تشهد أميركا اللاتينية منذ بداية عام 2024 موجة حر غير مسبوقة، حيث وصلت الحرارة المحسوسة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية إلى 62.3 درجة مئوية، مسجلةً رقماً قياسياً جديداً منذ بدء قياسات الحرارة المحسوسة في عام 2014.
ولم تقتصر الظواهر المناخية المتطرفة على ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل واجهت بعض مناطق جنوب البرازيل تهديدات بالفيضانات بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
وتسببت موجة الحر في إرهاق السكان، حيث حثهم نظام الإنذار البلدي في ريو دي جانيرو على تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وترطيب أجسادهم.
كما لجأ العديد من سكان ريو دي جانيرو إلى الشواطئ والحدائق العامة هرباً من حرارة الشمس، بينما سجلت ساو باولو، أكبر مدينة في أميركا الجنوبية، 34,7 درجة مئوية وهي أعلى درجة حرارة خلال شهر آذار/مارس منذ أن بدأ المعهد الوطني البرازيلي للأرصاد الجوية قياس هذه المعدلات في عام 1943.
في المقابل، واجهت بعض مناطق جنوب البرازيل مخاطر الفيضانات بسبب هطول الأمطار الغزيرة، حيث حذرت وكالة الأرصاد الجوية “ميتسول” من هطول أمطار غزيرة وعواصف رعدية في وسط البرازيل الجنوبي خلال الأسبوع القادم.
يُعزى الخبراء هذه الظواهر المتطرفة وعدم استقرار الأرصاد الجوية إلى تغير المناخ وظاهرة ال نينيو التي تؤثر على المناطق الواقعة في جنوب أمريكا اللاتينية، مما يتسبب بحرائق غابات في تشيلي.
وتُشير هذه الظواهر المناخية المتطرفة إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة لمواجهة تغير المناخ، حيث أن ارتفاع معدل الحرارة الحالي بنحو 1.2 درجة مئوية مقارنة بالفترة ما بين 1850 و 1900، تسبب في زيادة نوبات الجفاف والفيضانات وموجات الحر.