أعرب وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان عن أمله في أن “يبقى اللبنانيون مجموعين بالفرح والمحبة والتضامن والسلام.”
وقال خلال افتتاحه “مهرجان النبيذ في جبل لبنان” مساء امس والذي ينظّمه تجمّع خمّارات جبل لبنان في غابة بولونيا:”اصرارُكم على افتتاح المهرجان في هذه الظروف دليل على التأكيد على صلابةِ اللبناني وعدم استسلامِه. على العكس، إنّه برهان على المضي إلى الأمام وتخطّي الصعاب ومواجهة التحدّيات.”
وحضر الافتتاح سياسيون ورجال دين ونقابيون وأصحاب مصانع النبيذ في المنطقة ومواطنون.
وألقى بوشكيان كلمة جاء فيها:”كيف أبدأ وبمن أنتهي؟ في أمسية هادئة راقية جميلة تنساب الكلمات الحلوةُ. كيف لا طالما أنّه لقاءُ الأصدقاء والأحبّة في مهرجان النبيذ في جبل لبنان.
“هل لي كلامٌ أمام صناعيّين قدامى وجدد، مخضرمين وشابات وشباب وذوّاقة وخبراء في انتاجِ نبيذٍ يُقدَّمُ على الطاولة اللبنانية، ويدور حول العالم بفخرٍ واعتزاز.
“ماذا أقول عن خمرِ الفينيقيّين وعن أقدم عَصّارة لهم اكتُشفت في تل البْراق قربَ مدينة صيدا، وتغوص بالتاريخ سبعماية عام قبل ميلاد السيّد المسيح.
“ماذا أقول عن الرهبان الذين صنّعوا الخمر منذ مئات السنين واحتضنته الكنائس والأديرة لاستخدامه في القداديس؟ ماذا أقول عن الآباء اليسوعيّين وعن…
“إنّها رواياتُ عشقٍ عن صناعة مرتبطة بالأرض والتراب والهواء والشمس والمياه. إنّها زراعة الكرمة وقطفُها وتقطيرُها وعصرُها قبل تخميرِها وتعتيقِها وتعبئتها. إنّها هويُة لبنانية بامتياز. تحمل بصمات الفلاح والمزارع والمهندس والصناعي والتاجر والمستهلك. من عناقيد الدوالي إلى الزجاجة على الطاولة.
“تعلمون جهودَ وزارةِ الصناعة في سبيل تقوية هذه الصناعة وتدعيمها وتوسعتها. وهي تقف إلى جانب المعهد الوطني للكرمة والنبيذ الذي يرأسُه الصديق ظافر الشاوي. وفي المناسبة أحيّي جميعَ الأصدقاء المنضوينَ في المعهد. وهنا في المتن، بادرتم إلى انشاء تجمّع خمّارات جبل لبنان وحسناً فعلتم بأخذكم العلم والخبر وأصبحتم تجمّعاً رسمياً ومسؤولاً تجاه الجهات المعنية. وقد يكون عددكم وصل إلى ربع عدد الخمّارات المنتشرة في الأراضي اللبنانية.
“إنّي أشجّعُ أصحابَ الخمّارات، بقاعاً وجنوباً وشمالاً، إلى تأسيس تجمّعات مناطقيّة، تعمل على تنظيم النشاطات وتبادل الخبرات وحلّ المشاكل المشتركة واقامة مؤتمرات وندوات ومهرجانات كما هو حاصل اليوم. والأهمّ التعاون بين القطاعيَن العام والخاص على تحفيز الصناعي على اطلاق التسمية ضمن الموقع الجغرافي، لكي تصبح العلامة التجارية معروفة خصائصُها، وتُسوَّق على هذا الأساس.
“لن أُسمّيَ علامات النبيذ اللبناني التجاريّة كي لا أنسى أحداً. غير أنّ عدد الخمّارات المرخّصة بلغ نحو ستين. وكلّها جيّدة وممتازة وعريقة. في هذا الحقل، Tout le monde gagne. تحصلون على الجوائز الأولى في المسابقات العالمية. تنافسون النبيذ الفرنسي والايطالي. تشاركون في المعارض في العواصم الأميركية والاوروبية. فتحتم أسواقاً خارجية. وصلتم إلى اليابان وآسيا والأرجنتين.
“دورُنا أن نتكامل معاً. فنحقّقَ انجازاتٍ أكثر ونجاحاتٍ أكبر. تهانينا. وإلى الأمام في صناعة مُتلازِمة مع تفوّقِ المطبخ اللبناني وشهرتِه في الخارج. نحن أقوياء بالارادة وأذكياء بالعمل والابداع والانتاج.