 1955 يشكل هذه السنة “بصيص أمل ومساحة للفرح رغم كل الظروف”.
وبشأن الظروف الأمنية، قالت دو فريج: “نحن على اتصال دائم مع قوى الأمن بانتظار الضوء الأخضر من قبلهم