إطلاق فعاليات الكونغرس الدولي للمسؤولية المجتمعية 

almontasher – أطلقت مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، وبالشراكة مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية،  فعاليات الكونغرس الدولي للمسؤولية المجتمعية في نسخته السادسة تحت شعار “مؤتمر المسؤولية المجتمعية للشركات والرعاية الاجتماعية شراكات فاعلة في بيئات التحدي”، في فندق “فوكو” في الوسط التجاري.

حضر المؤتمر ممثل راعي الحفل وزير العمل الدكتور محمد حيدر، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المفتش الديني العام في دار الفتوى الدكتور الشيخ أسامة حداد، ممثل لسفير بريطانيا في لبنان، النائبان ملحم خلف وبلال عبد الله، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية الوزير السابق محمد شقير، النائبة السابقة رولا الطبش، ممثل سفير سلطنة عمان السكرتير أول يعقوب بن علي المحروقي، ممثل سفير دولة فلسطين في لبنان سمير أبو عقل، القائم بأعمال السفارة التونسية في لبنان مصطفى العساكري، ممثل عن سفارة المغرب في لبنان، رئيس بلدية بيروت ابراهيم زيدان، رؤساء وأعضاء المنظمات العربية والدولية المعنية بالشأن الاقتصادي والاجتماعي وحقوق الإنسان، فاعليات سياسية واقتصادية وإعلامية وناشطون اجتماعيون واعضاء مجلس عمدة دار الأيتام الإسلامية.

استهلت الجلسات بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيبية لنائبة رئيس مجلس عمدة المؤسسات ندى سلام نجا، ثم ألقى الوزير والبرلماني السابق ورئيس الكونغرس الدولي للمسؤولية المجتمعية في مملكة البحرين الدكتور صلاح بن علي عبد الرحمن بيان الافتتاح، أعقبه عرض فيلم قصير عن مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية.

بعد ذلك تحدث المدير العام للمؤسسات بشار قوتلي عن المقاربات الجديدة للتمويل، ثم الضيف الفخري رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية – مملكة البحرين الدكتور يوسف عبد الغفار العباسي.

راعي المؤتمر

واختتم الافتتاح بكلمة راعي الفعالية الفخري رئيس مجلس الوزراء ممثلا بوزير العمل، تبعها تكريم للراعي الفخري للحدث الرئيس سلام من قبل الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية.

وقال وزير العمل: “يشرفني أن أمثل اليوم دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، الذي كلّفني أن أنقل إليكم تحياته وتقديره لكل الجهود المبذولة في ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني”.

اضاف: “إن انعقاد هذا المؤتمر تحت عنوان “شراكات فاعلة في بيئات التحدي” يأتي في زمنٍ تزداد فيه الأزمات وتتعاظم التحديات، ليؤكد أن المسؤولية المجتمعية لم تعد خيارًا تكميليًا، بل أصبحت نهجًا استراتيجيًا لبناء مجتمعات أكثر عدلاً واستقرارًا. لقد أثبتت التجارب أن من يستثمر في بيئته وصحته وتعليمه، يحقق ليس فقط أرباحًا مستدامة، بل شراكة حقيقية في التنمية الوطنية وصون السلم الاجتماعي”.

وتابع: “ان لبنان، وهو يواجه ضغوطًا اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، أحوج ما يكون اليوم إلى مثل هذه المبادرات التي تفتح مساحات للتكافل والتعاون. فقد كشفت السنوات الأخيرة هشاشة البنى الإنتاجية واتساع الفجوة بين قدرات الدولة وحاجات الناس، لكننا رأينا أيضًا نماذج مشرّفة من مؤسسات وشركات جسّدت أسمى معاني المسؤولية الوطنية”.

وقال: “انطلاقًا من هذا الإيمان، تؤكد وزارة العمل أن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار. وهي تعمل على تشجيع المؤسسات على إدماج مبادئ المسؤولية المجتمعية في سياساتها، دعم المبادرات التي توفر بيئة عمل لائقة وتحترم حقوق العمال، توسيع الشراكة مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية، ونعلن هنا استعدادنا للتعاون مع دار الأيتام الإسلامية كنموذج رائد في العمل الاجتماعي المنظم والمستدام”.

اضاف: “إنّ ما يميز هذا المؤتمر هو جمعه بين الخبرة الأكاديمية والتجربة الميدانية، وبين القطاعين العام والخاص، تحت هدف واحد: بناء بيئة مسؤولة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص. وان الحكومة اللبنانية تؤمن، من خلال خطة التعافي الاقتصادي والاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، بأن المسؤولية المجتمعية هي ركيزة أساسية للنهوض الوطني، وعنصر فاعل في خلق فرص العمل وتعزيز العدالة الاجتماعية”.

