الأنطونية تحتفل بتجديد شهادة ضمان الجودة السويسرية

برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحلبي، إحتفلت الجامعة الأنطونية بتجديد شهادة الاعتماد المؤسَّسيّ من الوكالة السويسريّة لاعتماد وضمان الجَودة، في حضور الرئيس العام للرهبانيّة الأنطونية الأباتي جوزيف بو رعد، رئيس الجامعة الأب ميشال السّغبيني، مدير عام التعليم العالي مازن الخطيب، مستشار وزير التربية ألبير شمعون، مجلس أمناء الجامعة، وحشد أكاديميّ من العمداء، والمدراء، والأساتذة والإداريّين والموظّفين.

أكد وزير التربية أن “الجامعة الأنطونية رسّخت مكانتها في هذا اللبنان الذي يعاني من أوضاع مأسوية وواقع صعب، لكنها تمنحنا الأمل مع جامعات تسعى للريادة بالخروج من زمن اليأس، وفي أنه لا تزال هناك مؤسسات يمكن الرهان عليها في حماية السمعة الأكاديمية والاختصاصات والجودة.” وقال خلال كلمته “إن الجامعة الأنطونية تصر على العمل والعطاء والتفوّق، لتوفير تعليم عالٍ يحمل بصمات الريادة. وهي رسمت لنفسها مسارا أكاديميا راسخا في القيم الروحية والوطنية والعلمية والثقافية والإنسانية، ينسجم مع تاريخ الرهبانية الأكبر في لبنان”

وتابع الوزير الحلبي بالقول: “نحضر لنبارك للجامعة الأنطونية ورئيسها وإدارتها وهيئاتها الأكاديمية وطلابها وخريجيها، بتجديد حصولها على الاعتماد المؤسسي، من الوكالة السويسرية لضمان الجودة AAQ. ونحن جميعا نعلم دقة الإجراءات التي تنتهجها الوكالة المعروفة عالميا في منحها الاعتماد، وما يترتب على ذلك من تهيب ومسؤوليات تجاه أهل الجامعة انفسهم وتجاه المؤسسة التي منحت التجديد.”

ولفت الى “أن الجامعة الأنطونية استحقت تجديد الإعتماد المؤسسي، وما حققته هو ما نطمح إليه في مؤسسات التعليم العالي. الاشتغال بالبحث العلمي، والتصميم على التطور من دون النظر إلى المنافسة بل إلى ترسيخ الجودة التي تشكل الضمانة للتعليم العالي.”  وقال “هذه المسالة أساسية ومن صلب أولوياتنا في التطوير، إذ لا أخفي عليكم أنه كان له حصة من الأزمة والانهيار. أعرف أن هناك تراكمات كثيرة أثرت على التعليم العالي، حيث تسلمنا ملفاً مليئاً بالثغرات ويشوبه الكثير من المخالفات، أبرزها عدم الالتزام بالمعايير الاكاديمية وبالجودة، فعملنا على إعادة تقييم وضع الجامعات، بهدف المحافظة على تميّز القطاع ورياديته. أعدنا تشكيل مجلس التعليم العالي مع لجانه الفنية ليتمكن من مواكبة أوضاع الجامعات الخاصة وضبط المخالفات وتطبيق القانون مع المحاسبة والمكاشفة واستعادة الممارسات القائمة على المعايير والجودة. واتخذنا قرارات حاسمة في هذا السياق. ووضعنا رغم الصعوبات استراتيجية للتعليم العالي نستكمل هيكليته عن طريق المجلس، وأقرينا الصيغة النهائية لمشروع مرسوم تنظيم الترخيص لبرنامج الماجستير في الجامعات الخاصة، ورفض الترخيص لأي مؤسسة تعليم عال جديدة في ضوء الحالة الراهنة لهذا التعليم”.

الوزير الحلبي وجّه تحيّة إلى الأب ميشال جلخ “الذي كان على رأس هذه المؤسسة، وقد اختاره الحبر الأعظم البابا فرنسيس ليكون أمين سرّ مجمع الكنائس الشرقيّة، ومن ثم مستشارًا لدائرة تعزيز وحدة المسيحيّين. ونحن قد بنينا تاريخنا على الحوار المسيحي الإسلامي نهنىء الرهبانية والجامعة والأب جلخ على هذا الموقع الحساس، ونعرف أيضا إسهاماته في بناء الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات.”

