القائد العام لليونيفيل: علينا مساعدة الجيش في تأمين الإحتياجات الأساسية له
أكتوبر 25, 2021
345 زيارة
أحيت اليونيفيل يوم الامم المتحدة بحفل في مقرها العام بالناقورة، حضره ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن مارون قبياتي، المنسقة الخاصة الامم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول، قائد منقطة الجنوب الاقليمية العميد الركن بلال الحجار ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد فوزي شمعون ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس جهاز مخابرات الجنوب العقيد الركن سهيل حرب، قائد اللواء الخامس العميد الركن ادغار لوندوس، الناطق الرسمي لليونيفيل اندريا تننتي، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن دبوق، قائدة الكتائب الدولية المشاركة في اليونيفيل وموظفو الامم المتحدة وفاعليات روحية وبلدية وكبار ضباط اليونيفيل والجيش اللبناني.
بدأ الاحتفال بعرض عسكري رمزي استعرضه دل كول، فرفع علمي لبنان والامم المتحدة واعلام الدول المشاركة في اليونيفيل، على وقع الاناشيد الوطنية، ثم وضع قبياتي اكليلا من الزهر باسم قائد الجيش على النصب التذكاري لضحايا اليونيفيل ودل كول اكليلا مماثل على النصب، ووقف الجميع دقيقة صمت على ضحايا قوات حفظ السلام.
وقال دل كول: “اليوم نكرم أفرادا مدنيين ممن أفنوا عمرا في خدمة الأمم المتحدة، وأكملوا ثلاثين وأربعين عاما في ولاء وتفان والتزام. منذ لحظات فقط، قدمت جائزة الخدمة المتميزة الى لويس ميغيل دي سوسا وربيع حجيلي على أدائهما الذي تعدى نداء الواجب خلال الفترة التي تلت الانفجار المأساوي لمرفأ بيروت. لقد مثلتم اليونيفيل بشرف ومهنية وشجاعة في وقت الحاجة”.
أضاف: “تم تأسيس اليونيفيل في العام 1978 من اجل استعادة السلام والأمن الدوليين في هذه المنطقة، حيث يساهم كل فرد من قوات حفظ السلام، عسكريا كان أم مدنيا، بطريقة او بأخرى في الحفاظ على السلام والأمن هنا في جنوب لبنان، سواء من خلال تسيير دوريات في منطقة العمليات، أو من خلال التواصل والتفاوض مع الأطراف، أو دعم المشاريع التي من شأنها خدمة المجتمع، أو أداء أي من المهام اليومية التي لا تعد ولا تحصى للحفاظ على حسن سير المهمة وتجهيزاتها. ولا بد لنا من توجيه الشكر لكم فإن عملكم يساهم في دعم قضية السلام”.
وتابع: “إن حفظ السلام هو مهمة بكل ما للكلمة من معنى، ولكنها لا تخلو من التضحيات. نقضي جميعا شهورا أو أعواما منفصلين عن العائلة والأصدقاء، ونعمل في ظل ظروف صعبة احيانا ومرهقة في بعض الأحيان. بالنسبة للبعض، كان الثمن باهظا، فقبل بضعة أيام فقط فقد زميلنا من غانا، الرقيب مانسفيلد سيكيير، حياته بشكل مأساوي أثناء خدمته في جنوب لبنان، ومنذ تأسيس اليونيفيل في عام 1978، قدم أكثر من ثلاثمئة وعشرين جنديا التضحية الأسمى في خدمة السلام”.
وقال: “لا بد لنا على الخصوص من التنويه بعمل الكتيبة الكمبودية، التي عانى أحد جنودها في حزيران الماضي من إصابات خطيرة للغاية أثناء المساهمة في إزالة الألغام من الأراضي اللبنانية. بصفتي رئيسا للبعثة وقائدا للقوة، آمل ألا يصاب أي جندي لحفظ السلام بأي أذى أثناء أدائهم واجباتهم. لكننا نعلم جيدا أن ليس هناك مهمة تخلو من المخاطر، ولكن المساهمة التي يقدمها جنود حفظ السلام حتمية”.