وتابع: “من هنا، فإن رعاية دولة الرئيس نواف سلام لهذا المؤتمر تأتي تأكيدًا عمليًا على هذا التوجّه الوطني، وعلى التزام الحكومة بدعم كل مبادرة تسهم في التنمية، وتعزز قيم المواطنة، وتبني الثقة بين المواطن ومؤسساته. وهي أيضًا دعوة مفتوحة إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني للانخراط في مشروع وطني جامع يجعل من المسؤولية المجتمعية رافعة لبناء لبنان الجديد”.

وختم: “أخيرا، أتوجّه بالشكر إلى الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ودار الأيتام الإسلامية على تنظيم هذا اللقاء، وإلى جميع المشاركين الذين يؤمنون أن خدمة الإنسان هي أسمى درجات النجاح”.

الجلسات

وتواصلت الفعاليات بإطلاق جلسات العمل العلمية، حيث ألقت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة مخزومي والمبعوث الدولي الخاص للدبلوماسية الإنسانية في لبنان مي مخزومي الكلمة الافتتاحية لجلسات الكونغرس.

ثم عقدت الجلسة العلمية الأولى بعنوان “دور المنظمات غير الحكومية في تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي”، بإدارة مستشارة رئيس مجلس الإدارة للعلاقات الدولية في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – دولة الكويت هديل السبتي، بمشاركة:

: المستشار بدر محسن المطيري، الرئيس المكلف للبعثة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي لدى الأمم المتحدة في جنيف – دولة الكويت، حيث طرح ورقة العمل الأولى تحت عنوان ” دور منظمة التعاون الإسلامي في تعزيز  احترام حقوق الانسان 

الدكتور شهاب أحمد العثمان، رئيس برنامج الكويت للمسؤولية المجتمعية، الذي طرح ورقة العمل الثانية تحت عنوان ” الجهود التنظيمية لتطوير أدلة إجرائية وأخلاقيات العمل الإنساني الميداني”

  • الدكتور حامد بن عبدالله البلوشي، المدير العام لشبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية – سلطنة عمان، حيث طرح ورقة عمل تحت عنوان” دور المنظمات غير الحكومية في تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي”.

أما الجلسة العلمية الثانية فكانت بعنوان “أدوات عالمية مهنية للتعامل مع التحديات العملية والميدانية التي تواجه المنظمات غير الحكومية أثناء عملها الإنساني”، بإدارة نائب رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية – دولة قطر الدكتورعلي آل إبراهيم، وشارك فيها:

  • حمد زيد البسيس، رئيس مجلس إدارة مبرة العوازم الخيرية والسفير الأممي للشراكة المجتمعية – دولة الكويت، حيث طرح الورقة العمل الأولى تحت عنوان ” التعامل مع تحديات التمويل والقيود المفروضة على الوصول الإنساني الآمن والمحايد التي تواجه المنظمات غير الحكومية أثناء عملها الإنساني”

  • محمد حسين جناحي – النائب بمجلس النواب – عضو الهيئة الإشرافية العليا للكونجرس الدولي للمسؤولية المجتمعية – مملكة البحرين، حيث طرح ورقة عمل الثانية تحت عنوان ” آليات التفاوض مع الجماعات غير النظامية لتيسير أعمال المنظمات غير الحكومية الإنسانية”،

  • الدكتور زكريا حمود، المستشار الأول في اتحاد المصارف العربية – الجمهورية اللبنانية، حيث طرح ورقة العمل الثالثة تحت عنوان ” دور المنظمات غير الحكومية في تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي”.

وتلى ذلك فعالية مصاحبة تحت عنوان “مؤتمر المسؤولية المجتمعية للشركات والرعاية الاجتماعية – شراكات فاعلة في بيئات التحدي”، تضمنت الجلسة النقاشية الأولى بعنوان “من التبرعات الفردية إلى الشراكات: دور القطاع الخاص في ترسيخ المسؤولية المجتمعية ودعم الفئات الهشّة في ظل التحولات الاقتصادية من التمويل إلى الأثر”، بإدارة الأستاذة الجامعية والخبيرة في المسؤولية المجتمعية ومديرة شبكة رؤساء الاستدامة في الإمارات الدكتورة إلهام شحيمي، بمشاركة:

  • الوزير السابق محمد شقير، رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية،

  • الدكتور صلاح بن علي عبد الرحمن، الوزير والبرلماني السابق وعضو مجلس ‏ادارة الاتحاد العربي للتمكين الرقمي – رئيس الكونجرس الدولي للمسؤولية المجتمعية -مملكة البحرين،

  • لؤي ملص، رئيس اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير “إرادة”،

  • بشار قوتلي، المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية.