وأثنى على العلاقة التعاونية والتواصلية بين الجامعة برئاسة الأب ميشال السّغبيني والمديرية العامة للتعليم العالي بشخص المدير العام الدكتور مازن الخطيب، والشراكة والتفاعل مع الجامعات من خلال المشاريع الأوروبية واللجان الفنية والمتخصّصة.

الأب السّغبيني: رئيس الجامعة الأب السّغبيني اعتبر في كلمته أن تجديد شهادة الاعتماد المؤسَّسيّ من الوكالة السويسريّة لاعتماد وضمان الجَودة، مسيرة ضروريّة خاضتها الجامعة الأنطونيّة على مستوى التعليم العالي في لبنان. لافتًا الى أن تجديد الاعتماد ليس غايةً بل بداية مرحلة جديدة تشدّنا جميعًا إلى مستقبل أنجح.
وتابع الأب السّغبيني مشيرًا الى أن “الجودة هي مسيرة نحو الأفضل، هي خروج من القوقعة، ونوع من العولمة الوجوديّة التي من دونها لا قيام للمجتمعات ولا تكامل فيما بينها. الجَودة هي مجموع سِمات وخصائص وميزات، تجعل ما يُقَدَّم قادرا على تلبية الحاجات المطلوبة بالطريقة الأسمى، وتشكّل مقياسا للتميّز والتمييز، يطهر من الشوائب والنواقص عن طريق الالتزام الصارم بمعايير قابلة للفحص والتحقّق، بهدف إنجاز تجانس وتماثل في التعليم والبحث والخدمة، ترضي متطلّبات محدّدة، وتقدّم اعتماديّة مطلوبة. ولذلك فهي تتطلّب مراقبة الكفاءة والفعاليّة وتحسينهما باستمرار. الجودة تمنعنا من الاستسلام والاكتفاء بالقليل. فعندما يعرف المرء بجودته وجوده، يُعرف بسخائه وعطائه. ”

الأب السّغبيني أكد أن “أسرة الجامعة استطاعت بأكملها أن تحافظ على الجودة كمسؤوليّة لا كعبء، وأن تبسطها على كافة نشاطاتها، وتشرك بها كلّ فرد من أفرادها. وهذا النمط من العمل الجماعيّ ليس إلّا جوابًا صريحًا على كلّ التحدّيات والأزمات التي يمكن أن تمرّ بها أيُّ مؤسّسة تربويّة تسعى لتخريج طلّاب مسؤولين عن بناء وطن.”

واعتبر الأب السّغبيني هذا الإحتفال بمثابة تحيّة تقدّمها الجامعة لكلّ من سبقه وقام بهذا الإنجاز الضخم، الذي يتطلّب منّا العمل على استمراريّته وتطويره، لما يؤول لنجاح الجامعة وطلّابها. وقال: “كلّ الشكر لمن قام بهذه الخطوة الجبّارة، الرئيس الأسبق الأب جرمانوس جرمانوس، والرئيس السابق الأب ميشال الجلخ، الذي سرَّنا خبرُ تعيينه مطرانًا منذ أسبوع. ”

وفي ختام الإحتفال قدّم الأب الرئيس ريشة الجامعة الفضيّة لمدير عام التعليم العالي الدكتور مازن الخطيب، وكذلك قدّم لوزير التربية أيقونة تتحدّث عن واقعة تاريخية جمعت القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان الكامل حاكم مصر والمنطقة الشامية خلال العصور الوسطى في العام ١٢١٩، أعيدت كتابتها في المعهد الفني الأنطوني. وتم اختيارها كهدية للوزير الحلبي انطلاقًا من مسيرته اللافتة في الحوار المسيحي الإسلامي

عن mcg

شاهد أيضاً

جمعتكم مباركة ..صباح الخير اليوم الجمعة 22تشرين الثاني 2024 عيد الاستقلال … ترقب وحذر  وسط  …