جيرالد فولتت : العَنْدَليبْ يَنتشي تأمّلات في عُمَرْ الخَيّامْ
نوفمبر 26, 2025
60 زيارة
أعدّ المعرض مع غرغوار برانجيه 9 – 20 كانون الأول/ ديسمبر 2025 – غاليري ميشن آرت
almontasher >تتشرّف غاليري Mission Artميشن آرت بتقديم “العندليب ينتشي – تأمّلات في عمر الخيام”، معرض فردي للفنان جيرالد فولتت، من اعداد غرغوار برانجيه.
مستوحى من “رباعيات عمر الخيام”، يحتفل هذا المعرض بجمال الحياة العابر. بالنسبة لجيرالد فولتت، فإن الإبداع هو غوص في اللاوعي وجسر نحو الآخر. تدعونا أعماله إلى ولادة متجدّدة لا تنتهي، كاخضرار الأرض المتجدّد.
يُشكّل هذا المعرض الجزء الأوّل من ثنائي سيكتمل في دومين SEPT بربيع 2026، وهو ثمرة تعاون طبيعي مع مزارع الكرمة ماهر حرب، الذي هو بدوره مُعجب بعمر الخيام.
توفيق الزين
ميشن آرت
بيروت تشرين الثاني 2025
قَدْ مَزَّقَتْ نَسَمَاتُ الصَّبَا أَذْيَالَ وَرْدِ الْحَيَاةِ وَأَفَاقَ مِنْ سُكْرِهِ بَلْبَلُ الْأَمَلِ هَيَّا نُعَاقِرُ كَأْسَ الْلَحْظَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا فَكَمْ وَرْدَةٍ ذَبُلَتْ تَحْتَ أَظْلَامِ الزَّمَنِ
عمر الخيّام
إن كان “جيرالد فولتت” يدرك بوجعٍ مصيرَ الورودِ إلى التراب، فإنه مع ذلك يثمل بجمالها الآفل، وفي صميم هذه النهاية المأساوية ينهل أساسَ فنه الأصيل. وفي هذا السعي الحيوي، يرافقه أدبٌ يرفدُه، وشعرٌ يرويه، وعمالقةُ قلمٍ هم غالباً مادةَ إبداعه. فهناك “أرتو” و”كامو” و”دوستويفسكي”، و”أوغاوا” و”هيسه” و”فان غوخ”. وهناك أيضاً “فروغ فرخزاد” و”سهراب سبهري” و”نادر نادرپور” و”سيمين بهبهاني” و”جبران خليل جبران”، و”أمين معلوف” و”إيتل عدنان” و”عمر الخيام”. إن “رباعيات الخيام” هي حجر الأساس في هذا المعرض.
وبين “جيرالد فولتيت” ولبنانَ علاقةٌ حميمةٌ وفنية لا تنقطع، ففي هذا المكان بالذات وُلد فنانًا منذ نحو عِقدين، وهنا استخرج من أعماق ذاته جواهرَ ثمينة، تلك التي طالما دُفنت تحت ركام العالم..
يا عالم الخراب والدمار ما زلت تبعث فينا الآثار ويا تراباً تضمّن تحته كنوزاً كاللآلئ المنثور عمر الخيّام
المعرض هذا وصداه المرتقب في ربيع ٢٠٢٦ في “نهلة” ضمن كروم نبيذ “سِبت”، يقع عند ملتقى اللآلئ ا المكنونة وخمر الخيّام. من جذعَي كرمةٍ تنبثق رؤوس من الطين، تخرج من الجذور والأغصان، من تلك الشبكات المنسوجة التي تشبه مسالك العلاقات بيننا. هي رموزاً لصلاتنا الماضية والحاضرة والآتية. منها بدأت وإليها تعود كتحوّلٍ متواصل، أو كتجسيد لثقافاتنا الجمعية. تتكرّر هذه الشبكات في أرجاء المعرض بأكمله، تشكّل رسوم الحبر، وتربط أبيات جبران وأشعار الخيّام. هي سائلة، كالنبيذ، تلك “النار السائلة”، وتتحاور مع ديونيسيوس المتعدد الوجوه، تمثّل الزوال، والحركة، وفي النهاية – الحياة… ووعدها بالبعث.
يا ليت للعيش سلامًا دائمًا ولطريق الحياة نهايةً فإذا انقضى ألف ألف عامٍ عدنا كالزهر في الأواخرِ عمر الخيّام
في أعماله، يغوص جيرالد فولتِت في أعماق ذاته، ليوقظ دوافع الحياة الكامنة في داخله، فمسعاه دوما ولادة جديدة، حيث يصبح الخَلقُ الفنيّ باباً إلى عالم اللاوعي، بينما يبني جسراً يمتدّ إلى العالم الآخر ، والى الناس…
العندليب قد حلق…
غرغوار برانجيه باريس، تشرين الأول2025