وقد خلصت هذه الجلسة، الى إطلاق “ميثاق أثر للمسؤولية المجتمعية ” كإطار مرجعي ينظم العلاقة بين القطاعين العام والخاص، ويضمن الشفافية والحوكمة واستدامة الأثر المجتمعي.

أما الجلسة النقاشية الثانية، فجاءت بعنوان “الإطار القانوني والمالي الناظم للمسؤولية الاجتماعية: نحو بيئة تشريعية ومالية محفزة للشراكات المجتمعية”، وقد أدارتها مساعدة المدير العام في “تلفزيون لبنان” الدكتورة وفاء محفوظ، بمشاركة:

  • الدكتور بلال عبدالله، نائب في البرلمان اللبناني ورئيس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية النيابية،

  • الدكتور ملحم خلف، نائب في البرلمان اللبناني وناشط في مجال حقوق الإنسان.

تلى الجلستين النقاشيتين الجلسة العلمية الثالثة التي ادارها الخبير المالي والاختصاصي الدولي في مجال الدبلوماسية الإنسانية المستشار وارف قميحة، وحملت عنوان “استراتيجيات بناء الكفاءات والقدرات في القانون الإنساني الدولي”، وقد وشارك فيها:

  • المستشار يوسف محسن اللمكي، رئيس مركز رباط للمبادرات والمسؤولية المجتمعية – سلطنة عمان، حيث طرح ورقة العمل الأولى تحت عنوان ” مسارات التكوين المهني للقادة والعاملين في المجال الإنساني”،

  • المستشارة سما عبد الحميد العلوي، مدير عام الأكاديمية الدولية للمسؤولية المجتمعية – مملكة البحرين، حيث طرحت ورقة العمل الثانية تحت عنوان” أدوات توظيف التحول الرقمي في لبناء قدرات العاملين في المجال الانساني.

كما كان لمديرة برنامج التدريب المهني في مؤسسة مخزومي في لبنان ملك الحوت كلمة بعنوان “معايير المسؤولية المجتمعية.. الأهمية والأثر”، تلاها ورشة عمل حول “المعايير العربية للمسؤولية المجتمعية وآليات تطبيقها” قدمتها رئيسة مؤسسة شعيب الإنسانية في لبنان الدكتورة ناديا شعيب.

واختتمت الفعالية بإطلاق ميثاق الشراكة مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية، وتلاه البيان الختامي للكونغرس الدولي للمسؤولية المجتمعية لعام 2025 ، ثم حفل غداء رسمي على شرف الحضور.

وجدد المؤتمر تأكيد أهمية العمل المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بوصفه مدخلا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة وترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية في العالم العربي”.

التوصيات

وقد خلصت الفعاليات الى التوصيات التالية:

• تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني العالمي.

• تحويل دور المنظمة من الاستجابة إلى المبادرة

• انشاء منصات رقمية مشتركة لتبادل الأدلة والمرجعيات الإنسانية.

• اصدار دليل عربي موحد لأخلاقيات العمل الإنساني الميداني.

• ادماج التدريب على الأخلاقيات الإنسانية ضمن برامج التأهيل للمنظمات والعاملين.

• تفعيل آليات المراقبة والتقييم الأخلاقي.

• ترسيخ الثقافة الإنسانية في التعليم والإعلام.

• تبني الحوكمة والشفافية.

• تطوير آليات المساءلة الدولية.

• تطوير آليات أكثر مهنية وأخلاقية.

• وضع رؤى عملية ومبادرات نوعية تسهم في تعزيز احترام القانون الدولي.

• التزام الحكومة اللبنانية بدعم عملي لكل مبادرة تسهم في التنمية وتعزز قيم المواطنة وتبني الثقة بين المواطن والمؤسسات.

• دعوة إلى القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني إلى الانخراط في مشروع وطني جامع يجعل من المسؤولية المجتمعية رافعة لبناء لبنان الجديد.

• التقاء الرؤية الاقتصادية بالواجب الأخلاقي من أجل تنمية الإنسان وزيادة التمويل المستدام.

• تحديد الكفاءات المهنية المطلوبة واعتماد أنظمة واضحة للبرامج والمدربين.

• تشجيع إنشاء تحالفات عربية للتدريب وبناء القدرات وتبادل الخبرات.

• التشجيع على اعتماد المعيار العربي لمؤشرات المسؤولية المجتمعية والمطور عبر منصة د. نادية شعيب”

عن mcg

شاهد أيضاً

حبيب وجه تحية للمصارف اللبنانية لصمودها

almontasher > لمناسبة “اليوم الدولي للمصارف” الذي يُحتفل به سنوياً في 4 كانون الأول وفق …