الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية في “حفل العودة” المبهر من المتحف  

تحية إلى سامي صيداوي حفاظًا على الإرث الموسيقي اللبناني والعربي 

 برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس، احتضن المتحف الوطني في بيروت مساء الخميس 29 شباط/ فبراير حفلًا موسيقيًا بعنوان “حفل العودة” للأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق- عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، مع كورال القسم الشرقي للكونسرفتوار بإدارة عائدة شلهوب زيادة، في تحية تكريمية إلى أحد عمالقة الفن في لبنان سامي صيداوي.  

مناسبتان كبيرتان تصدرتا الأمسية الموسيقية، “حفل العودة” للأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية، وما رافقها من تحديات وصعوبات، استطاع المعهد بإدارته وموسيقييه وأوركستراته ومجلس إدارته وكوادره، تخطيها وصولاً إلى تحقيق العودة. وتكريم سامي صيداوي الذي يندرج ضمن سلسلة تكريمات أخذ المعهد الوطني العالي للكونسرفتوار على عاتقه القيام بها من أجل حفظ الذاكرة الموسيقية اللبنانية وتقديمها للأجيال الجديدة، ومن بين الأسماء التي كرّمها المعهد وديع الصافي ونصري شمس الدين وزكي ناصيف. 

احتشد المتحف الوطني بنخبة من الوجوه السياسية والدبلوماسية والثقافية والإعلامية ومحبّي الموسيقى، ومثلت الوزير المرتضى عضو مجلس الإدارة في المعهد الموسيقي السيدة أمينة بري.  

عودة الأوركسترات إلى ممارسة أنشطتها الموسيقية، تمثل في حفلات أقيمت وستقام في شكل دوري في حفلات يعلن عنها في حينها. وذلك بعد غياب قسري منذ العام 2019 ، وهذا ما شددت عليه القواس في كلمتها الترحيبية، التي شكرت فيها المتحف الوطني “هذا المعلم الوطني الكبير الذي نفتخر به وبما يمثله من حضارة وتاريخ وثقافة، ونحن إذ نشكره على تشريع أبوابه أمام الكونسرفتوار في توأمة ثقافية موسيقية تسلط الضوء على إرثنا الثقافي الذي يجسده المتحف بكل أبعاده، ها نحن اليوم، كما في حفلات سابقة أقيمت في حرمه، نحتفي أيضاً بدوره الرائد في الحفاظ على موروثاتنا الحضارية التي نحن اليوم في أمس الحاجة إليها”.  

وأضافت القواس: “بدأنا في تشرين الأول الماضي بعودة المعهد الوطني العالي للموسيقى للتعليم الحضوري بعد توقف منذ العام 2019، وفي تشرين الثاني أعلنّا عن عودة الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية، واليوم نعلن عن عودة الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية. ونأمل ان تكون هذه العودات التي تحمل أبعاداً دبلوماسية وثقافية، بالإضافة إلى أبعادها الموسيقية والوطنية، أن تكون مثالاً للتحدي وحافزًا لعودة كل القطاعات الوطنية”. وأكدت القواس أن هذه العودة وما قبلها لم تكن لتحصل لولا دعم وزير الثقافة محمد وسام المرتضى ووزير المالية د. يوسف خليل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي”. وقالت:” عودة الأوركسترا اليوم في تحية للملحن سامي الصيداوي، ستتكرر في تحيات تكريمية أخرى لملحنين أغنوا التراث الموسيقي في لبنان، وذلك مع الموسيقيين ابطالنا في الكونسرفتوار الذين لم يتوقفوا لحظة رغم الصعوبات، وأصروا على أن يعطوا أفضل ما لديهم بانتظار أن تكتمل الفكرة، وتكتمل معها أعداد الموسيقيين الذين سنستقبلهم من خارج لبنان. نحن اليوم نحيي التراث الموسيقي العربي من خلال ملحنين لبنانيين، إلى أن نصل، عندما يكتمل العديد الموسيقي، إلى إحياء التراث الموسيقي العربي من الجزيرة العربية مروراً بكل البلاد العربية من العراق وبلاد الشام ومصر وصولاً للمغرب العربي والأندلس، وأن نعيد هذا الخط الموسيقي الثقافي من خلال الأوركسترا الشرق عربية،ومن خلال الدراسات والأبحاث الموزيكولوجية”. وأضافت القواس: “اسمحوا لي أن أتحدث عن زميل تكفل بورشة الأوركسترا التي تحتاج الى كتابة وجهد وإعادة التنويط والتوزيع وبشكل يومي من دون توقف طيلة الأشهر الماضية وبكل صدق وإخلاص وشغف، أحيي قائد الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية المايسترو أندريه الحاج.” 

اعتلى بعدها المايسترو الحاج خشبة القيادة مقدّماً برنامجاً موسيقياً مبهراً بحسن قيادته ومهاراته العالية، التي تجلّت بإتقان إدارته للحفل مع العازفين البارعين. فكانت أمسية العودة تليق بسامي صيداوي أحد كبار ومؤسسي الأغنية اللبنانية منذ ثلاثينيات القرن الماضي الذي غنّى من ألحانه وديع الصافي وصباح ونور الهدى ونجاح سلام وغيرهم، وترك بصمة موسيقية مميزة. استعاد المايسترو الحاج ألق هذا الإرث مع ريبيرتوار صيداوي الغني، واستهل الحفل بمقطوعة موسيقية للموسيقار أنطوان فرح بعنوان “غدير” تلتها مقطوعة من تأليف أندريه الحاج بعنوان “من المسموع”. 

 مناخ فيه الكثير من الحنين إلى الأصالة والموسيقى الشرقية الفاتنة، حمل الحضور المتعطش إلى الموسيقى الأصيلة، فحلق عالياً مع عصا المايسترو والعازفين والكورال، منتقلًا بالانفعالات العفوية والتصفيق إلى لبنان الجميل بموسيقاه وثقافته وريادته. وأضفت إضاءة طارق مراد على فضاء المتحف الساحر رونقاً وإبهاراً، كما انتقل المتحف برمّته إلى أمكنة عالية السماع والإصغاء مع الهندسة الصوتية لشركة “بلو ساوند”Blue Sound” التي عبقت بها الأمسية.  

تتالت مع الأوركسترا والكورال أغنيات وأشعار سامي صيداوي ومنها “يا جارحة قلبي”، “حبّوك”، “بتندم”، “وينك يا ليلى”، و”ميّل يا غزيّل”، وتخلّلها مقطوعات موسيقية للموسيقار وليد غلمية بعنوان “خريفية” والموسيقي إياد كنعان بعنوان “ذكرى” و”سلطانة” للموسيقار علي الخطيب. 

 

عن mcg

شاهد أيضاً

  كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية يختتم زيارة إلى لبنان

  كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية يختتم زيارته لبنان UK’s Defence Senior Advisor to the …