تواصل الفوائد على الائتمان العقاري الارتفاع في أوروبا، إلا أن البنوك البريطانية بدأت تتخذ عكس هذا التوجه وقررت بدء خفض الفوائد على الرهون العقارية.
وبعد أن تباطأ التضخم في يونيو في المملكة المتحدة، توقعت البنوك البريطانية أن بنك إنجلترا لن يرفع بحدة فوائده كما كان يفعل في السابق.
ووفقا لصحيفة “فايننشيال تايمز” فإن البنوك الرئيسية في المملكة المتحدة ، ومنها “إتش إس بي سي ” وباركليز” و “تي إس بي” تحركت أمام تباطؤ التضخم الذي فاجأ المراقبون بانخفاضه إلى 7.9% في شهر يونيو. ووفقاً لهذه البيانات ، تحسبت تلك البنوك قرار بنك إنجلترا الذي اتخذه يوم الخميس برفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة فقط ، ليصل إلى 5.25%، بدلًا من نصف نقطة كما كان متوقعا سابقا.
وكان بنك “إتش إس بي سي ” وهو سادس أكبر بنك مقرض في البلاد ، أول من خفض أسعار الفائدة على حوالي 100 من عروضه في نهاية يوليو ، بما يصل إلى 0.35%. وبنك “نايشن بنك” وهو ثاني أكبر بنك مقرض في بريطانيا، أعلن نفس الإنخفاض على قروضه بفوائد ثابتة ، فيما قام بنك “باركليز” بتخفيض 0.15 % ، وبنك “تي إس بي” 0.55% على قروض بفوائد ثابتة لمدة سنتين .
وفي المملكة المتحدة ، يقترض غالبية المقترضين بفوائد ًثابتة لمدة 2 أو 5 سنوات فقط ، ثم يتعين عليهم إعادة التفاوض بشأنها حسب سعر السوق.
والإعلانات بخفض الفائدة تريح المقترضين إلى حد ما، في بلد ارتفعت فيه كثيرا الفوائد على قروض الإسكان في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى صعوبات للعديد من الأسر وخصوصا بعد أن بلغت الفوائد 7% في بريطانيا. وعلى سبيل المقارنة ، لم تكن الفائدة في فرنسا سوى 3.19% في يوليو ، وفقًا لتقديرات بنك فرنسا .
وتأتي هذه القرارات بخفض الفوائد بعد انهيار سوق الرهن العقاري في بريطانيا. وهذا الانخفاض في السوق دفع اللاعبين في الائتمان إلى الانخراط بمنافسة شرسة على الأسعار ، وهو ما يفسر أيضاً هذه السلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة. وأدرك كل من بنك “لويدز” و”باركليز” أن المنافسة تضع هوامشهما تحت الضغط في هذا الجزء من أعمالهما.
ووفقاً لبعض المراقبين الذين قابلتهم الصحيفة البريطانية اليومية ، لا ينبغي أن يُنظر إلى تخفيضات أسعار الرهن العقاري على أنها بداية انخفاض حاد. فإذا تمكنت من الانخفاض قليلا، من غير المرجح أن تنخفض الفائدة إلى أقل من 4% في وقت قريب.