almontasher : انها ليست دعوة الى اعتناق الدين المسيحي، والمارونية جزء منه، فكل الاديان السماوية هي من عمل الله، خالق الانسان والارض والسماوات. أوجدها لخير البشرية ليعيشوا بأمن وسلام ومحبة واحترام.

المارونية، هي دعوة الى فهم عميق لقيمة الانسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله. هذا المثال المتجذر في المارونية التي أطلقها وحمل معانيها الراهب الناسك مارون الذي أبصر النور في العام 350م، واسمه يعني “السيّد”. هو راهب آراميّ العرق وسرياني اللغة، ترعرع في شمال سوريا قرب جبال طوروس أو ما كان يسمّى في تلك الحقبة بمنطقة قورش قرب أنطاكية.

هذه الدعوة موجهة أولاً الى ابناء مارون ليعودوا الى ما وجّههم به. ولكن، كيف يعودون وهم خرجوا ويخرجون كل يوم من تاريخهم الذي أصبح في نظر الكثيرين منهم من الماضي البعيد وحوّلوه الى “فولكلور”، بعض الاحيان يتغنون به، وبعض الاحيان يبكون على اطلاله.

لن اتحدث عن الفلسفة العميقة للموارنة الذين كانوا رواد التيارات التأسيسية الثيولوجية والانتروبولوجية في هذا المشرق، طبعاً هذا شأن خاص بالعقيدة المسيحية. بل سأتحدث عن “قيمة الانسان” في الرسالة المارونية منذ اكثر من 1600 سنة، ولو حاول كثيرون من اتباع مارون تشويهها أو الانقلاب عليها.

ما هو مفهوم المارونية:

المارونية هي ان يعيش الانسان الحرّيّة والكرامة، ذكراً كان ام أنثى، وتأمين التعليم الالزامي لهما.

المارونية هي احترام الانسان، وتطوير المجتمع، وتأكيد المساواة بين الناس.

المارونية هي احترام التعددية في المجتمع والعيش بسلام مع الآخرين، وأكبر دليل على ذلك انتشار الموارنة في كل لبنان من اقصى شماله الى جنوبه ومن الشرق الى الغرب.

المارونية هي الابداع والنهضة الفكرية والثورة العلمية والحضارية والثقافية.

المارونية، (المسيحية المشرقية)، هي المحافظة على اللغة العربية، إذ يكفي زيارة دير مار انطونيوس – قزحيا، ودير الخنشارة للروم الكاثوليك.