حالة من التفاؤل الشديد تسيطر على أسواق النفط العالمية، ورغم أن تلك الأنباء تعد شديد السلبية للبنوك المركزية التي تحارب التضخم، إلا أن المضاربين على ارتفاع أسعار الطاقة يراهنون على قفزة بالأسعار مع انحسار الإمدادات.
وفي غضون ذلك تواصل أسعار النفط قفزاتها السعرية، رغم حالة التقلبات التي تسيطر على تداولات النفط الخام قبل صدور قرار الفيدرالي الأميركي، بشأن أسعار الفائدة وصدور بيانات المخزون الأميركية مساء اليوم.
محركات اليوم
و على الرغم من التراجعات التي تسيطر على تداولات النفط اليوم الأربعاء، إلا أن النفط لا يزال يحوم بالقرب من أعلى مستوي في 10 أشهر.
ويأتي تراجع الأسعار اليوم، خوفًا من رفع معدل الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي في اجتماع اليوم، وهو ما يزيد من تكلفة حيازة وشراء ونقل النفط.
وبالتزامن مع قرار الفيدرالي تراقب بالأسواق عن كثب تطور مخزونات النفط الأميركية، والذي من المقرر أن يصدر اليوم عن إدراة الطاقة الأميركية.
الأسعار الآن
وخلال لحظات كتابة ونشر التقرير، تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف نايمكس بأكثر من 1%، إلا أنه لا يزال يحوم أعلى مستويات الـ 90 دولارا للبرميل.
وفي الوقت ذات انخفض خام برنت القياسي خلال هذه اللحظات 1% نزولًا دون مستويات الـ 94 دولارا للبرميل للعقود الآجلة تسليم نوفمبر.
جي بي مورغان
ومع استمرار انخفاض إمدادات النفط الخام بالأسواق، توقع خبراء بنك جي بي مورغان بأن أسعار النفط قد ترتفع خلال الفترة المقبلة بشكل كبير.
وفي غضون ذلك أشار الاقتصاديون في جي بي مورغان إلى أن تخفيضات إمدادات النفط لم تنتهِ بعد، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي 120 دولارا للبرميل.
ولفت محللو جي بي مورغان إلى أن القلق الأكبر سيكون أن ترى البنوك المركزية نفسها، أقل قدرة على التعامل مع أي صدمة في أسعار النفط عما كانت عليه في الماضي، ما يؤدي إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة.
وفي المقابل رجح خبراء جي بي مورغان أن ينخفض سعر النفط إلى 86 دولارًا في الربع الرابع، إذا تلاشى تأثير صدمة أسعار النفط وتوقف كبار المنتجين عن خفض الإنتاج.
غولدمان ساكس
ومع ارتفاع الأسعار بأكثر من 30% منذ منتصف يونيو لتتجاوز 95 دولارًا للبرميل أمس الثلاثاء، رفع بنك غولدمان توقعاته لمدة 12 شهرًا لخام برنت القياسي العالمي إلى 100 دولار للبرميل من 93 دولارًا.
وأشار محللو غولدمان ساكس إلى أن النفط ارتفع بقوة في الأشهر الأخيرة، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 10 أشهر، وذلك بفضل القيود الكبيرة على الإمدادات من أوبك + والمملكة العربية السعودية وروسيا.
ولفت محللو البنك إلى أن التوقعات الأكثر إشراقا في أكبر اقتصادين بالعالم، الولايات المتحدة والصين، مع انخفاض المخزونات دعمت من ارتفاع الأسعار.
نطاق 80 إلى 105 دولارات
وقال محللو غولدمان ساكس إن معظم الاقتصادات الكبرى، لا تزال في الوقت الحالي على المسار الصحيح نحو الهبوط الناعم.
وأشار المحللون دان سترويفن وكالوم بروس ويوليا تشيستكوفا جريجسبي، إلى أن أوبك ستكون قادرة على الحفاظ على خام برنت في نطاق 80 إلى 105 دولارات في عام 2024، من خلال الاستفادة من النمو القوي للطلب العالمي المتمركز في آسيا.
وقال محللو البنك : “من غير المرجح أن تدفع أوبك الأسعار إلى مستويات متطرفة، الأمر الذي من شأنه أن يدمر الطلب المتبقي على المدى الطويل”.
عجز الإمدادات
وقال محللو غولدمان ساكس إن السوق ستشهد عجزا يقدر بنحو 2 مليون برميل يوميا في هذا الربع، يليه عجز قدره 1.1 مليون برميل يوميا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.
وفي غضون ذلك أشار المحللون دان سترويفن وكالوم بروس ويوليا تشيستكوفا جريجسبي إلى أن الاستهلاك العالمي بلغ مستوى قياسيا.
توقعات أخرى
وأدى ارتفاع أسعار النفط إلى إحياء الحديث عن إمكانية تسعير سعر 100 دولار للبرميل، حيث قال مايك ويرث، من شركة شيفرون: “إن تسعير النفط عند 100 دولار أمر مطروح، مشيرًا إلى نقص الإمدادات وتضاؤل المخزونات”.
وفي الوقت ذاته توقعت أمريتا سين، رئيسة الأبحاث في شركة Energy Aspects Ltd أن تتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل.
وتوقع إد مورس، من بنك سيتي غروب، وهو أحد أقوى المضاربين على الهبوط في السوق أن العوامل الجيوسياسية، بالإضافة إلى التداول الفني قد تدفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار لفترة قصيرة.