أضاف: “تمتع جنوب لبنان بخمس عشرة سنة من الهدوء والاستقرار النسبيين، وإن تفاني عناصر اليونيفيل المدنيين والعسكريين والتزام جميع الأطراف المعنية بالآليات التي تم تأسيسها للتنسيق الثلاثي والحد من المخاطر كان له الدور الأكبر في الحفاظ على هذا الهدوء. ومع ذلك، تذكرنا أحداث الأشهر الأخيرة بأنه لا يمكننا اعتبار هذا الاستقرار أمرا مفروغا منه. يجب علينا إعادة تأكيد التزامنا بأهداف ومندرجات ميثاق الأمم المتحدة، وبالأخص الهدف الأول المتمثل بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين”.
وتابع: “علينا مضاعفة جهودنا من اجل خلق الظروف المؤاتية لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي ووقف دائم لإطلاق النار بين لبنان واسرائيل. في غضون ذلك، وكخطوة في هذا الاتجاه، علينا ترسيخ تحديد الخط الأزرق كأداة أساسية لحل النزاع، حيث ساعدت البراميل الزرقاء ولأكثر من عقد حتى الآن، في تجنب الحوادث التي كان من الممكن أن تصبح بؤرا لسوء الفهم والصراع. ويمكننا تفادي هذا الخطر من خلال وضع الخلافات جانبا من اجل المشاركة بشكل بناء في حل الصراع، وتحديد الأجزاء المتبقية من الخط الأزرق وتجنب اتخاذ إجراءات آحادية الجانب. في يوم الأمم المتحدة، أحث الطرفين على النظر في ذلك”.
وختم: “لست متأكدا من أنه، قبل 76 عاما، كان بإمكان الأشخاص الذين وضعوا الميثاق تنبؤ العالم الذي نعيش فيه اليوم، حيث خرجنا من وباء عالمي أثار أزمات اقتصادية واجتماعية تحدت بعض أهدافه الأساسية. لكن المنظمة التي تم إنشاؤها في ذلك اليوم لا تزال قوية ومرنة، وملتزمة تماما بأهدافها الأساسية كما كانت في ذلك اليوم من العام 1946. في هذا اليوم، أتمنى لكل واحد منكم وللشعب اللبناني مستقبلا يسوده السلام والازدهار”.
وفي نهاية الحفل كرم دل كول عددا من موظفي اليونيفيل الذين أحيلوا على التقاعد وأنهوا خدمتهم.
كما قدم جائزة الخدمة المتميزة الى لويس ميغيل دي سوسا وربيع حجيلي على أدائهما الذي تعدى نداء الواجب خلال الفترة التي تلت انفجار مرفأ بيروت.
وعلى هامش الاحتفال، كان حوار بين دل كول والصحافيين، أمل خلاله “عودة المفاوضات بشأن الحدود البحرية قريبا”، وقال: “إن مهمة اليونيفيل فقط استضافة الاجتماعات، وقد استضافت منذ اعلان الاطار خمسة اجتماعات، وعودة هذه الاجتماعات تعود الى الاطراف بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية”.
وأشار الى أن “اليونيفيل في الجنوب منذ 43 عاما لفرض الامن والاستقرار وخلق بيئة مناسبة للحلول السياسية، لان السياسة هي الحل النهائي”.
ولفت الى أن “القرار 1701 هو اتفاق سلمي ولكن على المستوى السياسي”.
وعن موضوع قرية الغجر، قال: “الوجود الاسرائيلي في القسم الشمالي منها هو خرق دائم، ونحن نتمنى الافضل للجنوب اللبناني”.
وأمل ردا على سؤال، أن “يتحدد الخط الازرق بطريقة افضل للوصول الى حل سلمي”، وقال: “الجيش اللبناني شريكنا الاساسي والاستراتيجي ونعمل معه فقط في الجنوب اللبناني، وعلينا مساعدته في تأمين الاحتياجات الاساسية له في ظل هذه الازمة التي يمر بها لبنان