تراجع حاد للنفط بعد فرض رسوم جمركية بين الولايات المتحدة والصين

ورفعت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، الرسوم الجمركية بنسبة 10% على المنتجات المستوردة من الصين جميعها، لترد بكين بعد دقائق بالإعلان عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على النفط الأميركي وسلع أخرى، من بينها بعض المركبات، اعتباراً من 10 فبراير الجاري. كما تعتزم الصين فرض رسوم بنسبة 15% على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركي.

في ظل هذه التطورات، تراجع خام «برنت» بحر الشمال لعقود أبريل بنسبة 2.19% إلى 74.32 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لعقود مارس بنسبة 3.16% إلى 70.83 دولار للبرميل.

ورغم هذه التراجعات، يشير المحللون إلى أن التأثير المباشر للعقوبات الجمركية على أسواق النفط قد يكون محدوداً. وقال تاماس فارغا، المحلل لدى «بي في إم»: «الولايات المتحدة لا تستورد سوى 3,000 برميل يومياً من النفط الصيني، وهو حجم ضئيل». في المقابل، تصدر الولايات المتحدة نحو 195,000 برميل يومياً من النفط الخام إلى الصين، إضافة إلى 674,000 برميل يومياً من المنتجات النفطية.

وفي هذا السياق، قال خورخي ليون، المحلل في «ريستاد»: «نظراً لضآلة هذه الأرقام، فإن التأثير المباشر على الأسعار سيكون محدوداً»، لكنه أضاف: «السؤال الأساسي هو إلى أين تتجه الأمور؟ هل نحن أمام بداية حرب تجارية انتقامية بين أكبر اقتصادين في العالم؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن مخاطر تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ستكون كبيرة».

وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر مستهلكين عالميين للنفط، ما يعني أن أي تباطؤ في اقتصادهما قد يضغط على الأسعار.

في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق خططه لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا لمدة شهر، بما في ذلك إرجاء فرض ضريبة 10% على النفط الكندي، وهو ما كان قد ساعد على دعم الأسعار في وقت سابق.

وتعدّ كندا أكبر مورد للنفط إلى الولايات المتحدة، حيث تصدّر نحو 4 ملايين برميل يومياً، ما يمثل حوالي 60% من إجمالي واردات النفط الأميركية.

إلى جانب ذلك، أشار بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك «SEB» السويدي، إلى أن «الضغوط الأساسية على أسعار النفط تأتي حالياً من مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي؛ بسبب رسوم ترامب الجمركية»، لكنه أضاف أن الأسواق تأثرت أيضاً بإعلان تحالف «أوبك+»، يوم الاثنين، الالتزام بخطته لزيادة الإنتاج تدريجياً.

ويخطط التحالف لإعادة ضخ 2.2 مليون برميل يومياً إلى السوق بشكل تدريجي، ما قد يؤدي إلى زيادة المعروض وضغط إضافي على الأسعار.