د.سميرة فيّاض:كنوز الحكم؟؟
يناير 13, 2024
1,116 زيارة
بقلم الدكتورة سميرة فيّاض
كنوز الحكم
تعالى النّورُ على السّراج واستكبرَ في العلن
قال: أنا من تهواني الفراشات
ومن دوني تبقى الحياةُ ظلمةً تشتاقُ المزن
ناداه الزّيتُ قائلاً: لولا منّتي
لما استطعتَ أن تحيا لحظات
فأنا الضّامنُ لكَ طولَ الزّمن
أجل أمدُّكَ أنا بالحياة
وهذا هو الفعلُ الأصيلُ اليزن
عندها ضحكَ الزّجاجُ وقال: حارسُ الشّعلةِ لا ولم ينم
ولو زمجرت بكما الرّيحُ
لبقيتَ أنتَ والزيتَ في حالة عدم
بعدها جادَ السّراجُ ناطقًا، أنا الّذي
جمعتُ بين الحياةِ وسكون الموت
وأنرتُ الدّروبَ كجنّات عدن
أرتشفتُ من زيتِك وأوقدتُ اللّهب
حناجرُ تهمسُ حسيسًا من دون كلم
ثم ما لبثَ أن طافَ الفكرُ
وأفاضَ من كنوز الحكم
وقال: لولا أنّي تربّعتُ على رؤوس البشر
ما علموا حاجةَ النّورِ للنّظر
وما كنتم أنتم بلقاءٍ ولا جمعَ شملكُم القدر
انبرى العقلُ بحلمه قائلًا: تعقّل أيّها اللّهب
فسراجُك قلبُكَ وزيتُك معدنُك
وزجاجُك في غلوه الذهب
وأنا من يشعلكَ بعودِ ثقابٍ وهنا يكمنُ العجب
عجبٌ بحجّة السّبب
تعقّل أيّها اللّهب
متى أضاءَ اللهُ عتمةَ الغياهب
فحاجةُ الخلقِ لك تكونُ حكمًا… قد انتهت