ذهب المغرب السائل وساحر التجميل وعلاج الأمراض (زيت الأرغان)

احتفل العالم لأول مرة في العاشر من مايو 2021 باليوم العالمي لشجرة الأرغانوقد لعبت المملكة المغربية دورًا كبيرًا في حماية هذه الشجرة من الانقراض، خصوصًا بعد العام 1998 حين صنفت كـ“محمية حيوية” وضمن “الإرث الإنساني العالمي” من قبل اليونسكو.

الجدير بالذكر أن شجرة الأرغان تتحمل درجة حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، وتعتبر معقلا حقيقيًا ضد التصحر، ويمكن أن تعيش لمدة 200 عام.

وزيت الأرغان هو زيت طبيعي يُستخرج من حبات شجرة الأرغان (Argania spinosa).  وهو غني بالأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة، وغالبًا ما يستخدم  في العناية بالبشرة كمنتج مضاد للشيخوخة.

ويستخدم هذا الزيت لأغراض الطهي، كما أن له فوائد طبية منها: علاج ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وفقًا لموقع verywellhealth

وتتنافس الشركات العالمية الكبرى من أجل الحصول على هذا الزيت الثمين الذي يستخدم في علاج العديد من الأمراض وتحضير عدد كبير من مستحضرات التجميل.

شهرة متأخرة

ورغم فوائد زيت الأرغان العديدة، لم يذع صيته إلا مؤخرًا، حيث اقتصر استخدامه لفترة طويلة على منطقة سوس بين مدينتي الصويرة وأغادير وسط غرب المملكة المغربية.

ويرجع الفضل في نجاح زيت الأرغان على المستوى العالمي إلى برنامج متعدد التخصصات أطلقته حكومة المغرب منذ ما يقرب من 35 عامًا. وفقًا لموقع researchgate

وظل استعماله محليًا فقط داخل المغرب لسنوات، وكان يصل إلى المناطق الأخرى تدريجيًا عن طريق تجار منطقة سوس المنتشرين في المدن المغربية.

وتتولى “نساء الأرغان” في المغرب بشكل منهجي نقل الدراية التقليدية الخاصة باستخراج الزيت واستخداماته المتعددة، ويعلمن بناتهن في سن مبكرة كيفية تطبيق هذه الدراية.

الذهب السائل

ولم يكن نساء المنطقة اللواتي يستخرجن الزيت بالطرق التقليدية يعرفن أن مستقبلا زاهرًا ينتظر هذه الشجرة وزيتها، وأن استعماله لن يقتصر على الجانب الغذائي كما كان سائدًا في السابق، بل سيتحول إلى زيت علاجي وتجميلي من الطراز العالي.

ويوصف زيت الأرغان بالذهب السائل، خصوصًا بعدما ذاع صيته بين مختبرات التجميل العالمية لفوائده العديدة على البشرة، وأًصبح الطلب عليه كبيرًا، حتى أصبح ثمن اللتر الواحد منه يتراوح بين 100 و300 دولار، وفقًا لمجلة Business insider

فوائد زيت الأرغان

ومن أهم مميزات زيت الأرغان العناية بالشعر وعلاج البشرة. كما أنه أصبح في السنوات الأخيرة، شائعًا جدًا في صناعة مستحضرات التجميل، لدرجة أن الحكومة المغربية كثفت جهودها لزيادة زراعة بساتين شجر الأرغان على أرضها.

ويتطلب الحصول على لتر واحد من زيت الأرغان المخصص للأكل حوالي 40 كيلوغرامًا من محصول ثمار الأرغان. أما الحصول على الزيت المخصص للتجميل فهو يتطلب أكثر من تلك الكمية.

والجدير بالذكر أن المستهلكين ينجذبون إليه ليس فقط لنكهته المعتدلة الحارة (التي تذكرنا بزيت بذور اليقطين)، ولكن أيضًا  لفوائده الصحية المتعددة. فهو زيت غير مشبع، يعتبر صحيًا للقلب وله فوائد مماثلة لزيت الزيتون.

ووفقًا لموقع US National library of Medicine، يمكن أن يعالج زيت الأرغان مجموعة واسعة من الأمراض الجلدية بما في ذلك حب الشباب، والأكزيما، والصدفية، والحروق، والتهابات الجلد.

هذا بالإضافة  إلى ارتفاع مضادات الأكسدة فيه- بما في ذلك حمض الأوليك وحمض اللينوليك – ولهذا رأى بعض الباحثين أنه يحارب الشيخوخة عن طريق تحييد الجذور الحرة التي تتلف الخلايا.

ويقول أطباء الأمراض الجلدية أيضًا أن أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في زيت الأرغان قد تعزز إنتاج الكولاجين، وتضفي على البشرة نضارة وتقلل الخطوط الدقيقة والتجاعيد.

كما يتم استخدامه في كريمات البشرة والمستحضرات والأمصال وأقنعة الوجه والمراهم، وغالبًا ما يتم دمجه في الشامبو والبلسم، وأحيانا يستخدم كزيت للتدليك.

ووفقًا لدراسة أجريت عام 2015 في مجلة Clinical Interventions in Aging، فقد أدى الاستخدام الموضعي لزيت الأرغان للنساء بعد سن اليأس إلى زيادة ملحوظة في مرونة الجلد بعد 60 يومًا من استخدامه. علاوة أنه تم تعزيز هذا التأثير من خلال الاستهلاك الفموي لزيت الأرغان لدى نصف النساء المشاركات.

وخلصت دراسة أجريت عام 2013 في مجلة الطب التكميلي والتكاملي Journal of Complementary and Integrative Medicine إلى أن فئران  التجربة المصابة بداء السكري التي تغذت بزيت الأرغان، انخفضت لديها نسبة السكر في الدم مقارنة بالفئران التي لم تتغذى به. وبدا أنه يعمل على استقرار ضغط الدم – وهو أمر لم يحدث في الفئران التي لم تتلق العلاج.

وبحسب توقعات مركز الأبحاث الأمريكي جراند فيو ريسيرتش Grand View Research فمن المتوقع أن ينتقل حجم سوق زيت الأرغان العالمي، من 223.9 مليون دولار أمريكي في 2019 إلى 507.2 مليون دولار بحلول عام 2027، أي بمعدل نمو سنوي يقدر بـ10%.

عن mcg

شاهد أيضاً

رصيف صحافة اليوم الجمعة 31 كانون الثاني 2025

almontasher: رصيف صحافة اليوم الجمعة 31 كانون الثاني 2025 النهار   ضغوط خارجية تراكم عقبات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *