مهنا: نعمل سوياً الند للند في سبيل كرامة الإنسان وحقوقه
تفقد السفير البلجيكي في لبنان السيد كوين فيرفاكي ترافقه عقيلته، وممثل المفوضية السامية للاجئين أياكي إيتو في لبنان ترافقه عقيلته، برامج “عامل” الإنسانية في الخيام – مرجعيون، حيث كان في استقبالهم د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية وعقيلته السيدة فايدة وأمين سر وعضو الهيئة الإدارية د. ابراهيم بيضون ورجل الأعمال السيد علي نعمة النسر ومسؤولة مركز الخيام الصحي – التنموي السيدة ميسم حيدر وفريق المؤسسة من برامج الصحة والحماية والتعليم.
الغرض من هذه الجولة هو الاطلاع عن قرب على أنشطة وبرامج المؤسسة الصحية والتنموية التي تقام في المنطقة والمحيط بالشراكة مع المفوضية السامية للاجئين والسفارة البلجيكية في لبنان، بهدف توفير حقوق أهالي الخيام – مرجعيون والنازحين على حد سواء، خصوصاً في مجال الرعاية الصحية الأولية، الدعم النفسي – الاجتماعي، إضافة إلى برامج التعليم، رعاية المسنين وتمكين المرأة.
استهلت جولة الوفد في مركز “عامل” الصحي – التنموي – الاجتماعي في الخيام الذي يعمل منذ أربعة عقود مع أهالي المنطقة، حيث تم الاطلاع على مختلف الأقسام والبرامج الصحية والتنموية التي يوفرها المركز لرواده من كل الجنسيات وخصوصاً أبناء المنطقة والنازحين، ومن ضمنها رعاية صحة الأم والطفل والرعاية المنزلية لمصابي كورونا وتوفير قاروات الأوكسجين والمعدات اللازمة ولقاح كوفيد19 وباقي اللقاحات اللازمة للأطفال، إضافة الى الأدوية الأساسية والصحة النفسية، ودعم المسنين ورعاية شؤونهم.
تولى فريق برامج التعليم والتنمية الشرح حول أنشطة التعليم التي تستهدف فئات مختلفة من المواطنين والنازحين وتتلائم مع حاجاتهم، بالتوازي مع أنشطة التوعية والتمكين الاجتماعي للنساء والفتيات لحمايتهن من كل أشكال العنف والتهميش، إلى جانب باقي المشاريع المتوفرة للناس والمنطقة، ومحاضرات التوعية والتثقيف.
في ضوء ذلك، أبدى السفير فيرفاكي والسيد أياكي إعجابهما بثقافة المؤسسة والتزامها بالعمل من أجل الإنسان بمعزل عن انتماءه، هذا إلى جانب سعي المؤسسة الحثيث لتوفير أفضل الآلات والتقنيات الطبية ضمن مراكزها الصحية، وقدرتها على الوقوف إلى جانب الناس في كل الظروف وبكل الامكانات المتاحة لديها، استجابة لحاجاتهم.
وقد رحب د. مهنا بالوفود معتبراً أن الشراكة الندية التي تقودها “عامل” وتتعاون من خلالها مع الهيئات التابعة للأمم المتحدة والبعثات الأوروبية في لبنان تحت شعار شركاء لا أوصياء، متجذرة وتعود لسنوات التأسيس الأولى من عمر “عامل” التي لطالما سعت إلى مد الجسور بين دول الجنوب والشمال، في سبيل نهضة لبنان وبناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية، شاكراً الدعم المستمر الذي توفره المفوضية السامية للاجئين لبرامج عامل الإنسانية، ودعم بلجيكا المستمر منذ عقود، بما في ذلك من مصلحة للفئات الشعبية.
كما شرح مهنا للوفود حول هدف وجود عدة مراكز لعامل في منطقة مرجعيون – حاصبيا التي تمثل حالة لبنان الفريدة في التعايش والاندماج والتنوع، والتي تتركز في حلتا، فرديس، العرقوب، الخيام، إبل السقي، ومرجعيون، ورسالتها الجوهرية هي تعزيز إنسانية الإنسان وصون كرامته والعمل مع كل الناس بغض النظر عن انتماءاتهم في سبيل تنمية بيئاتهم المحلية وإشراكهم في عملية التنمية والتغيير التي تناضل من أجلها مؤسسة عامل الدولية منذ أربعة عقود ونيف.
كما تضمنت الزيارة جولة على مخيم سردا غير الرسمي الذي يحتضن 1200 عائلة سورية يعانون من ظروف مأساوية، وتفقدوا عمل العيادة النقالة التابعة لمؤسسة عامل والتي تجول يومياً في المخيم لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للنازحين، وجرى نقاش مع سكان المخيم حول أوضاعهم واحتياجاتهم، ومن ثم تفقد الوفد الوحدة التعليمة الجوالة التي تعمل مع 600 طفل من المخيمات لمساعدتهم على البقاء ضمن النظام التعليمي وتزويدهم بالدعم التعليمي والنفسي والصحي.
تلا ذلك زيارة لمركز العرقوب الصحي – التنموي في كفر حمام الذي بدأت عامل العمل مع الناس من خلاله بإشراف وزارة الصحة وبالتعاون مع صندوق الزكاة، وهو يخدم 13 بلدة محيطة في مجال الصحة والتنمية، استجابة للحاجة المتزايدة في المناطق التي تعاني التهميش وعدم قدرة الوصول للحقوق الاساسية في الصحة والرعاية والتمكين، وقد استقبل الوفد فعاليات المنطقة، حيث ألقى المفتي الشيخ حسن دلي ممثل صندوق الزكاة كلمة رحب فيها بالزوار وتحدث حول أهمية التعاون بين مؤسسة عامل الدولية ودار الفتوى بإشراف وزارة الصحة بما في ذلك من خير للناس في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
كما كانت كلمة لرئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري حيّا فيها النضال الإنساني الذي تخوضه عامل بدعم من شركائها، تلتها كلمة لرئيس بلدية كفرحمام حسيب عبد الحميد تمحورت حول أهمية الشراكة بين البلديات والمؤسسات الإنسانية.
كذلك ألقى الشيخ كمال سليقا كلمة أكد فيها أن العمل من أجل حقوق الناس هو أهم قضية، ومن ثم جاءت كلمة مسؤول القطاع الشرقي في اليونيفيل العميد الركن إغناسيو دي أولازابال إلورز حيث أثنى على أهمية الشراكة مع مؤسسة عامل للاستجابة لحاجات الناس وظروفهم الصعبة.
ومن ثم عرضت هبة قشور مسؤولة برنامج المساواة وتمكين المرأة والمدعوم من الحكومة البلجيكية أنشطة البرنامج المختلفة والتي تهدف إلى مد النساء والفتيات بالمعرفة والمهارات اللازمة لحمايتهن ومساندتهن في استعادة دورهن في كل مجالات الحياة.
وتحدث د. كامل مهنا حول الأوضاع في لبنان خاصة منطقة الجنوب التي عانت من الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات المتكررة ومن سياسة التهميش للمناطق الطرفية، مؤكداً على التزام المؤسسة بتوفير المساندة والتضامن مع المواطنين عبر ثقافة التضامن وليس الشفقة والعمل على توفير مقومات الكرامة الإنسانية، وذلك في مختلف المناطق عبر 30 مركزاً وست عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة حماية خاصة بأطفال الشوارع موزعين في كافة الأراضي اللبنانية بقيادة 1400 متفرغ ومتطوع معظمهم من جيل الشباب والشابات.
كما أكد أنّ المقاربة الأساسية التي توجّه كل برامج مؤسسة عامل وخططها هي تقديم الأنموذج في إيجاد الحلول المستدامة وليس الغرق في معالجة النتائج فقط، حيث تتولى مراكز عامل وعياداتها توفير أفضل البرامج والخدمات التنموية لبسطاء الناس وفي أكثر المناطق تهميشاً لمساندتهم للوصول إلى حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والحماية، لافتاً إلى أن صون حق الناس بالوصول إلى الحقوق الأساسية يتطلب تضامن عالمي وتحمّل مسؤولية من قبل صنّاع القرار والمؤثرين، كما يتطلب تقديم الأنموذج الناجح الذي يحتذى به لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني وفي المقدمة القضية الفلسطينية، وهو ما انشغلت عامل ببنائه خلال مسيرتها في لبنان وحول العالم.
وفي ختام الزيارة تحدث أياكي حول أهمية الشراكة التي تقوم بها الهيئات التابعة للأمم المتحدة مع الجمعيات المحلية لتمكينها من قيادة عملية التنمية والمضي قدماً نحو لبنان الذي يحلم به أبناؤه، مؤكداً استمرار المفوضية بدعمها لعامل وشراكتها معها ومع كل الجهات الملتزمة بمصلحة لبنان.
السفير كوين فيرفاكي من جهته، أبدى إعجابه بانجازات مؤسسة عامل الدولية، وقدرتها على قيادة عمل إنساني مترفع عن كل الانقسامات، وعملها في المناطق الشعبية، واعداً بدعم لبنان والاستمرار في مساندة البرامج الإنسانية التي تنفذها “عامل” وباقي المؤسسات الإنسانية لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان