almontasher :شرّفني أن أقول كلمة المجلس الإغترابي اللبناني للأعمال Lebanese International Business Council LIBC برئاسة المغترب المميّز الدكتور نسيب فوّاز، هذا المجلس الذي دأب منذ تأسيسه منذ أكثر من 25 سنة على دعم الكفاءات اللبنانية ودعم الصناعات اللبنانية، كما يطيب لي في هذا المحفل الإقتصادي الرفيع أن أتحدث عن قصة نجاح تُكتب بأحرف من ذهب، الا وهي قصة المغترب اللبناني الذي حوّل الغربة إلى جسر للتنمية، والشتات إلى مصنع للعطاء. ففي الوقت الذي يُنظر فيه إلى المغتربين على أنهم جالية ترفد الإقتصاد بالتحويلات المالية، فإن دورهم يتجاوز ذلك بكثير؛ فهم روّاد صناعة، ومبتكرون، ومستثمرون جعلوا من لبنان منصةً للإنتاج والتصدير.
المغتربون.. وقود الصناعة اللبنانية
لا يقتصر دور المغتربين على إرسال الأموال، بل هم ”محرك التنمية الصناعية”، فمنذ مطلع القرن العشرين، ساهم المغتربون في تأسيس صناعات لبنانية تنافس عالمياً، بدءاً من الغذاء والدواء، مروراً بالنسيج والأثاث وكافة القطاعات الصناعية، ووصولاً حديثاً إلى التكنولوجيا والصناعات التحويلية.
وها هنا بعض الأمثال على نجاحات الصناعات اللبنانية.
صناعة الأغذية: من القرى اللبنانية إلى العالم
-
نذكر صناعة المواد الغذائية وتصديرها إلى الأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية والعالمية، مما وفر مئات الفرص للعمالة اللبنانية.
-
نذكر أيضاً مصانع الألبان والأجبان والمعلبات، وقد تمكنّ المغتربون من تحويل منتجات مثل الكشك والبرغل إلى علامات تجارية عالمية.
صناعة الأدوية: جودة لبنانية بلمسة مغتربة
-
فنحن نصدر الأدوية إلى أوروبا والخليج.
الصناعات التكنولوجية: العقول اللبنانية تصنع المستقبل
-
نذكر ” مصنع الإلكترونيات الطبية” في بيروت، بالشراكة مع جامعات محلية لتوظيف الخريجين.
-
كما ساهم المغتربون في دعم مراكز الأبحاث الصناعية في لبنان وساهموا في تدريب مهندسين لبنانيين على التصنيع الذكي.
-
كما يحتل لبنان المراكز الأولى في صناعة البرمجيات والتي تصدّر إلى كبريات الشركات العالمية، فالذكاء اللبناني في هذا المجال هو نقطة قوة إبتكارية وإنتاجية لا مثيل لها.
النسيج والأثاث: إرث لبناني يصمد بالتجديد
-
فالأثاث الفاخر من لبنان يصدّر إلى أوروبا، مستخدماً ألأخشاب اللبنانية
-
ومصانع الغزل والنسيج أوصلت الصناعة اللبنانية الى العالمية.
في آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن جمعية الصناعيين والمراجع المختصة، تؤكد الأرقام أن عدد المصانع في لبنان يفوق ال18800 مصنعاً، وأن ما نسبته 60 بالمئة من هذه المصانع مموّل من المغتربين، وهذا مدعاة فخر لنا.
أما نحن في المجلس الإغترابي اللبناني للأعمال، فقد وضعنا نصب أعيننا منذ تأسيس المجلس منذ أكثر من 25 سنة على إيلاء الصناعات اللبنانية الإهتمام الأساسي، فقد ساهم أعضاء المجلس في تأسيس العديد من المصانع في مختلف المناطق اللبنانية، كما ساهموا في تأسيس عشرات الشركات الناشئة في مختلف ميادين الصناعات التحويلية وخاصة في ميدان الصناعات الرقمية والبرمجة والإبتكار والإقتصاد الرقمي.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فها هي جمعية سند تساهم في دعم الخرّيجين والشباب اللبناني على تأسيس الشركات وتساعدهم في تسويق منتجاتهم وإبداعاتهم، وها هو الموقع الإلكتروني الشهير HireLebanese.com يساهم أيضاً ومنذ تأسيسه منذ أكثر من 25 سنة على توظيف آلآف الشباب اللبنانيين في مختلف القطاعات، وهنالك العديد من الجمعيات الأهلية والمجتمعية المموّلة من أعضاء المجلس الإغترابي التي تساهم في مختلف أنواع التدريبات للحصول على إنتاجات محلية تليق بالأسواق العالمية.
التحديات.. وكيفية تحفيز الاستثمار المغترب
رغم هذه النماذج المشرفة، لا يزال المغتربون يواجهون عقبات مثل:
-
البيروقراطية وتعقيد الإجراءات.
-
ضعف البنية التحتية للصناعة.
-
غياب الحوافز الضريبية والتشريعية.
ولذلك، نقترح:
-
إنشاء “هيئة استثمار للمغتربين” لتسهيل إقامة المشاريع.
-
إعفاءات ضريبية لمشاريع المغتربين في المناطق النائية.
-
شراكات بين الجامعات والمغتربين لربط البحث العلمي بالصناعة.
Al Montasher News
