د. دال حتي :… مفارقات قوارب الموت…

… بين الحين والآخر، تفاجؤنا الأحداث والأخبار بمصيبة جديدة، وللأسف،  وهي غرق مركب غير شرعي ووفاة عشرات الناس… وتبدأ مواقع التواصل بإهانة الدولة ومنّ فيها ومن عليها… ويمنحون الضحايا “الأبرياء” لقب “شهداء”…!!!… ولديّ في هذا السياق، بعض الملاحظات…:-… أولاً، رحم الله الضحايا البريئة، وخاصةً الأطفال منهم، الذين لا ذنب لهم، ولا إرادة ولا قرار…-… أتحفنا المجتمع الغربي بأنه، وبعد حرب ال٢٠٠٦، فإن شواطئنا مراقبة بسفن حربية أوروبية وأميركية، ومجهزّة بأحدث المعدات، لمنع التهريب، ومنع دخول الأسلحة، والمواد المحظورة… وهي تراقبّ الداخل والخارج، وتفتشّ حتى قوارب الصيّد… فأين هي هذه السفن من مراقبة “القوارب الغير شرعية”…؟؟؟… أوّ أنها شريكة مع مافيات التهريب… أوّ أنها تسمح بالتهريب غير الشرعي إمعاناً بتدمير ما تبقى من سمعة الوطن…؟؟؟!!!-… يدفع ربّ العائلة ٦٠٠٠ دولار عن كلّ فردّ منها… فعائلة مؤلفة من ٥ أشخاص، تدفع ٣٠ ألف دولار لمافيا التهريب… ليرمي نفسه وعائلته في براثن البحر والسمك والمجهول…!!!… والسؤال يطرح نفسه ههنا…:”… الا يستطيع من يملك ٣٠ ألف دولار في لبنان حالياّ، من تأسيس مشروع صغير يعيل عائلته في لبنان…”؟؟؟!!!-… يضحكون على الناس، وبمشاركة الإعلام العاهر، بأن “بلاد برّا أحسن من هون”… ويتفاجىء الراحلون الى “بلاد برّا”، بأن الدول التي يقصدونها تهريباّ، أو حتى هجرةً، أو لاجئين، وضعها أسوأ بكثير بكثير من لبنان…!!!… وهنالك المئات من العائلات التي غررّ بها… وباعت كلّ ما تملكّ بأبخس الأثمان… وهاجرت… وإكتشفت مصائب الخارج والواقع المرير… وبعضها قد عاد فعلاً… والبعض الآخر يتحضرّ للعودة…!!!… إوقفوا الكذب والرياء على الناس يا عهّار إلاعلاميين ويا أصحاب مواقع التواصل المأجورة… فلبنان، وبالرغم من كلّ مصائبه، يبقى واقعه أفضل بكثير من واقع العديد من بلاد الإنتشار…!!!… لا يتدمرّ وطن… إلا إذا دمّره مواطنوه…!!!… سنبقى وسنصمدّ… ولنّ نرحلّ لا طوعاً ولا بالقوة… هذا وطننا… ونحن مسؤولون عنه…… وليحتفظ أصحاب التعليقات السخيفة المنحطّة بتنمرهمّ… وليموتوا من غيظهم…!!!… لبنان باقٍ… باقّ… باقٍ…٢٤/٩/٢٠٢٢الدكتور دال الحتي

عن mcg

شاهد أيضاً

رصيف صحافة اليوم الاثتين 23 كانون الاول2024

almontasher =رصيف صحافة اليوم الاثتين 23 كانون الاول2024   النهار: “إسرائيل” تماطل في تنفيذ بنود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *