الصين ولبنان … هل يتم التعاون ؟
المنتشر – سؤال تم طرحه بعد نية لبنان التوجه شرقا ، وتم عقد سلسلة اجتماعات مع السفير الصيني في لبنان ، وقد تبين من نتائج هذه الاجتماعات ان الصين تعرض على لبنان مشاريع إنمائيّة في قطاعات عديدة؛ فتصل قيمة العروضات لاستثمارات الشركات الصينية المهتمة بلبنان إلى أكثر من 12 مليار دولار أميركي، ما يعني أنها تتجاوز مجموع ما يمكن أن يؤمنه مؤتمر سيدر.
وكانت سفارة الصين في لبنان قد اعلنت في 17 حزيران الماضي، استعدادها التعاون العملي مع الجانب اللبناني، على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، والعمل المشترك في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وجاء في بيان السفارة وقتها، أن “الشركات الصينية تتابع باهتمام فرص التعاون في البنية التحتية، والمجالات الأخرى في لبنان، وتبقى على التواصل مع الجانب اللبناني في هذا الصدد”.
فورين بوليسي
وفي تقرير لها تناولت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مدى استعداد الصين لإنقاذ لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية يمر بها في تاريخه. المجلة استندت في بعض محاور تقريرها دعوة بعض المسؤولين للتوجه نحو الصين للحصول على المساعدات اللازمة للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية الحالية، بدلا من السعي خلف صندوق النقد الدولي الذي تعثرت المفاوضات معه، وتبددت الآمال في التوصل إلى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي لانتشال لبنان من أزمته إذ تعقدت المحادثات بخلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي. وقد التقى رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور حسان دياب السفير الصيني لطلب المساعدة من الصين وتوسيع التعاون الاقتصادي.
ويرى محللون سياسيون أنه في حال حدث هذا فيمكن أن يمثل فصلاً جديداً وغير مؤكد في تاريخ الدولة. فالصين على الرغم من حضورها السياسي التاريخي المحدود في المنطقة إلا أنها على أهبة الاستعداد ومستعدة لتحل محل الولايات المتحدة كفاعل خارجي مهيمن على المنطقة.
وتحاول الشركات الصينية إطلاق مشروعات ضخمة في لبنان منذ ما يقرب من عقد، وتحرص بشكل خاص على الاستثمار في مجال البنية التحتية في لبنان. وحاليا 40 % من الواردات اللبنانية تأتي من الصين وفي خلال السنوات الأخيرة عززت بكين العلاقات الثقافية بإنشاء مركز موسيقي جديد في بيروت.
وقال شين دينغلي الخبير البارز في السياسة الخارجية الصينية إن: «الصين لا تحتاج من كل دولة تساعدها أن تسدد القرض وتستطيع أن تتحمل الكلفة لتصبح قوة ناعمة توسع نفوذها الخارجي».
وأضاف: «عندما كنا فقراء، الولايات المتحدة ساعدتنا نحن نتذكر هذا. الآن نحن في وضع لمساعدة الآخرين»، مشيرا إلى رغبة الصين في أن تصبح الولايات المتحدة القادمة. واستطرد «على سبيل المثال، يمكننا تِقديم بضع مئات الملايين من الدولارات للدول التي لديها استعداد لدعمنا في قضية تايوان على المستوى الدولي.
==َِ